مؤتمر لقصيدة النثر يثير ضجة أصدقاء الأمس,, فرقاء اليوم الخلافات تشتعل بسبب قصيدة النثر والشعر النقيض |
فجر مؤتمر عن قصيدة النثر دعا إليه الشاعر رفعت سلام خلال الفترة الماضية الخلافات داخل جماعة اضاءة للشعر والتي تأسست عام 1977م ومثلت قبل 22 عاماً بذور قصيدة النثر التي تفرعت بعد ذلك وكانت تعبر عن تيار شعري مستقل أثبتت نفسه على الساحة الثقافية فيما بعد, وتضم الجماعة الشاعر رفعت سلام وحلمي سالم وحسن طلب وجمال القصاص.
الخلافات بدأت عندما تم الاعلان عن مؤتمر لقصيدة النثر يقوم بالاعداد له الشاعر رفعت سلام بتكليف من المجلس الأعلى للثقافة، في نفس الوقت سارع الشاعر حلمي سالم بالاعلان عن قيامه بتنظيم مؤتمر تحت عنوان الشعر النقيض,, بعيداً عن المؤسسات,, ليبدو للمتابعين أن الخلافات دبت وتكشفت بين اصدقاء الأمس مع أول هبة ريح، وأن الود بين رفاق الشعر ماهو إلى ظاهري فالنار تحت الرماد وأن الشهد الثقافي المصري يعيش دائماً على حافة التناقضات.
تداعيات
وتوالت التداعيات,, أرسل حلمي سالم للدكتور جابر عصفور الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة يبدي دهشته عن كيفية تنظيم مؤتمر خارج نطاق لجنة الشعر بالمجلس وأكدت بعض الصحف أن د, عصفور بادر بتصحيح خطئه وسحب التكليف من رفعت سلام واعطاه إلى لجنة الشعر التي يترأسها د, عبدالقادر القط، بعدها أعلن عصفور ان المجلس لن يقيم مؤتمراً لقصيدة النثر بل ندوة تستمر يومين تتاح خلالها الفرصة لكل شعراء قصيدة النثر لتقديم أنفسهم كما سيقوم النقاد بتقديم أبحاث مع قصيدة النثر او ضدها,, وثار رفعت سلام وهاجم حلمي سالم واتهمه خفية بتعطيل مؤتمره وأشار علانية إلى أن انعقاد مؤتمر الشعر النقيض يعتبر مجرد محاولة من الداعين اليه لمد جسور مع المثقفين والصحافيين العرب خصوصاً المسؤولين عن منابر ثقافية لاسباب ودوافع خاصة كما رفض سلام اعادة اصدار مجلة اضاءة77 بعد 32 من اصدارها الأول في أواسط السبعينيات مشيراً إلى أن الاسباب الداعية لاصدارها لم تعد موجودة الآن فقد نشأت للتعبير عن تيار شعري مستقل في مواجهة التيار الرسمي والمؤسسات الرسمية أما الآن فحلمي سالم يشغل منصباً مهماً في مجلة أدب ونقد التي تصدر عن حزب التجمع فضلاً عن عضويته في لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة وكذلك الشاعر حسن طلب يشغل منصب نائب رئيس تحرير مجلة ابداع التي تصدر عن الهيئة العامة للكتاب أي الاثنان صارا جزءا من المؤسسة,, فكيف يقيمان مؤتمراً عن الشعر النقيض,, بعيداً عن المؤسسات, ويدعوان لاصدار مجلة اضاءة,, بدعم من صندوق التنمية الثقافية هذا فضلاً عن أن جماعة اضاءة حالياً لا تمثل الشعر النقيض.
استغلال
ومن جانبه بادر حلمي سالم برفض هذه الاتهامات وقال إن انعقاد المؤتمر سيكون فرصة مهمة لاثبات تحقيق عمل كبير بتنظيم ونجاح بعيداً عن المؤسسات وتمويلها وهذه هي دعوة العمل المدني الذي نسعى اليه فوراثنا جيلان من الشعر نحمل مسؤولية تجاههما، كما ان وجود منابرنا الثقافية المستقلة أمر ضروري مهما كان حجم الحرية المتاح للمبدع.
أما الشاعر حسن طلب فيرى أن الدعوة إلى المؤتمر الشعري المزمع ليس له أغراض شخصية وفي نفس الوقت لا يتحمس له ولا يرى في انعقاده خيراً كبيراً، كما يرفض اعادة اصدار مجلة اضاءة 77 في صيغة جديدة وبحسب قوله,, كنا قبل عشرين عاماً نحتاج إلى التكتل لنعبر عن ذواتنا وافكارنا أما الآن فنحن بحاجة إلى تأكيد أصواتنا كأفراد وليس مجموعة.
الخلافات إلى أين؟
ألقت هذه الخلافات ظلالاً من اللغط حول لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة حيث تردد أن قدمت استقالتها فيما أكد البعض أن لجنة الإعداد للمؤتمر انسحبت وتم اقصاؤها فيما أكد د, جابر عصفور أن اللجنة لم تقدم استقالاتها كما أن المجلس لن يقيم مؤتمراً عن قصيدة النثر بل ستقام ندوة تضم المشروع الذي تقدم به رفعت سلام والمشروع الذي تقدم به د, محمد عبدالمطلب وكان قد تقدم قبل سلام بمشروع عن نفس الغرض وستقام الندوة وليس المؤتمر وفقاً للمشروعين من خلال مشروع واحد يجمع بينهما مشيراً إلى أن لجنة الإعداد كماهي ولم ينسحب منها أحد أو ينقص منها أحد وستقام الندوة في شهر مارس القادم.
وبعيداً عن تأكيدات الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة يبقى التساؤل هل تنتهي الخلافات التي تفجرت بين مؤسسي جماعة اضاءة! هذا ما ستشهده الأيام القادمة.
|
|
|