نجوم في ذاكرة التاريخ نجم هلال الثمانينيات وأول قائد للمنتخب الوطني اللاعب سلطان بن مناحي عشت أياما عصيبة,, بعد الانتكاسة الهلالية!! |
* لقاء - خالد الدوس
طوال تاريخ الرياضة السعودية الذي بدأ منذ ما ينيف عن نصف قرن تعاقب على مسيرتها الخضراء العديد من الرواد والنجوم والاجيال منهم من كانت له بصمات واضحة واسهامات بارزة في وضع لبنات مرحلة البناء والبداية ومنهم من عاش حقبة ما بعد التأسيس وكل هؤلاء الرجال بالتأكيد ستظل اسماؤهم محفورة في الذاكرة!!
ومن هذا المنطلق حرصت (الجزيرة) على تقديم هؤلاء الرواد والنجوم والاسماء على صفحات كل جمعة.
ضيفنا هذا الاسبوع نجم الهلال الدولي السابق سلطان بن مناحي الذي يعتبر اول لاعب يحمل شارة القيادة للمنتخب الوطني الاول في دورة الخليج الاولى بالبحرين,, واحد النجوم الذين اثروا ساحة الرياضة فنا وابداعا وساهموا في تحقيق اول بطولة هلالية على مستوى المملكة (كأس الملك عام 1384ه) استضفناه عبر هذا الاثير ليحدثنا عن مشواره الكروي الطويل وايامه الجميلة مع المستديرة فقال!
البداية في أم سليم!!
يقول في معرض تجربته الرياضية الطويلة,, ان البداية كانت من المدارس والحواري وتحديدا في حي (ام سليم) حيث كان لدينا فريق سمي (بالمواهب) ضم العديد من الاسماء المشهورة ونجوم الاندية بالمنطقة الوسطى,, واصبحنا نزاول كرة القدم على ملعبها الترابي,, ومن الحارة التحقت بصفوف فريق الهلال ابان مسماه القديم (الاولمبي) عن طريق لاعبه السابق فهد بن بداح عام 1378ه ومثلته في الدرجة الثانية (الاشبال) ثم الفريق الاول الذي بدأت مشاركتي له مع مطلع الثمانينيات الهجرية,, واستمررت حتى حقبة التسعينيات حيث ودعت الملاعب وعلقت حذاء المشاركة بعد (16) عاما كانت حافلة بالبطولات والانجازات التي حققتها مع فريقي.
سمعة كبيرة!
انضمامي لفريق الاولمبي (الهلال) كان بدافع السمعة الكبيرة التي كان يحظى بها آنذاك فلم يكن هناك اي اغراء مقابل الانضمام لهذا الفريق المرصع بالاسماء والنجوم اللامعة التي تجبرك على متابعتها حتى في اثناء التمارين.
مشوار النجومية!!
ذكرت سلفا ان الهلال ضم آنذاك نجوما افذاذا واسماء كبيرة في عالم النجومية لذلك تجد صعوبة كبيرة في تمثيله!!
اذ استطعت بفضل الله ثم بفضل امكاناتي الذاتية وتكويني الشخصي من ان ارتدي القميص الازرق وانا ابلغ من العمر (15) ربيعا,, وتجلى ذلك امام فريق اهلي الرياض في دوري المنطقة عام 1381ه على ملعب الصايغ حيث منحني مدرب الفريق السابق (حسن سلطان) الفرصة مبكرا,, فكان هذا اللقاء البداية والانطلاقة نحو مشوار النجومية خصوصا وانني قدمت مستوى كبيرا نال اعجاب الجماهير الهلالية التي كانت تكتظ بهم مدرجات ملعب الصايغ.
كسبت الرهان!
بالتأكيد منذ ان دلفت ملعب الصايغ للوهلة الاولى امام فريق اهلي الرياض انتابني خوف وارتباك في اول لقاء رسمي امثل به فريقي خصوصا وان الهلال معروف بقاعدته الجماهيرية الكبيرة,, رغم ذلك فقد كسبت ثقة المدرب واعجاب الجماهير الزرقاء في البداية بالمستوى الذي قدمته.
اعتز بحسن سلطان!!
تعاقب على تدريب الفريق العديد من المدربين ويظل المدرب السوداني الراحل (حسن سلطان) صاحب فضل بعد الله في بروزي وظهوري على الساحة الرياضية حيث ساهم مساهمة (فاعلة) في تنمية مهاراتي وصقل موهبتي,, فضلا عن كونه منحني الضوء الاخضر لمشاركة الفريق الاول بصورة مبكرة ايضا لا انسى المدرب (السر سالم) الذ ي استفدت من توجيهاته الفنية في البداية.
جوكر الهلال!!
لعبت في بدايتي الرياضية كمهاجم ثم تحولت للعب في خط الدفاع نظرا لتكويني الجسماني الجيد,, وبعد ان انضممت للفريق الاول مبكرا لعبت في خط الوسط بطلب من مدرب الفريق (حسن سلطان) ونجحت في هذا المركز,, واجمالا مثلت الهلال في جميع المراكز (قالها ضاحكا).
مهمة مزدوجة,,!!
كلاعب وسط كنت اقوم بمهمة مزدوجة حيث مساندة الفريق من الناحية الهجومية من جهة ودعم المنطقة الدفاعية من جهة اخرى حسب ظروف المباراة,, وقوة الفريق المقابل!!
عسكرنا في القهوة!!
لو تكلمنا عن معسكراتنا التي كانت تقام خلال تلك الايام فحدث ولا حرج حيث كنا نعسكر في قهوة العويد على طريق خريص تارة وفي فندق الرياض تارة اخرى طبعا بجوار الفندق ورش السيارات التي كثيرا ما سببت لنا الازعاج والمضايقة عندما نعسكر هناك!!.
شهادة مجروحة!!
بلاشك يعتبر الشيخ عبدالرحمن بن سعيد (اطال الله عمره) احد الرجال الاوفياء والمخلصين الذين خدموا الرياضة بالمنطقة الوسطى عقودا من الزمن حيث اسس كيانا كبيرا وشامخا براية الزرقاء كانت ولا زالت بصماته خالدة على الخارطة الزرقاء فهو بمثابة الاب للجميع وكثيرا ما وقف مع اللاعبين في احلك ظروفهم الاجتماعية والصحية والمادية ومهما اقول عن (ابي مساعد) شهادتي فيه مجروحة.
فرحة عارمة,,!!
من المواقف التي لا يمكن بأي حال من الاحوال نسيانها,, اذكر اننا لعبنا ضد فريق الشباب على ملعب الصايغ في دوري 1381 طبعا قبل المباراة كنت اعاني من الم شديد في عضلة الفخذ ولكوني عنصرا هاما في الفريق تحاملت على نفسي ولعبت واثناء المباراة لعب زميلي كريم المسفر كرة طويلة من جهة جناح الفريق (حامد عباس) المعروف ببطء حركته وانطلقت نحوها بسرعة رغم مرارة الالم,, وقبل خروج الكرة سددتها بطريقة عكسية وعلى الطائر لتعانق شباك حارس الشباب (فهد الدهمش) كهدف جميل وبعد ان نهضت زال الالم تماما واذا بزملائي اللاعبين يعانقوني ويهنئوني بهذا الهدف الجميل وانا في قمة الفرح والسعادة ليس بسبب الهدف الذي احرزته انما بزوال الالم الذي ظل ملازما لي منذ بداية المباراة,أ
أسماء عالقة
العديد من النجوم الافذاذ والاسماء الرنانة كانت تزخر بهم اندية الوسطى ففي فريق اهلي الرياض هناك علي حمزة وعبدالعزيز بن حمد وناصر السيف وابناء المطرف وطارق التميمي والشباب فيه نادر العيد وصالح عدني وصالح العميل والصومالي,, وبالمقابل نجد فريق النصر يضم احمد الدنيني وناصر كرداش وابناء الجوهر ومحمد سعد العبدلي.
اما الهلال فأعتقد ان جميع لاعبيه نجوم بلا تحديد اسماء وهذه حقيقة وليست مجاملة!!.
بوشكاش السعودية!!
في نظري ان مبارك العبدالكريم يعد من ابرز نجوم الكرة السعودية خلال مطلع الثمانينات بيد ان شهرته آنذاك اصبحت تضاهي شهرة النجم العالمي المجري (بوشكاش) خلال (الستينيات) فقد كان يتميز بقدراته التهديفية البارعة ومهاراته الفردية الفائقة,, هذا بجانب امكاناته الجسمانية الجيدة,, باختصار انه لاعب جمع صفات المهاجم الناجح في بوتقة واحدة,, واسطوانة لن تتكرر مطلقا!!.
مبارك,, عقدة الشباب!!
في اواخر الثمانينيات عاد كابتن الفريق وهدافه اللامع (مبارك العبدالكريم) من لندن بعد رحلة علاجية لم يكتب لها النجاح في ركبته,, ومعروف ان لدى فريق الشباب عقدة مزمنة من هذا اللاعب,, وقبل بداية لقائنا ضد (شيخ الاندية) طلبنا منه ان يشارك مع الفريق ويظل واقفا (كناحية نفسية) فقام وبطريقة ذكية بلف ركبته السليمة بشاش ونزل للملعب وتولى عملية مراقبته اثنان من مدافعي الشباب,, طبعا مبارك ظل ساكن الحركة من اثر الاصابة, فتقدم الشبابيون بهدفين,, وفي الشوط الثاني تخلوا عن مراقبته بعد ان تيقنوا بانه عاجز عن الحركة فبمجرد ان تركوه وتحرر عن المراقبة احرز مبارك العبدالكريم ثلاثة اهداف كسبنا بها المباراة حتى ان احد مدافعي الشباب اغمي عليه بعد تسجيله الهدف الثالث.
الانتكاسة الهلالية!!
الانتكاسة التي تعرض لها فريق الهلال من بعد منتصف حقبة الثمانينيات وما نتج عن ذلك من حدوث انقسام خطير وفجوة ادارية عميقة داخل البيت الازرق راح ضحية ذلك فريقنا المغلوب على امره الذي تحول بين عشية او ضحاها الى حمل وديع يتلقى الخسائر المتتالية من فرق اقل منه مكانة وسمعة ففي ظل هذا الوضع الاداري المغلوب وما خلفه من دمار لهذا الكيان الكبير واهتزت اركانه,, استلم مكتب رعاية الشباب بالمنطقة الوسطى (نادي الهلال) لمعالجة اوضاعه وتصحيح الخلل والنزاع الاداري الحاصل واعتقد ان تلك الايام العصيبة هي الاصعب في حياتي الرياضية خاصة وانني كنت كابتن الفريق الاول الذي جعلني اعيش تحت ضغط نفسي رهيب ازاء ذلك,أ.
أول كابتن للمنتخب
تمثيل المنتخب وارتداء شعاره امنية كل رياضي بلاشك,, فعلاقتي مع المنتخب بدأت تقريبا عام 1384ه الموسم الذي حققنا فيه بطولتين (كأس الملك وكأس ولي العهد) حيث لم تكن هناك مشاركات رسمية للمنتخب الوطني انما كانت تقام آنذاك لقاءات ودية ما بين الحين والآخر طبعا المشاركات الرسمية بدأت مع مطلع التسعينيات وتحديدا في بطولة كأس الخليج الاول بالبحرين وشاركت في تلك المناسبة كأول كابتن للمنتخب بصفة رسمية!!.
خوض تجربة جديدة!!
بعد الانتهاء من دورة الخليج الاولى وما صاحبها من احداث وايقاف لعدد من اللاعبين حصلت على بعثة لبريطانيا في مجال عملي لمدة سنة ثم التحقت بدورة تدريبية اخرى في لبنان وبعد موسمين من الابتعاد (عنوة) طالب الهلاليون عودتي لتمثيل الفريق واخبرتهم بان رغبة الاستمرار ومواصلة الركض داخل ميدان الكرة تلاشت,, وبعد ضغوط ادارية فضلت العودة وخوض تجربة ادارية جديدة فبدأت كمترجم واداري في الفريق الاول منذ عام 1393ه حتى 1409ه تقلدت خلال تلك الحقبة العديد من المناصب الادارية داخل دهاليز النادي.
تكريم اللاعبين الأوائل!!
اتمنى الا يطلق علينا لقب (اللاعبين القدامى) بل يجب ان نسمى ب (اللاعبين الاوائل) وينظر لنا نظرة اعتبارية على اننا ضمن الرعيل الاول الذي اسس الرياضة واوجدها بالمنطقة الوسطى رغم ما عانيناه من ظروف شتى ومصاعب عدة في سبيل ذلك ويجب بالمقابل ان يكرم ذلك الجيل المؤسس تكريما يليق بما قدمه للرياضة بالمنطقة من قبل الجميع!!.
قصة تحويل الأولمبي!!
قصة تحويل (الاولمبي) الذي حمل اسم الهلال فيما بعد جاء بأمر من جلالة الملك سعود طيب الله ثراه حيث رأى رحمه الله ان اسم الاولمبي اعجمي ولابد من استبداله فتم حصر ثلاثة اسماء في بوتقة واحدة هي (الهلال، الوحدة، اليمامة) فوقع الاختيار على (الهلال) واستمر يحمل هذا الاسم من بعد ذلك.
دوري المناطق,,!
صاحب فكرة اقامة دوري منتخبات المناطق صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل (مدير عام رعاية الشباب سابقا) وكان ذلك من بعد منتصف عقد الثمانينيات واستمر تقريبا سنتين او ثلاثا وتم الغاؤها نظرا لحدوث بعض الاشكال وخروج حدة المنافسة عن الاطار المألوف علما بأن المنافسة كانت محصورة بين منتخبي الوسطى والغربية!!.
الهجره المبكرة للنجوم!!
يأتي سبب ابتعاد اللاعب في السابق وهجرته للملاعب بصورة مبكرة لعدم وجود الحوافز وتوفر الامكانات والامتيازات التي تشجع على الاستمرار في الميدان ففي الماضي كان اللاعب يزاول الرياضة من اجل اشباع الرغبة سرعان ما تتلاشى مع مرور الايام والزمن,, ومن هنا نجد ان هؤلاء يعتزلون مبكرا بل ان البعض يهجر الكرة وهو في قمة نضجه الكروي.
القيادة مسؤوليتها عظيمة!!
صحيح ان قيادة الفريق داخل الملعب تعتبر مسئولية عظيمة وتتطلب ان تكون على قدر كبير سواء من حيث نقل وجهات نظر ومشاكل اللاعبين للادارة,, وبدورها تقوم بحل تلك الاشكالات او من حيث مناقشة الحكام داخل ارض الملعب حول الاخطاء التي تحدث باسلوب مرن,, وهذا ما كنت اقوم به,,!! وتبعا لذلك فرضت نجاحي واحقيتي بهذه الشارة التي حملتها على معصمي!!.
نخشى أهلي الرياض!
اذا كان ثم فريق يستحق الاعجاب فهو بلا ادنى ريب فريق اهلي الرياض (الرياض حاليا) الذي ظهر منافسا قويا لفريق الهلال من بعد منتصف حقبة الثمانينيات,, فكما ذكرت سلفا ان مدرسة الوسطى تمتلك نجوما واسماء كبيرة في عالم الشهرة والنجومية ومن الصعب جدا الانتصار عليه.
سر النجاح الإداري!!
- عودتي لخدمة الفريق الازرق في المجال الاداري,, وتحديدا عام 1409ه عندما حقق الهلال كأس الملك بجدارة بعد فوزه الشهير على النصر ب 3/0 لاشك انني اعتز بذلك الانجاز كثيرا كوني ساهمت في تحقيق بطولة غالية لهذا الكيان الشامخ تحمل اسم والد الجميع خادم الحرمين الشريفين من خلال عملي الاداري,, وسر نجاحي هذا يعود لانتهاجي مبدأ ان الادارة علم وفن وتعامل كما هو متبع في ادارتي لشئون الموظفين (بشركة بترومين)!!.
32 عاما كفاية!!؟
قدمت استقالتي بعد هذا النجاح رغبة في فتح المجال للاخرين الذين هدفهم بالتأكيد خدمة النادي,, فالعمل الاداري ليس حكرا على احد ورغم الضغوط الادارية لمحاولة ثنيي عن الاستقالة الا انني اصررت على ذلك لفتح المجال للغير فيكفي (16) سنة لاعبا وسنوات مماثلة اداريا فلابد ان ارتاح كما يرتاح المحاربون!!.
شخصية فذة!!
الحديث عن شخصية رياضية فذة كشخصية الامير عبدالله بن سعد (رحمه الله) يطول بنا فيكفي انه جمع صفات الرئيس الناجح في قالب واحد تعاملت معه سنوات فكان مثاليا في سلوكه صادقا مع الاخرين متواضعا مع من يتحدث معه,, انه نموذج فريد في ادارته وقيادته!.
المسيرة التعليمية!!
كان لدي طموح كبير في مواصلة مسيرتي التعليمية خصوصا وان (شركة بترومين) قد منحتني تأشيرة السفر للخارج لمواصلة دراستي في المرحلة الجامعية ونيل درجة الماجستير والدكتوراه هناك على حسابها ولكن وفاة شقيقي في نهاية عقد التسعينيات وهو يعول عشرة من ابنائه جعلني اضحي بذلك من اجل تولي تربية ابنائه الايتام!!.
دعم واهتمام ومتابعة!!
الرياضة لدينا تقدمت كثيرا في ظل توفر كافة الامكانات والمعطيات,, ويكفي اننا نعيش في الوقت الراهن نظام الاحتراف الذي ساهم بلاشك في حدوث نقلة نوعية للكرة السعودية,, وان شاء الله تستمر المسيرة الخضراء نحو التقدم والازدهار في خضم الدعم والاهتمام والمتابعة من لدن امير الشباب وسمو نائبه,,!!.
فخر واعتزاز!!
راض كل الرضا عما قدمته لفريقي ويكفي انني عاصرت الهلال ابان رحلته التأسيسية وولادته فضلا عن مساهمتي في صنع العديد من البطولات والانجازات وانا قائد تلك المجموعة الذهبية هذا بجانب مشاركتي للمنتخب الوطني في اكثر من مناسبة وهذا بلاشك اعتز به!.
السيرة الشخصية للضيف
الاسم: سلطان بن مناحي العتيبي، من مواليد الرياض 1365ه، موظف متقاعد في شركة بترومين, مؤهلي الثانوية العامة,, متزوج واب ل (غادة (10) سنوات، ريم (9) سنوات مي (7) سنوات، فهد (4) سنوات ومحمد سنتان ).
|
|
|