Friday 13th August, 1999 G No. 9815جريدة الجزيرة الجمعة 2 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9815


مدرب اللياقة بفريق الرياض البروفيسور البرازيلي مارسيو
اللياقة البدنية لها مفهوم جديد في العالم يختلف عن الجري لمسافات طويلة
التغذية والإعداد اللياقي الفردي يعطيان نتائج أفضل من التمارين الجماعية
تدريبات لاعبي الوسط تختلف عن المدافعين وتدريبات المهاجمين نوعية أخرى

حوار : عبد العزيز العبيد
تعد اللياقة البدنية احد العوامل الاساسية ذات التأثير الكبير للاعبي كرة القدم حيث انها العامل الأكبر في هذه اللعبة بعد الجوانب الفنية ولاشك ان الاهتمام بالتوعية اللياقية فيما يختص بالجانب التدريبي مهمة وخصوصاً ان علم اللياقة يتطور بشكل مستمر كسائر العلوم الأخرى سواء من الجانب النظري او النواحي التطبيقية.
أحد المتخصصين في هذا العلم وهو البرازيلي مارسيو كوريا الذي يعمل في نادي الرياض ويحمل درجة الماجستير كان ضيفاً علينا في الجزيرة حيث اجاب عن اسلوبه في التدريب اللياقي وألقى بعضا من الضوء على التطبيق الجديد للياقة البدنية في الأندية حالياً وهو الأمر الذي لم يكن يطبق في السابق.
البطاقة الشخصية
* الاسم: مارسيو فاريا كوريا.
* المؤهل: حاصل على درجة الماجستير من الجامعة الفيدرالية - بارانا.
* التخصص: التدريبات الرياضية - الإعداد اللياقي،
* الخبرة : - عشر سنوات مدرب لياقة ومحاضر في الجامعات في مجال اللياقة البدنية.
* يملك شركة تنظم المحاضرات الخاصة باللياقة البدنية والمستجدات في هذا المجال ويحاضر بها العديد من الاساتذة من روسيا وألمانيا.
* اكبر الفرق التي عمل بها
- نادي اتلتيكو البرازيلي، نادي جيرميو البرازيلي، نادي سان جوزيه البرايزيلي، نادي انترناسيونال البرازيلي.
* افضل المدربين الذين عمل معهم
- البرازيلي ماشادو، البرايزيلي بينيتس (سبق أن درب منتخب البارجواي) البرازيلي هوناودو (وعملا معاً في المنتخب البرازيلي للسيدات).
* بداية اريد ان اسألك عن علم اللياقة البدنية.
- اللياقة البدنية او الإعداد اللياقي مؤخراً اصبح له مفهوم جديد عن السابق واصبح من اللازم ان يكون هناك إعداد لياقي فردي ففي السابق كان المفهوم السائد هو الإعداد الجماعي.
وحالياً يتم إخضاع اللاعبين فرادى في اختبارات لياقية وفسيولوجية وجسمانية وعلى ضوء نتائج هذه الاختبارات يتم اخضاعهم مرة اخرى لتمارين خاصة بهم على شكل مجموعات,, كل عدد من اللاعبين تتقارب نتائج اختباراتهم في مجموعة واحدة ولو اقتضى الامر ربما يخضع كل لاعب لتمارين فردية خاصة به.
وهذا الاسلوب يجعل عطاء ومردود اللاعب افضل من ان يخضع جميع اللاعبين إلى تمارين واحدة والتي بالتالي ستوصلنا إلى نتائج أخرى لاتعكس قدرة اللاعب الحقيقية لاختلاف الفروق بين كل لاعب وآخر.
* لو اعطينا المزيد من التفصيل عن الطريقة الفردية لكل لاعب؟
- سأعطيك مثالاً لذلك فمهمات اللاعبين داخل الملعب تختلف من مركز لمركز وهذا شيء مفروغ منه طبعاً,, وخذ مثلاً لاعبي منطقة الوسط فهم لاعبون محصورون بمناطق أصغر واقل مما لو قارناها بتلك المتاحة للاعبي الظهير فلاعب الوسط يتحرك في مجال صغير وبصورة سريعة ايضاً يجب عليه ان يتحرر من الخصم ويستلم الكرة ويمرر ويتحرك اسبرنتات خفيفة وبسرعة وبشكل متكرر وعلى العكس من ذلك لاعب الظهير الذي يجد مجالاً (أمامه للتحرك فالمساحة كبيرة بالنسبة له هذا هو الفرق داخل الملعب.
اما الاختلاف اللياقي بالنسبة للاعب مركز الوسط فهو ان تؤخذ مقاييس جسمه ومعطياته ولياقته ومن الافضل ان يخضع دائما لتمارين المحطات المهارية حيث يتحرك بسرعة في مجالات قصيرة وان يأخذ جرعة أكبر من تلك التي يخوضها لاعبو الدفاع والهجوم.
* اي ان لاعبي مركز الظهير مثلاً لهم تدريبات لياقية خاصة وكذلك لاعبو المحور وهكذا في كل ارجاء الملعب.
- هذا صحيح فتمارين هذا المركز تختلف عن مركز آخر في الإعداد اللياقي وبنفس الوقت يصعب ان ندرب في كل حصة كل لاعب لوحده فحالياً اصبح هناك مايسمى بالتمارين المدمجة حيث تكون التدريبات لياقية ومهارية وفنية ويجب ان يكون هناك تعاون بين مدرب الفريق ومدرب اللياقة داخل حصة التدريب المهارية أوالفنية لأن اللاعب في نفس الوقت يؤدي مايطلب منه في التمارين بتطبيقه في المباريات، فداخل التدريبات يؤدي اللاعب التعليمات المطلوب منه تطبيقها في المباراة ولذلك يجب ان يكون الجهد اللياقي الذي يبذله اللاعب في التمارين هو نفسه الذي يبذله في المباراة,, إذاً ستكون التدريبات موضوعة بشكل ان تكون الجرعة الفنية مقترنة بالجرعة اللياقية في وقت واحد اثناء اداء المهاجمين التكتيك المطلوب منهم ونفس الامر يطبقه لاعبو الدفاع وهكذا فحاليا ولى عهد الجري الطويل لمدة ثلاثين واربعين دقيقة والذي كان متبعاً في السابق.
فالآن هناك التمارين الفنية اللياقية والتي توضع بشكل مدروس لياقيا وفنياً.
* ماذا عن العوامل المؤثرة على لياقة اللاعب؟
- هناك مايسمى في العرف اللياقي بالهرم اللياقي وهذا الهرم يأتي على رأسه عامل التغذية فيجب ان تسير بصورة صحيحة واذا كان هناك خلل في التغذية فان ذلك بدوره سيؤثر على اللياقة, ايضا الراحة وعدم بذل الجهد الزائد خارج حدود الملعب وايضا هناك راحة تعطى للاعب بعد أدائه للتمارين حتى يرتاح بشكل جيد وعلى اساس ان يستفيد من الجرعة التدريبية التي تدرب عليها.
النقطة الثانية في قاعدة الهرم هي التدريبت والتي ان لم تكن جيدة وتنفذ بالشكل الصحيح والمطلوب فسوف تأتي بنتائج معاكسة تماما لما هو مطلوب عند تطبيقها.
* وهل يعني ذلك اهتمام مدربي اللياقة بالتغذية إضافة الى عملهم الأساسي؟
- الأمر الطبيعي هو ان اشرف على الطعام المقدم للاعبين في معسكرات الفريق لأن التغذية من المواد الأساسية في التربية البدنية والاعداد اللياقي فاللاعب له حدود وخصوصية في طعامه من ناحية السعرات وخلاف ذلك.
وعندما اقول التغذية في جوابي السابق فأنا اقصد مايخص الجسم وتغذيته فسيولوجيا ومايحتاجه من حوامض وأمينيات وفيتامينات فهناك فترات تأتي على اللاعب يبذل فيها مجهودا عالياً جداً لدرجة لاتكفي معها الطعام لوحده ويجب اعطاؤه في هذا الوقت اقراص فيتامينات وحوامض بشرط ان تكون طبيعية 100% وهذه الاقراص ليست إلا مكملة للطعام مما يفقد الجسم نتيجة حرق السعرات,, وفي بعض الاحيان ربما تحتاج لأيام لكي تعود السعرات الى المعدل الطبيعي فلذلك تساعد هذه الاقراص التي ليس لها اي مردود سلبي على الجسم لأنها ليست ذات تكوين كيميائي فالجسم يتقبلها كالغذاء تماماً.
* ماهي الطريقة المثلى للتعامل مع اللاعبين لياقيا لمدة موسم كامل؟
- هي ان تكون بشكل تصاعدي وهذا معروف لأن اللياقة اذا كسبت في اسرع وقت فانها أتوماتيكيا تهبط في اسرع وقت ايضاً.
واذا كانت بشكل تصاعدي وتدريجي فأنت تستطيع ان تراعي هذا الاسلوب بطريقة الصيانة وان تحافظ على مستوى لياقي عال الى أطول مدة ممكنة وحتى نهاية الموسم.
* ولماذا تهبط بشكل سريع واللاعب يواصل تمارينه؟
- التركيب الفسيولوجي للجسم والقدرة الخاصة للجسم البشري تقول ذلك ايضا اجريت تجارب كثيرة على هذا الموضوع وبينت استحالة الثبات على قمة اللياقة لمدة موسم كامل.
* هناك فروق فردية بين اللاعبين فهناك لاعبون حباهم الله قدرة تحمل ولياقة أكثر من زملائهم فكيف توفق بين اللاعبين المتباينين لياقياً في الحصة التدريبية المخصصة لهم.
- المقدرة الجسمانية واللياقية لكل لاعب تختلف طبعاً وهذا امر طبيعي,, وجميع اللاعبين يملكون القدرة على الوصول للقمة اللياقية لأبدانهم ولكن فترة الوصول الى القمة هي التي تختلف فربما مدة 45 يوماً تكفي للاعب ان يصل الى مستوى لياقي جيد قريب الى القمة او القمة نفسها,, لاعب آخر ربما يستغرق وقتاً أطول في ذلك لكي يصل الى قمة لياقته ولكن الجميع يستطيع ان يصل لدرجة اللياقة العالية.
* اللاعب السعودي كيف تراه لياقياً؟
- يجب ان اشير الى امر وهو ان بعض اللاعبين يملكون لياقة طبيعية ولكن الاغلبية وللأسف تضررت بسبب التقصير في القاعدة سواء من ناحية المدربين اوالاجهزة وهذا ليس ذنب اللاعبين فهم لم يتم الاشراف عليهم لياقياً بشكل صحيح من مراحل سنية صغيرة وحتى ربما يأتي بعضهم وهو غير مهيأ نفسياً لأداء التدريبات اللياقية ولو كان هناك اهتمام بالقاعدة من الاساس لأصبح اللاعب السعودي افضل مستوى لياقياً من الموجود حالياً.
* يجب ان يكون هناك جهاز متكامل يشرف علىالناشىء ويربيه لياقيا وفكريا بشكل صحيح ولكي يصل اللاعب للفريق الأول بقابلية أكثر وجاهزية أكبر.
* ضغط المباريات كما هو الحاصل في الدوري السعودي الا يؤثر علىاللاعبين لياقياً؟
- يكون له تأثير نفسي أكثر منه بدنيا لأن اللاعب عندما يدخل فترة المنافسة فهو قد أدى فترة الإعداد والذي كان فيه العمل اللياقي الاساسي وخلال المنافسات يكون هناك عمل لياقي ولكن ليس بالقوة او الدرجة او المستوى الذي كان في فترة الإعداد فعندما تبدأ المنافسات نكون وصلنا الى مرحلة التطوير والمحافظة ويتم الرجوع الى ما نسميه إلاصلاح او اعادة تأهيل اللاعبين لياقيا ً في فترات التوقف ونسبة تأثير ضغط المباريات بالنسبة للمؤثرات الأخرى على اللياقة ضئيل جدا ولو لعبنا مثلا ثلاث مباريات في اسبوع واحد فهناك طريقة لمعالجة هذا الامر مثل استرجاع نفس اللاعبين وان تكون الجرعات علىمستوى منخفض لقرب المباراة الأخرى.
* نلاحظ ان حجم العضلات لدى اللاعب السعودي اقل منه في أوروبا وافريقيا مثلا ماسبب ذلك؟
- الفرق في الكتلة العضلية يكون له عدة تأثيرات المؤثر الاول في هذا الأمر هو التركيب الجيني وهذا هو العامل الأساسي وتأتي بعده العوامل التابعة وهي مثلا التغذية والاهتمام والرعاية في فترة عندما يكون اللاعب ناشئاً.
* اشاهد معك مجموعة من الأوراق الخاصة بطريقة ادائك لعملك هل تسمح بأن تشرح لي ذلك؟
- هي معطيات للاعب ففي الورقة الأولى اسم اللاعب ووزنه وطوله وعمره والمركز الذي يشغله.
اما الورقة الثانية فهي تقرير عن التكوين الجسماني لكل لاعب فأولاً نسبة السمنة على الشكل الطبيعي ثم وزن هذه السمنة ثم الوزن العضلي من غير السمنة ثم الوزن الحالي للاعب واخيراً الوزن المثالي للاعب وهذه المقاييس التي تشاهدها تجري بواسطة أجهزة دقيقة.
الورقة الثالثة تشاهد فيها كمية الأوكسجين التي يحتاجها اللاعب خلال قيامه بأكبر جهد يقوم به الجسم والورقة الرابعة تمثل القوة العضلية لكل لاعب وقوة الارتقاء وهي كما تعلم عوامل مهمة مؤثرة في عمليات التصويب والقذف والتمريرات الطويلة والمشاركة في الكرات المرتفعة.
وفي الورقة الخامسة تشاهد نتائج اختبارات سرعة لمسافة ثلاثين متراً بسرعة قصوى اعرف من خلالها قابلية اللاعب للتحرك والتخلص من الخصم بسرعة وهي المطلوبة خصوصا في لاعبي الوسط والهجوم.
الامر الذي يجب ان اذكر به انه بعد هذه الاختبارات والتدريبات والاحصائيات تبقى موهبة اللاعب وهذه الامور التي نعملها تساعد اللاعب في أن يعبر عن موهبته بسهولة وراحة اكثر.
يجب ان اشير الى انك لو طبقت هذه الامور على شخص في الشارع مثلا فهو لن يستطيع ان يصبح لاعباً بها فقط.
* المدرسة الأوروبية تتفوق على المدرسة البرازيلية فيما يخص اللياقة البدنية لماذا؟
- هذا امر صحيح فلو لاحظنا معظم المختبرات العلمية لتحليل الجسم وتكوينه وفسيولوجيته وخلاياه وعروقه وجميع مايخص بدن الإنسان موجودة في اوروبا وامريكا.
وجميع الدراسات اللياقية التي توضع في البرازيل تقوم على قاعدة ثلاث دول هي القمة في مجال التكوين البدني تأتي على رأسها المانيا ثم روسيا وامريكا والسبب ان هذه الدول تملك مختبرات علمية طبية متقدمة وتواصل اكتشاف الجسم فتطبق هناك قبل الجميع وانا اطبق المبدأ الروسي في اللياقة واتبع اسلوبه.
* هل تعرف البرفيسور مادينا المتخصص في اللياقة البدنية؟
- لا اعرفه شخصيا ولكني اعرفه باسمه وهو شخص معروف ومشهور بجودة عمله في البرازيل ومشهود له بالكفاءة وعلمت مؤخرا أنه سيعمل في فريق الهلال وسيفيد الفريق الهلالي بكل تأكيد.

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved