عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
سوف اتطرق لموضوع تكمن اهميته في خطورته على حياة ابناء هذا الوطن وحياة كل فرد مسلم.
هذا الموضوع هو التهور والسرعة والاستهتار عند قيادة السيارات فبالامس ذكرت دراسة أن هناك حالة وفاة لشخص واصابة اربعة باصابات خطيرة كل ساعة في المملكة! انه فعلاً شيء مهول ومخيف ومحزن عندما اكرمنا الله بدولة ساهرة على راحتنا ووفرت لنا كل شيء ومنها كافة اللقاءات التي تقي وتقضي بمشيئة الله على كافة الامراض الخطيرة التي كان يتعرض لها الطفل من الصغر.
لكننا الآن برغم التحذيرات والجزاءات التي تتخذ رسمياً للحد من المخالفات المرورية الا ان هناك فئات لا يجدي معها سوى السجن لسنوات عدة كونها بطيشها وتهورها تتسبب في حدوث اعاقات لسنوات واعاقات مستديمة لأبرياء او الموت لأشخاص ابرياء نتيجة للتهور والسرعة الزائدة على الطرق الطويلة والداخلية بتشجيع من الآباء الذين سلموا اولئك المخالفين والطائشين احدث السيارات لكي يقضوا على الآخرين بتهورهم واللامبالاة التي يعيشونها.
وفي شهر رمضان القادم سوف يتم تطبيق حزام الامان الاجباري وهذا الحزام ليس كل شيء فهو مجرد سبب عند حدوث طارىء مفاجىء لشخص ملتزم بأحوال القيادة لكن اولئك المراهقين والمستهترين لا يفيد معهم لا حزام امان او غيره كونهم يسيرون بسرعة جنونية, في كل الدول التي من حولنا لا تذكر حالات حوادث خطيرة بل حوادث عادية جداً لا تتعدى تلفيات في السيارات كونهم يقودون سياراتهم بكل تعقل واصول ويحترمون الآخرين اما نحن هنا فاذا لم تفسح له المجال لعدم انتباهك فانه سوف يصدمك لكي تخرج عن طريقه!
تتمنى من الجهات المسئولة من الامن والمرور في بلادنا تكثيف الرقابة على الطرق وتحديد السرعة بشكل فعلي ووضع حد لأولئك المخالفين للانظمة وخصوصاً السرعة وقطع الاشارات والذين تعودوا على تجاوز الآخرين ومضايقتهم بالتجاوز عبر الخط الاصفر الجانبي من الناحية اليسرى او اليمنى,, يفترض ان تكون هناك رقابة لطرقنا الدائرية والسريعة بالرادار والشاشات التلفزيونية كما يحدث في مكة المكرمة اثناء موسم الحج في كل عام.
كما ان بلادنا تزخر بكم كبير من العمالة التي اعطيت سيارات وهي لا تدرك معنى وماهية القيادة بل تعلموها بدون معرفة اصولها وهؤلاء يشكلون خطراً كبيراً على الارواح والممتلكات كما ان سيارات الاجرة الليموزين لوحدها تعد مشكلة لابد من القضاء عليها بالقيام بحملات متابعة لمن يقودون بتهور كون الواحد منهم ما ان يلمح شخصاً واقفاً حتى يرمي بالسيارة من المسار الايسر الى الايمن دون عمل اي اعتبار للبشر الذين يسيرون امامه او خلفه او جواره ولا يكلف نفسه حتى النظر يميناً او يساراً او فتح اشارة تشير لعزمه الانتقال من مسار لآخر تخيلوا كم من الحوادث حدثت بسبب ذلك التصرف الارعن من اولئك العمالة البعيدة عن اساسيات القيادة واصولها؟!
كما ان الشيء المؤسف حقاً هو ان هناك فئات من رجال الامن الذين يرتدون الزي العسكري وهم في قطاعات امنية مختلفة تجدهم عندما يقودون سياراتهم المدنية يتصرفون تصرفات تسيء للامن والنظام واصول القيادة كما ان منهم من يتجاوز الخط الاصفر من الشمال وبسرعة جنونية؟!
طبعاً اولئك الاشخاص سوف ينكرون ما فعلوه لكن لو كان هناك جهاز وشاشات رقابة لما استطاعوا الانكار او كان هناك مراقبون من المتعاونين مع المرور من المدينة لما حدثت مثل تلك التجاوزات المرفوضة دينياً ونظامياً, انها دعوة صادقة نسوقها للجهات المسئولة عن المرور والامن الشامل بتكثيف الرقابة وخصوصاً في ساعات الصباح عند ذهاب الموظفين والطلاب لأعمالهم او عودتهم وخصوصاً على الطرق الدائرية وطريق الملك فهد كما يجب ايجاد اجراء اكثر ردعاً لأولئك المستهترين بحياة الآخرين ومعاقبة السائق اذا كان راشداً اشد العقوبة ومعاقبة ولي امره اذا كان قاصراً وصغيراً بالسن.
كم نشاهد كل يوم من مشهد درامي دموي مؤسف يروح ضحيته كل يوم ابرياء! ان على الجهات التعليمية في الرئاسة العامة لتعليم البنات ووزارة المعارف اعداد برامج توعوية طوال العام واقامة جماعات للسلامة والتوعية المرورية داخل المدارس.
فاذا اردنا ان نعرف حجم المعاناة التي خلفتها حوادث السيارات في بلادنا فعلينا ان نقوم بزيارة بسيطة لأحد المستشفيات لكي نشاهد بأم اعيننا كم من الاطفال والرجال والنساء الذين يرقدون على الاسرة البيضاء ويعانون من كسور وبعضهم في غيبوبه تامة او موت دماغي منذ سنوات واذا سألت الاطباء ماهو السبب قالوا حادث مروري والشيء الذي يحرق ويدمي القلب عندما يقال لك ان من تسبب في الحادث قد هرب وترك ضحيته ينزف بدون خوف من الله او انسانية؟!
انها دعوة من الاعماق ومن قلب مواطن غيور على وطنه وسلامة الابرياء من اولئك المراهقين والمستهترين الذين اتمنى ان يخافوا الله ويحرصوا على سلامة الآخرين من شرورهم وللجهات الامنية نقول بدلاً من المعاقبة لقائد السيارة كونه نسي حمل الرخصة عاقبوا اولئك المجرمين بحق الابرياء وتطبيق اشد العقوبات بحقهم كونهم سبب معظم الحوادث والله يحقق ما نصبو اليه وما نأمله.
محمد عبدالعزيز اليحيى
مكتب جريدة اليوم- الرياض