Friday 13th August, 1999 G No. 9815جريدة الجزيرة الجمعة 2 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9815


شاعر وموقف

موقف هذا الأسبوع حصل للشاعر والفارس الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين شيخ قبيلة العجمان بدون منازع والموقف حصل له في آخر حياته رحمه الله قبل الموقف أقول بأن الشيخ راكان كان فارسا شجاعا داهية ولهذا السبب أسره جنود الترك عام 1288ه من الاحساء وذهبوا به الى الجبيل حيث السفينة ثم حملوه ومعه صديقه دهام حيث يقول وهو على ظهر السفينة:
عقب المعزة صار كنا دراويش
الكل منا خبزته في يمينه
ما عاد به قهوة ولا عاد به عيش
ولا عاد به فطحة خروف سمينة
وقد فقد صديقه دهام أعصابه وأخذ يهذي في السفينة مما دعاهم الى القائه في البحر اما الشيخ راكان فقد وصل الى تركيا وسجن سبع سنوات ثم اشترك في معركة بين الترك والفرس وكان هو سبب النصر فيها للترك بعد الله فقالوا له أطلب وقد وعدوه بتنفيذ طلبه فقال أطلب الدهناء والصمان فنفذوا طلبه وركب القطار من اسطنبول حتى وصل المدينة المنورة.
وهذا دليل الولاء والوفاء للوطن والأهل فابتاع راحلته وتوجه حسب ما ذكر في قصيدته المشهورة:
يافاطري ذبي خرايم طمية
الى اشمخرت مثل خشم الحصاني
ووصل الدهناء عام 1295ه.
أعود للموقف وأقول ذهب الشيخ راكان ومعه ابنه الشاب الوسيم اليافع الفارع الطول بينما راكان قد شاب شعره واحدودب ظهره ذهبا وفي أثناء طريقهما مرا ببيت شعر قد نصب بالصحراء فحلا عليه ضيفين فلم يجدا في البيت رجلا بل وجدا صاحبة البيت فرحبت بهما كما هي عادة المرأة العربية ثم جلسا في مقدمة البيت فجاءت بالحطب ووضعته في مشب النار وقالت للشيخ راكان اخدم خويك اي اعمل القهوة، وكأنها لا تريد ان تتعب هذا الشاب الجميل في عمل القهوة، هم الابن ان يقوم ليعمل القهوة لكن الشيخ قال اجلس فالأمر علي أنا أما أنت فمعزز ومحشم لاجل أنك شاب جميل وأنا (شايب) كانت المرأة تأتي بالماء والهيل والتمر وفي كل مرة تقول اخدم خويك وراكان يقول إن شاء الله وهي لا تعلم بأن هذا راكان الشيخ الفارس الشاعر وبعد ما شربا القهوة قال راكان يابنت الرجال، قالت نعم قال إسمعي
يازين ياللي وسط خدك نقاريش
الحكم حكم الله وحكمك على الراس
إن ردتني حشاش سيد الحواشيش
وإن ردتني حطاب قرب لي الفاس
والطير لا يعجبك في صفة الريش
طير الحبارى ياريش العين قرناس
عندما سمعت الأبيات قالت أقسم بالله ان تخبرني من أنت فقال أنا راكان بن حثلين وفي شبابي كنت أجمل من ولدي هذا ولا لوم عليك يا ابنتي فقالت والله والنعم وارجو المعذرة يا أبا فلاح والله إنك تسوى الشباب ثم ذهب راكان وابنه في طريقهما,, رحم الله راكان وجميع أموات المسلمين والى موقف آخر مع شاعر آخر إن شاء الله.
ناصر المسيميري
الرس

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved