المؤلف محمد صفاء عامر يعتبر من مؤلفي الدراما الذين حققوا مكانة مرموقة في الدراما التلفزيونية لدى المشاهدين بعد أن حصلت أعماله على النجاح الجماهيري والجوائز العديدة من المهرجانات المختلفة وآخرها مسلسل الضوء الشارد الذي حصل على جائزة أحسن مسلسل في مهرجان القاهرة الخامس للإذاعة والتلفزيون ومن قبلها مسلسلات مثل ذئاب الجبل، حلم الجنوبي، ضد التيار وغيرها الكثير.
ومحمد صفاء عامر رجل من جنوب مصر ولذلك فقد حمل هموم الصعيد وبدأ يناقشها بموضوعية ولذلك وجدت النجاح الكبير وعن أعماله ورأيه في بعض القضايا الفنية كان معه هذا الحوار:
* ماذا عن أحدث أعمالك؟
- فيلم سينمائي بعنوان اتفرج ياسلام إخراج د, محمد كامل القليوبي وبطولة حنان ترك وماجد المصري وهاني رمزي وحسن حسني ووحيد سيف وعبير صبري وماجدة زكي ويتم تنفيذه بنظام المنتج المنفذ وهو سياسي غنائي كوميدي.
السلام الزائف
* وما المقصود باسم الفيلم؟
- السلام المقصود في عنوان الفيلم هو السلام بين مصر واسرائيل وعملية التطبيع ويرد على دعاوى ان الشباب المصري لم يصبح في دائرة اهتمامه القضايا الوطنية,, فهو يحكي عن ثلاثة شباب يعانون من مشاكل اجتماعية وظروف مادية قاسية ويوضعون في امتحان إما تحقيق أحلامهم على حساب اعتبارات معنوية ووطنية وإما التخلي عنها للحفاظ على وطنيتهم ويختارون التمسك بالانتماء للقيم الوطنية.
*,, وهل تظهر في الفيلم وجهة نظرك السياسية تجاه التطبيع وعملية السلام؟
- طبعاً فالفيلم يعبر عن وجهة نظري السياسية في رفض التطبيع حتى مع وجود السلام لان الإسرائيليين قالوا بأن اعداءنا في الجنوب، والسلام إذا لم يقترن بالعدل يكون دعاوي جوفاء,, فالسلام الحقيقي إذا صدقت النوايا يكون عادلاً ولكن كيف مع انكار الحقوق الفلسطينية والعربية وكيف ننسى ماحدث لأبنائنا من قتل الأسرى وقتل الأطفال في بحر البقر وتدمير البنية الأساسية إذا نسينا نقول بأننا ننسى أنفسنا، وكيف نتحدث عن التطبيع وإسرائيل لا تبحث إلا عن المكاسب ولا تعطي مقابلا.
*,, وماهي القضايا الأخرى المهموم بها؟
- القضية الثانية هي قضية الفساد الحكومي وهي المعول الرئيسي الذي يعوق أي تقدم لمصر، وذلك من واقع قضية شهيرة من الواقع ولكن المعالجة التي كتبتها تتطلب من الدراما نوعاً من الخيال الجاذب للجماهير وذلك من خلال مسلسل من تأليفي بعنوان الحب فوق جسر الخطر أوشك المخرج جمال عبدالحميد على الانتهاء من تصويره,, والحدث هو الفساد السياسي واعتقد أن العمل سيضع المخرج في المراكز الأولى ويقفز به للأمام وكذلك صلاح السعدني بطل المسلسل الذي كان في أحسن أدواره ونفس الشيء مع باقي الأبطال دلال عبدالعزيز، وفاء عامر، حسن حسني، ميمي جمال، كما يقدم المسلسل عددا من الوجوه الجديدة في أدوار رئيسية مثل علا غانم وأحمد سعيد عبدالغني ويجسد صلاح السعدني دور عضو مجلس الشعب كامل الإسناوي رجل شديد الثراء يمتلك مجموعة شركات وشديد التمسك بالقيم ويتصدى لمجموعة من الحيتان من داخل المجلس وخارجه ذوي نفوذ سياسي واقتصادي كبيرين وفي حياته مأساة شخصية فقد وقع في حب إحدى المدرسات اللاتي يعملن لديه في مدارسه الخاصة فاستغلت نقاط الضعف للضغط عليه وينشب صراع مرير ولكن ينتصر الاسناوي في النهاية.
الجنوب
*,, وهل هناك أعمال تحت الكتابة؟
- مسلسل باللهجة الصعيدية سيخرجه أيضاً مجدي أبو عميرة الذي أخرج من قبل ذئاب الجبل والضوء الشارد ولم نستقر على اسم العمل واعتقد بأنه سينال نفس النجاح الذي حققه الضوء الشارد,, فهو يتناول المجتمع الصعيدي من خلال شاب مزارع يقع في صراع مرير لاسترداد حق قديم مسلوب من أسرته.
كما يتعرض المسلسل لمأساة السيول التي اجتاحت بعض محافظات الصعيد.
وكتبت ساعتين فقط من مسلسل اغنية الغروب الأخيرة وتوقفت لكتابة المسلسل الصعيدي.
*,,ولماذا تهتم بالكتابة الصعيدية؟
- لاني صعيدي,, والصعيد ظلم كثيراً ولم يعن أحد بتسليط الضوء على هموم أهله، ولذلك كانت في نفوسهم غصة من الدراما والسينما التي اظهرتهم في شكل يثير أساهم ولم ينصفهم درامياً غير أعمالي بداية من ذئاب الجبل وحلم الجنوبي والضوء الشارد، ففي ذئاب الجبل تناولت التقاليد القاسية وفي حلم الجنوبي مشكلة الآثار، وفي الضوء الشارد طبيعة الرجل الصعيدي الجاف ظاهرياً وداخله الرقة، بالاضافة إلى دور المرأة الصعيدية، وسأواصل الكتابة عن هموم الصعيد طالما في العمر بقية, فالكتابة عن الصعيد نوع من الانتماء ورد الجميل والعرفان.
الجائزة الذهبية
* ما رد فعلك عن حصول مسلسل الضوء الشارد على الجائزة الذهبية في مهرجان التلفزيون الأخير وعدم حصولك على جائزة التأليف؟
- آلمني جداً عدم حصولي على جائزة أحسن سيناريو في المهرجان، وكان عزائي أنه حصل عليها الصديق محسن زايد مع اني مصر على عدم منطقية هذا التصرف لأنه ما أعطي باليمين أخذ باليسار، فكيف تقول أحسن مسلسل واخراج وممثل وليس افضل تأليف، وكيف تقول ان الحرافيش ليس الأفضل وكاتبة أحسن مؤلف سيناريو,, ويكفيني ماكتب في هذه المسألة وهي جائزة غير التقدير الجماهيري وسعدت برد فعل محافظ قنا اللواء صفوت شاكر الذي اهدى لي درع المحافظة رداً على نتيجة المهرجان.
* لمن تدين بتكوينك الفني؟
- أدين بالفضل في تكويني الفني للبيئة الصعيدية التي عشت فيها ثم عملي في القضاء الذي اكسبني خبرات انعكست على كافة أعمالي منها: الوديعة، زمن الحلم الضائع، أحلام الفجر الكاذب، اليقين,, فمعظمها قضايا.
رسالة الفن
* إذن انت تكتب رسالة وليس من أجل الكسب المادي؟
- أنا اؤمن بأن الفن رسالة ولابد أن اكتب لرسالة واسلط الضوء على قضايا وارصد ظواهر وغير ذلك يعتبر لغوا.
* لماذا لم تكتب السهرة الدرامية؟
- كتبت تمثيلية واحدة فقط هي أحلام وطنية ولكن تجربة السهرة لم ارحب بها لأن الفيلم السينمائي ابقى وهو ذات المجهود.
*,, وماهي أمنيتك في الكتابة؟
- أمنيتي عمل مسلسل تاريخي، ولديّ روايات تاريخية كنصوص أدبية مثل غريق في بئر الذهب وقد قدمت النص الأدبي منذ سنوات في التلفزيون وأجمعت آراء لجنة القراءة العليا على أن النص جيد وممتاز ولكن لا يستطيع التلفزيون انتاجه لأنه يتكلف ميزانية ضخمة فشخصياته عديدة ويحتاج لملابس وديكورات ضخمة فهو يتناول أسرة محمد علي وهو سيرة ذاتية عن شخصية اسماعيل صديق المفتش,, فهو أغرب شخصية في تاريخ مصر الحديث.
* ما رأيك في تقدم الأعمال التاريخية السورية؟
- سوريا تضع كل امكانياتها المادية والبشرية في مسلسل تاريخي واحد في العام فيخرج متميزا، ونحن لدينا مئات المسلسلات المتميزة ولكن لا نهتم كثيراً بالمسلسلات التاريخية رغم اننا نملك أدوات صنع العمل بنجاح من كتابة وممثلين واخراج ويتبقى فقط الامكانيات المادية فلو انفقنا ببذخ على الأعمال التاريخية لا توجد أي دولة في الشرق الأوسط تواجهنا في هذه الأعمال فلدينا الثراء الدرامي ونحن جديرون بذلك.