نشوى لياليك لا كأساً ولا نخبا
لغز الألوهة في آفاقها انسكبا
هل من فضاء إلى علياك أذرعه
غير الفضاء الذي في النشوة احتجبا؟!
لا تظلميني,, كم الجغرافيا ظلمت
مثلي غريباً,, على مجهولها صلبا
أتيت والوله (,,,,) يصعد بي
عبر السماوات بالأسرار منجذبا
صبي بقايا حميا الغيب في جسدي
قد شب نصفي,, ونصفي لم يزل حطبا
(أبها),, وألقاك في أحضان شاهقة
خضراء تنتعلين الغيم والسحبا
وقد تدلت عناقيد النجوم لنا,.
لا نقطف النجم حتى نثني الركبا
من أنتِ,, يا قامة تمتد في فلك
يخال للسدرة العصماء منتسبا؟!
أسطورة بين أكتاف نقشت
وشما يخبىء من أسرارها عجبا!!!
غزالة الريح تهديها السلام إذا
مر النسيم رشيق الخطو منسربا
والشمس تنشر أغصان الظلال على
مليكة رأسها بالقمة اعتصبا
تختال بين شتاءات تمشطها
بالقشعريرة حتى تنتشي طربا
إن مسها البرد مسا فض نشوتها
قامت لتحتطب الأقمار والشهبا
(أبها),, وتنتفض العنقاء في جبل
ما زال بالطلسم الغيبي منتقبا
تعنبت شفة التاريخ حين نما
عنقود إسمك فوق الدهر وانكتبا
عوذت لغزك من صحو يساوره,.
تعويذة ملئت من حيرتي، عنبا
ماذا بعينيك من إيماءة همست
للموقد الصب في جنبي فالتهبا
هززت باسمك مهد الشعر في وله
بكر,, فصاح اليراع الطفل وانقلبا
هذي الصبابة نار لا أبوح بها,.
ما زال يصهرني كتمانها ذهبا
أخشى على البوح أن يكبو بتأتأة
حيرى تكدس فيما بيننا الريبا
لكن بي غارة,, أطلقت فارسها
في أفق عينيك كي تستنفر الهدبا
فما وقعت على عينين مثلهما
تصوبان إلى غازيهما، الغضبا
فوارس الكحل شدوا الخيل عادية
على الجفون، وصدوا الغارة/ الشغبا
الأمن للأمنيات الهاجعات على
رمشيك,, أمنا يحيل الضاريات ظبا
(أبها),, وما خان هذا الاسم روعته
منذ البهاء على أعضائك انسكبا
يقال كنت السنى يوم الذرى لثمت
أقدام أول فجر فوقها لعبا
الفجر شاخ,, وما شاخت برونقها
هذي الجبال ولا إكسيرها نضبا
أين التجاعيد من خديك,, هل عجزت
أن ترتقي منك هذا المرتقى الصعبا؟!
خرجت من غابة الإنسان يافعة
بيضاء لا تفقهين الصدق والكذبا
بكر الجناحين,, ما رفا على شجر
عريان إلا اكتسى الألحان والزغبا
يزهو جبينك في أفراح كوكبة
من الحمائم لاقت نبعها العذبا
يقال ضواك في فجر الصبا غزل
عف الإزار,, تحدى الشهوة الجنبا
طارحته صبوة العشاق في حرم
من الإشارات، يستعصي على الرقبا
يا نبضة في (جنوب) القلب تدفعني
صوب الأعالي فأسمو عزة وإبا
ألقى الطبيعة تستجلي أساورها
في معصميك متى عصفورها طربا
وأقتفي موكب الأشجار في سفر
ما بين زفرة سفح أو شهيق ربى
فأنثني بين أنفاس مراهقة
كأنها عتقت في صمتها حقبا
أنى رحلت أرى الغابات تسبقني
إلى المكان وتكسو وجهه عشبا
والماء أغنية تمشي على قدم
حولي، وتكنس من أودادي التعبا
كم رغبة في دمي دست أناملها ال
بيضاء تسحب خيط الروح فانسحبا
صاغ الجمال عظامي قوس دائرة
من الصبابات، واستبقى لك القطبا
الآن أسمو إلى النجوى,, فمرتبتي
في سلم العشق أعلى ما احتوى رتبا
أعلب العمر في أحلى دقائقه
لكن طبع الليالي تفسد العلبا
(أبها),, وهذا انا في سفح دروشتي
حيران أشعل من ترتيلي، القصبا
أحياك (ليلة قدر) كلما التهبت
طهراً,, سكبت على أشواقي اللهبا
لا تسألي من هُنا,, في أرخبيل دمي
هنا الخراب بتاج الورد معتصبا
صوت الدراويش صوتي,, ما برحت على
كفيه أذرع هذا العالم الخربا
أسائل الليل عن أسباب عتمته,.
تفلسف الليل لكن لم يجد سببا
الغيب مأساتي الكبرى,, يهيىء لي
دفء اليقين وما أنفك مضطربا
خربشت فوضاي في وجه الزمان، وما
هدأت إلا ووجهي يشتكي العطبا
في جبتي نخلة أمسى يؤرقها
سر الخليقة حتى أحرق الرطبا
فالنخل مثلي درويش,, توحد بي
ثم انكفأنا إلى أعماقنا هربا
ننقب الطين بحثاً عن حقيقتنا,.
إن الحقيقة لا تستوطن القببا
(أبها),, ووجهك وجه الشعر,, فصله
كف (الأمير) (1) الذي بالحكمة اختضبا
هذا المجلي على الصحراء حمحمة
تستلهم الرأس لا تستلهم الذنبا
ما زال يكتب بالسعدان حكمته
والريح تحمل في آباطها الكتبا
كم نفرة في سبيل الحب شد لها
مهر القصيدة يطوي الشعر والأدبا
يزاوج البيد والتاريخ في وتر
نسج الخلود,, تناهى صبوة وصبا
عقارب الوقت فوق المهد حطمها
وراح يصنع من أشلائها لعبا
مر الزمان,, وما مر الزمان به,.
فأين كان عن الأيام محتجبا؟!