الشاعر والراوي الكبير عبدالرحمن بن ابراهيم الربيعي رحمه الله من بيت علم وأدب من أسرة تتفرع من بني خالد ولد في عنيزة عام 1309ه وتوفي فيها عام 1402 هجرية, راوٍ كبير وشاعر قدير له ديوان يضم بعضا من أشعاره له نفس طويل في سبك القصيدة ولا يمل من الكتابة حيث كتب في خطه الجميل أكثر من خمسين ديوانا من الشعر وهو الراوي الوحيد لأشعار سليمان بن شريم وعبدالله بن دويرج بالاضافة الى الكثير من الشعراء مثل محمد العبدالله العوني وشعراء أهل عنيزة وغيرهم,, وكان رحمه الله تربطني به صداقة.
وقد نقل عن روايته الكثير من المؤلفين مثل سعيد كمال صاحب الأزهار النادية من أشعار البادية ومثل مسعود بن سيحان صاحب التحفة الرشيدية وغيرهم الكثير لأنه رحمه الله لا يبخل على كل من يطلب منه أي قصيدة, الراوي عبدالرحمن الربيعي له مساجلات مع كبار الشعراء مثل عبدالله بن دويرج وسليمان بن شريم ومحمد بن مناور الظاهري وعبدالعزيز بن فايز وغريهم وهذا بجانب قصائده الكثيرة التي تطرق فيها لجميع أغراض الشعر بعض منها في ديوانه الخاص وهو الجزء الحادي عشر من الأزهار النادية من أشعار البادية والكثير منها لم ير النور ولم يطبع.
والراوي عبدالرحمن الربيعي المتواضع الذي دائما يرى من يراسله او يخاطبه او يتحدث معه انه ادرى وأفهم منه بدليل ما صار بينه وبين صديقه الراوي الكبير منديل الفهيد عندما قال قصيدة طويلة فيها نوع من الغزل قد أرسلها وعمره ثمانون سنة تزيد عن ثلاثين بيتا من ضمنها يقول عبدالرحمن الربيعي:
إلى منه حدث بالمرجل هو جاس وعظ بهموم نعالجها بقيفان عن الهاجس اتسلينا |
وبآخرها يقول:
أفدني من بحر فكرك كما انك تقعد المنجوم ابليت بحب هذا الشخص وعمري بالثمانينا |
فيجيبه منديل الفهيد بقصيدة مماثلة ويوضح في رده الاعتراف بشاعرية الربيعي وانه من تلاميذ الربيعي بقوله:
أنا أقول الربيعي وافي بالفكر والتعلوم يبي فتوى من التلميذ وهو معلمٍ فينا |
ثم يقول: أنا سلت شاعر انما اسمع واقادي واتبع جرة الشاعر واقتبس من أفكاره بقوله
انا مانيب شاعر مير نسمع للرجال علوم اقادي واتبع الجره مع اللي قبل ما شينا اخص بها الربيعي واشهره باسمه دوام الدوم حليف الطيب ضد أهل الرداهم والبخيلينا ربا في ديرة الفيحا لهم بالطايلات اقسوم من أولهم إلى آخرهم على الطيب امتواصينا |
ثم يوضح الربيعي على أحد مخطوطاته أبياتا منها قوله: علقت رسمي:
علقت رسمي بارز بالاشارة بشرح لمن طالع ابحشمه وتكريم ودونت ماجا بالخيال ابتكاره ما بيه يفني لو فنت المراسيم كل بغاية خاطرة واقتداره حسب المعرفة والمواهب مقاسيم لا باحث عن زود فخر وشطاره لا شك ابي عن لبس شك وتوهيم واللي يعرف العلم عندي وقاره ولا المغفل جنبته الملازيم |
والرواي الشاعر عبدالرحمن الربيعي له الكثير من المراسلات والمداعبات مع كثير من الشعراء منهم محمد بن مناور الضاهري وعبدالله بن دويرج ومنهم سليمان بن شريم ومنهم علي الطريف كان صديقه علي الطريف غائبا وعندما طب الوطن قال الربيعي من قصيدة طويلة:
ياهل العيرات عن دار الهوان أنحوبي خاطري هام المعالي ياهل العيراتي قربولي حرة ما حسها العرقوبي كنه الأدمي الى طالع اشبوح ارماتي ثم هجوا فوق هجن كنهن عيسوبي زاهيات أكوارهن هن غايتي وامناتي كنهن فرق القطالا حده اللاهوبي كثحة الجوزاء ومن دون المدا مضماتي فوقهن من كل قرم باتع منتوبي ما يهابون المنايا والقضافواتي ما حلاهن يوم قفن طاب لي مشروبي يوم قفا الحيف عني واقبلت كيفاتي يوم شفت الهجن صفن زان لي مشروبي يوم قضا الحيف عني واقبلت كيفاتي |
وهي طويلة من 21 بيتاً.
فأجابه صديقه علي الطريف بابيات من 24 بيتا:
مرحبا وأهلا بخط جا على مطلوبي من رفيق زاد همه وأركب العيراتي حي ركبه عد ما هل المطر حالوبي او مشا الوادي وغبة تخضر الانباتي او غشا ليل يسوق النور عند غروبي او عدد ساعات ليله والنهار أوقاتي في سلامه من سليم بالفخر منتوبي حاش تاج العلم والقانون والحيلاتي يوم جاني مثل يوسف يوم جايعقوبي او غريق اليم ياس وجاهله فرحاتي تشتكي ياصاحب لي من هوى الرعبوبي وانت ما تحتاج من يخبرك بالحالاتي صح في خمس الحروف اسمه بظن احسوبي والبحر ما ينلحق لهل الهوى غاياتي درب هم وذل وأسباب الخطر واكذوبي والعواقب ما تسر امطاوع الشهواتي |
وهل أطول من ذلك لا قصيدة الربيعي 21 بيتا ولا رد الطريف 24 بيتا فالمعذرة.
ابراهيم اليوسف
راوي شعبي