Friday 13th August, 1999 G No. 9815جريدة الجزيرة الجمعة 2 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9815


تعقيباً على (نهارات أخرى)
زواج الشيبان تعسف ومغالطة للواقع

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
استوقفني عنوان مقالة الاخت الكاتبة فاطمة العتيبي في عدد الجزيرة 9809 يوم السبت 25/4/1420ه، هذا العنوان هو هجرة الشيبان الى الخارج ولقد جاء في هذه المقالة: بان هناك زحاما للشيبان في وزارة الداخلية طلباً لفيزةزواج من الخارج وهذا امر طبيعي كمحاولة منهم لبداية حياة جديدة يقومون فيها بدور تجاه اطفال جدد واسرة جديدة بحاجة لهم.
وجاء فيها ايضاً بأن هجرتهم هذه للخارج جاءت بعد رفض امهات الاربعين لهم في بلادهم، مما جعل بنات الهند والسند وقرى بعض الدول العربية ممن تتراوح اعمارهن حول عشرين عاماً يتراكضن عليهم.
ومن وجهة نظري فان مثل هذه الهجرة يقف وراءها اسباب عديدة قد تكون اجتماعية وقد تكون نفسية وقد تكون عائلية,وقد يتخللها شعور يصاحبه جمود عاطفي في مسيرة من يقدم على مثل هذه الهجرة التي اعتبرها نوعاً من العبث والتصرف العشوائي خاصة عند الشخص الكبير في السن,, وقد يقول البعض ان مثل هذة الامور امور شخصية يتحمل تبعية ماينتج عنها من سلبيات المقدم عليها.
ولكن مانشاهده ونعلمه بان زواج الشايب من الخارج يلحق الضرر بالاخرين سواء افراد اسرته القديمة اوحتى اسرته الجديدة.
ولاننا نؤمن بان من حق كل انسان ان يمارس حياته كيفما شاء ولكن بشرط الايلحق الضرر بالآخرين.
ولان الضرر حاصل حاصل إذاً وجب علينا جميعاً ان ندرك ان مثل هذة الزيجات عادة ماتخلف وراءهامشاكل عديدة يتحمل مشقتها ويدفع ثمنها الابناء والبنات والزوجات القديمات.
وماهذا التدافع بحثاً عن الزواج من صغيرات السن من خارج بلادنا ماهو سوى مكابرة ومفاخرة وبحث عن عاطفة سرعان ما تتبدد وتتلاشى مخلفة وراءها ذيولاً من المشاكل والضياع للاسر وللمال والسمعة وهذه حقيقة واضحة، ولكي لايتذمر مني كبار السن ويقولون بأنني قد اعترضت طريق هذه الهجرة بمثل هذا الكلام، اذكرهم ببيت لشاعر شعبي جميل يقول:
الخوف يجتاحني وجه الطريق اسمر
راح اكثر العمر ياخوفي على الباقي
ومن منطلق قول شاعرنا بان اكثر العمر قد ولى وذهب ولم يبق سوى القليل الذي عادة مايجعل الانسان في آخر عمره يتجه الى ربه ويكفر عن ذنوبه ولكن بعض كبار السن يتصرف في آخر عمره وكانه اعمى بصيرة غير مبال بمراحل العمر مما يجعل الآمال تخدعه وتوهمه بانه مازال شاباً يستطيع القيام بمهمات الزواج على اكمل وجه.
ولذلك اعتبر زواج الشايب تعسفاً ومغالطة لواقع الحياة التي تتطلب منا جميعاً الانعيش في زمن غيرنا.
وما من شك بان العفاف والقناعة مصدر العقل والاتزان والحكمة يقول الشاعر:
وغنى النفوس هو الكفاف فان ابت
فجميع ما في الارض لايكفيها
ان القنوع نفيس النفس راشدها
وهو الغني الذي يحيا بلانصب
اذاً وجب علينا عدم تشجيع كبار السن وطق الطبول لهم في هجرتهم هذه بل لانسمح لهم بذلك وقد يقول البعض بان هذا شيء مشروع وحلال لهم ولكن ظروف الحياة قد لاتسمح بمثل هذه الامور خاصة الظروف الاسرية فانا شخصياً اعرف اناساً ضاعت اسرهم بسبب هذا الزواج الذي عادة لايخلو من عدم الانصاف والانسياق وراء ام العشرين عاماً على حساب اسرة كاملة عاشت وصبرت وعانت عشرات السنين، وفجأة تصبح منسية في ظل تصرف طائش من انسان كان عليه حقاً ان يقدر العشرة ويحفظ الود ويحترم سنه وشيخوخته.
وقد تكون اكثر المواقف المتأزمة بين الاسر التي تقع ضحية لتصرف كبار السن من الزواج في هذه المرحلة من العمر من اقوى بواعث الفرقة وملازمة المشاكل التي قد لاتنتهي من جراء هذه التصرفات, والله اعلم
علي عبدالرحمن الحصوصة القحطاني
الرياض

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved