Friday 13th August, 1999 G No. 9815جريدة الجزيرة الجمعة 2 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9815


أضواء
داغستان على خطى الشيشان

يوم تفكك الاتحاد السوفيتي واعلنت جمهورياته الاستقلال الواحدة تلو الاخرى، بدءا بجمهوريات البلطيق، ثم جمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية، نشرت دراسات، وأكد العديد من المحللين الاستراتيجيين والسياسيين، بأن الاتحاد الروسي الذي يشكل اكبر الجمهوريات السوفيتية، والمكون من عدة دول بعضها لها وضع خاص يجمع بين الارتباط بروسيا والاستقلال والبعض الآخر يتمتع بالحكم الذاتي، وتشكل الدول والاقاليم الاسلامية في هذا الاتحاد نسيجا خاصا وتتضمن خصائص ومقومات الدول، فالقوقاز والتتار والشيشان جميعها بمثابة دول ضمت لروسيا لتشكيل الاتحاد الروسي، وبما ان التناقض القومي والديني لا يمكن ان يساعد على بقاء كيان متماسك، فقد شهدت هذه المناطق محاولات انفصالية عديدة، سبقت حتى تفكك الاتحاد السوفيتي، فالتتار والقوقاز ثاروا عدة مرات في زمن ستالين الذي رحل مئات الآلاف منهم قسرا الى سيبيريا وإذا نجح الشيشانيون في اعلان استقلالهم من الاتحاد الروسي، وهو استقلال لم يكتمل بعد، اذ لا تزال دولة الشيشان غير معترف بها، ولا تزال ارتباطاتها بروسيا قائمة، إلا أن الارتباط لابد وأن ينتهي يوماً ما، لأن خطوات الاستقلال تتواصل ومقومات الدولة المستقلة تترسخ، ولعل هذا أحد الاسباب، بالاضافة الى الاسباب الموضوعية والاستراتيجية الاخرى قد دفعت شعب داغستان الى الثورة والمطالبة بالاستقلال على غرار جارتها الشيشان.
وداغستان بلاد الجبال تبلغ مساحتها اكثر من خمسين الف كيلومتر مربع اما عدد سكانها فيبلغون مليوني نسمة منهم نصف مليون يعيشون في عاصمة الدولة محج قلعة ويشكل المسلمون في هذه الجمهورية الغالبية الكبرى باستثناء عشرة بالمائة من الروس هاجروا اليها ونقلهم ستالين إبان حكمه في إطار عمليات الإحلال والترحيل، ويتكلم أهل داغستان عشرين لغة قوقازية محكية.
وتنقل وكالة الانباء الفرنسية معلومات عن هذا البلد الإسلامي الذي يتوق أهله للحرية والاستقلال فتذكر بأن داغستان هي احدى المناطق الأكثر فقرا في روسيا اذ يعيش بين 40 و80% من سكانها تحت عتبة الفقر وتبلغ نسبة البطالة الدائمة فيها 20% من قوة العمل ولكنها تبلغ 56% من الشباب، ومعظم الوظائف موسمية.
تشكل الزراعة المورد الرئيسي للجمهورية التي تتمتع بمناخ ملائم كان يسمح لها في عهد السوفييت بتلبية احتياجاتها وحتى ارسال اموال الى موسكو، لكن هذا القطاع انهار بسبب غياب العناية به,, ولم تعد الصناعة الغذائية البالية تعمل.
والمجالان اللذان حافظا الى حد ما على وضعهما هما صيد السمك في بحر قزوين وزراعة العنب.
ورسميا، يعمل اقتصاد الجمهورية بنسبة اقل 30% من قدرتها و87% من ميزانية الجمهورية القادمة من موسكو.
والى جانب المشاكل المشتركة بين كل جمهوريات روسيا، تعاني داغستان من حرب الشيشان التي قطعتها عن جارتيها الأكثر ارتباطا بها وهما الشيشان واذربيجان التي كان قسم من انتاجها الزراعي يحول في مصانع داغستان.
وقطعت حرب الشيشان داغستان خصوصا عن طريق الاتصالات الرئيسي وهو الطريق وسكة الحديد اللذان يربطان بين روستوف وباكو اي بين الشاطئ الروسي على البحر الاسود وسواحل أذربيجان على بحر قزوين.
وداغستان مثل اذربيجان تملك نفطا في البحر, لكن نقله عبر البحر الاسود بانبوب النفط الذي يمر في الاراضي الشيشانية اصبح مشكلة ايضا.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved