Sunday 15th August, 1999 G No. 9817جريدة الجزيرة الأحد 4 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9817


منطق
لماذا يذبح المسلمون في داغستان؟

منذ قرون مضت دخل الإسلام الى أواسط آسيا واستوطن فيها كما استوطنت في نفوس اهل تلك الديار مبادىء هذا الدين العظيم, وعلى الرغم من الأحداث الكبيرة والكثيرة التي تعرضت لها تلك البلاد عبر التاريخ والتي كان آخرها الاحتلال الروسي وفرض السيادة عليها بالقوة إلا ان أهلها لا يزالون رغم كل الظروف مسلمين وأحرارا.
وبعد تحطم هياكل الماركسية ورموز العلمانية مع ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي، أضاءت شموع الأمل في نفوس تلك الجماعات المسلمة ترجو ان تستعيد شخصيتها وحريتها المسلوبة أسوة ببعض الجمهوريات من جيرانهم الأكثر قوة والتي منحت حق الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي قبيل انهياره، ولكن الجمهوريتين الإسلاميتين داغستان والشيشان لم تمنحا حقوقهما كما منح جيرانهم مثل الجورجيين والتاجيك والأوزبكيين والتركمان وغيرهم، فبقوا رغم أنوفهم تحت سيطرة الدب الروسي الهرم الذي يحاول بكل ما أوتي من قوة ان يتشبث ببعض القطاعات الجغرافية التي يعلم بقدرته على إخضاعها ويفرض سيادته عليها بالقوة طمعا بما تبقى فيها من ثروات طبيعية، واهما بأن ذلك مما سيزيد في مكانته ويعلي من قدره عند خصومه, ولا نعجب من أفعال الروس وردة فعلهم تجاه الثوار الداغستانيين حيث نعرف جيدا فصول ومشاهد المسرحيات التي قام الروس بأدائها على مسارح أفغانستان والبوسنة والشيشان، والآن ها هم يعيدون نفس المشاهد في الأراضي الداغستانية المسلمة.
المتتبع لسياسات الروس تجاه الأقليات المسلمة في الأقاليم الخاضعة لسيادتهم او تلك التي تخضع لأنظمة حليفة لهم يجد رتما واحدا يتكرر في كل مواقفهم وردود فعلهم وتحيزهم غير المبرر لكل مناهج التطهير العرقي ومسح الهوية الثقافية والأيديولوجية لتلك الجماعات، كما يلاحظ المتتبع لتاريخهم الحربي اعتمادهم التهجير وتشتيت الشعوب من أراضيها، فكم هجروا من أفغانستان وكم هجروا من البوسنيين والالبان على أيدي احلافهم الصرب, وقبل ذلك ماذا فعلوا في بداية القرن؟ فقد عمدوا الى تعديل الخرائط (الديموغرافية) للأقليات من خلال تشتيتهم وتهجيرهم وتفريقهم في مدن أخرى بعيدة عن بلادهم الأصلية, ولكن خططهم في هذا المجال فشلت الى حد كبير حيث عاد الكثيرون الى مواطنهم الأصلية بمجرد ان اتيحت لهم الفرصة, وبقيت اعداد مفرقة في مدن الاتحاد السوفيتي السابق.
ولمعلومات القارىء الكريم: فإن داغستان تقع على الساحل الغربي من بحر قزوين بجوار جمهورية الشيشان التي تحدها من الشمال الغربي واذربيجان التي تحدها من الغرب والجنوب, عاصمتها: ماختشكالا, كانت تخضع لهيمنة الفرس الى ان تخلوا عنها لروسيا عام 1813م ولم تستطع روسيا اخضاعها بشكل كامل إلا بحلول عام 1859م, أعلن الداغستانيون الانفصال عن الروس عام 1917م الأمر الذي جعل من بلادهم مسرحا للقتال حتى بداية عام 1921م, حيث اصبحت جمهورية مستقلة ذاتيا منذ 20 يناير 1921م, ثم ادخلت ضمن الاتحاد السوفيتي الذي كان يتشكل خلال تلك الفترة, مساحتها 50,300 كيلومتر مربع سكانها 1,600,000 نسمة في عام 1980م يتشكلون من عدد من الأعراق غالبيتهم من الأوتوشتون، وهم شعب ينحدرون من الاندو أوروبيين, وداغستان، بلد زراعي وصناعي وتختزن أراضيه البترول والغاز بكميات تجارية، الأمر الذي جعل الروس يماطلون في التخلي عنه ومنحه الاستقلال.
د, عبدالله بن عبدالرحمن آل وزرة
E- mail: awazrah* ksu edu. Sa

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved