* كتب- مندوب الجزيرة
تعد الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة من أكثر الجمعيات تحقيقا للنتائج الطيبة على مستوى المملكة، بل وعلى المستويات الدولية ، وذلك من خلال حصولها على معظم المراكز الأولى في المسابقات المحلية والدولية التي تعقد في داخل المملكة، وفي خارجها، لحفظة القرآن الكريم.
قال ذلك سعادة رئيس الجمعية الأستاذ الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي في لقاء مع (الجزيرة) حول المناشط والإنجازات التي حققتها الجمعية في مجال تحفيظ القرآن الكريم.
وعزا الدكتور العوفي ما حققته الجمعية إلى فضل الله -تعالى- ثم لأسباب عديدة ساعدت على هذه النتائج، منها أن الجمعية حباها الله -سبحانه وتعالى- بميزة وجودها في مدينة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- كما أنها تعتبر أول جمعية تنشأ في المملكة، إذ يعود تأسيسها إلى عام 1381ه، وعندما تأسست الأمانة العامة للجماعات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية سارعت الجمعية بالانضمام إليها، فكانت أول جمعية تمنح الترخيص، لتمارس عملها القرآني في عام 1403ه.
وأضاف العوفي بقوله: ومن الأسباب الهامة-أيضا- ما تحظى به الجمعية كغيرها- من جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في شتى أنحاء الوطن- من دعم وتشجيع من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - وفقه الله- وهو مما يدل على اهتمام المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم واهله، وكل مايخدم كتاب الله، سبحانه وتعالى.
ثم قال: وأيضا المتابعة والرعاية من لدن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة الرئيس الشرفي للجمعية حيث تحظى الجمعية بمتابعته -حفظة الله- وتذليل ما يعترضها من عقبات، وكذلك متابعة وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وخصوصا من معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ الذي يرأس المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في المملكة، والحقيقة أن هذه الوزارة تقوم بجهود مباركة وموفقة بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين- وفقه الله- فيما يتعلق بالعناية بجمعيات تحفيظ القرآن الكريم، وبلاشك -ايضا- ان التعاون المثمر القائم والبناء بين أعضاء مجلس إدارة الجمعية العمومية، وحرص أبناء طيبة الطيبة على دعم الجمعية وتشجيعها -سواء كان ذلك ماديا أو معنويا -له أثر كبير في هذا التميز.
وأردف د, العوفي بقوله: ومن الأسباب العملية الهامة أن الجمعية تضم عددا طيبا من المعلمين والمعلمات المؤهلين تأهيلا جيدا، حيث تعتبر الجمعية المعلم والمعلمة الركن الأساسي في تطويرها لتحقيق أفضل النتائج، ومن هنا يحظى هذا الجانب باهتمام خاص، يتمثل في الشروط الدقيقة التي تضعها الجمعية في اختيار المعلم والمعلمة، ومتابعة هؤلاء المعلمين والمعلمات في الحلق والمدارس، مع إصدار التوجيهات المستمرة من قبل المختصين، وتقيم الجمعية -باستمرار- دورات لهم على مدار العام لتقوية حفظ واتقان تلاوة القرآن الكريم لديهم، وهذه المسألة ساعدت في تطوير عمل الجمعية، لان العناية بالمعلم تعني تحقيق نتائج طيبة، فكلما زادت العناية بالمعلم كان اعطاؤه النتائج الجيدة.
ثم قال رئيس الجمعية: والحمدلله أن كل هذه الأسباب مجتمعة كانت وراء تمثيل الجمعية للمملكة العربية السعودية في المسابقة المحلية لحفظ القرآن الكريم للعام الخامس على التوالي، وتحقيق نتائج متقدمة في المراكز الأولى.
الجمعية في أرقام
وعن سؤال حول مناشط وإنجازات الجمعية أفاد الدكتور العوفي بأنه يتم حاليا العمل على توسعة نطاق مدارس تحفيظ القرآن الكريم وحلقاته، من أجل إعداد جيل إيماني حافظ لكتاب الله ومتحصن به.
وأبان أن آخر إحصائية للجمعية عن العام الدراسي الحالي 1419-1420ه تشير إلى أن عدد المدارس والمساجد التي يتم تحفيظ القرآن الكريم بها (316) منها(85) للبنات، وأن عدد الحلقات والفصول (898) منها (423) حلقة للبنين و(475) فصلا للبنات، ويقوم بالتدريس فيها (843) مدرسا ومدرسة، فيما بلغ عدد الدارسين (22,422) طالبا وطالبة.
وقد بلغ عدد الحافظين والحافظات هذا العام (121) منهم (106) حافظين و(15) حافظة، وبذلك بلغ عدد الحفظة لكتاب الله منذ تأسيس الجمعية الى هذا العام(1213) طالبا وطالبة.
ويتبع الجمعية فرعان لها: الأول في محافظة العلا ويضم (67) حلقة للطلاب تنتشر في (53) مسجدا بالمحافظة، ويدرس بها (1258) طالبا، كما يضم الفرع (35) فصلا وحلقة نسائية في (11)مدرسة يدرس بها (453) طالبة.
أما الفرع الثاني ففي محافظة ينبع وتم افتتاحة في شهر رجب الماضي - ويضم (67) حلقة في (51) مسجدا، تنتشر في محافظة ينبع -وتم افتتاحه في شهر رجب الماضي - ويضم (67) حلقة في (51) مسجدا، وتنتشر في محافظة ينبع والمراكز التابعة لها، ويدرس بها (1682) طالبا
مناشط أخرى
كما أورد الدكتور العوفي في حديثة أن الجمعية ضمن مناشطها تعمل على المشاركة في إمامة المصلين في صلاة التراويح بعدد كبير من طلابها، وذلك بالتعاون مع فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة المدينة المنورة.
كما امتد نشاط الجمعية في تحفيظ القرآن الكريم، ليشمل العديد من المرافق المهمة في المجتمع وإلى الأشخاص الذين لاتمكنهم ظروف أعمالهم من الحضور الى المساجد، حيث افتتحت الجمعية -بتوفيق الله سبحانه وتعالى- ثم بالتعاون مع القائمين على هذه الجهات والمرافق، حلقا في السجن العام، ودار الملاحظة الاجتماعية ودار التوجيه الاجتماعي، وفي قوات الدفاع، والحرس الوطني والدفاع المدني وغيرها من المرافق.
وقد لاقت هذه الحلقات إقبالا من الدارسين، وذلك لما وجدوه من راحة وطمأنينة في رحاب كتاب الله الكريم.
وقدم الدكتور محمد العوفي عرضا لجميع الجمعيات التي ترغب في الاستفادة من جميع مالدى الجمعية بالمدينة المنورة من خبرة من أفكار، وأشار في هذا الصدد إلى أنه يتم بالفعل التنسيق بين الجمعية وعدد كبير من الجمعيات التي تنتشر بأنحاء المملكة لتبادل الخبرات والاستفادة منها.
لجنة لتنمية الموارد
ونصح الدكتور العوفي مسؤولي الجمعيات الأخرى أن يختاروا - لتنمية موارد واستثمارات الجمعيات- أصحاب الخبرة والمعرفة، ليقدموا مالديهم من أفكار تفيد في تنمية هذه الاستثمارات لتعود بالفائدة على الجمعية.
وقال الدكتور العوفي وقد قامت جمعية تحفيظ القرآن الكريم في المدينة المنورة بتحقيق هذه الخطوة حيث كونت لجنة تضم عددا طيبا من رجال الأعمال في المدينة المنورة، المعروفين بحبهم للخير والعطاء، وبحبهم للناس، وبحب الناس لهم ، وهذه اللجنة مسؤوليتها تنمية موارد الجمعية والنظر في واقعها، ودراسة مالديها من أفكار لتطوير مواردها، وتقديم تصورات وتوصيات لعرضها على مجلس الإدارة.
وأكد الدكتور محمد بن سالم العوفي أن هذه اللجنة خدمت الجمعية خدمة جيدة، وساعدتها على تحقيق موارد مالية جيدة، حسنت من مستوى أداء الجمعية وقد كان لذلك أثر إيجابي على نشاط الجمعية، وعلى ماحققته من نتائج.
وعن مصادر الدخل التي تعتمد عليها الجمعية للقيام بمسؤوليتها يقول د, العوفي : إن الجمعية تعتمد بعد الله على التبرعات التي تأتي باستمرار من داخل المدينة المنورة، ومن خارجها، ومن بعض الأوقاف التي وقفها أهل الخير على الجمعية، وهي في الحقيقة تشكل موردا طيبا وجيدا يساعد كثيرا - مع المعونة التي تقدمها الدولة- رعاها الله- سنويا للجمعية على تنمية وتطوير مدخرات الجمعية بالإضافة الى بعض المشروعات الاستثمارية التي قامت بها الجمعية، وتدر عائدا طيبا.
ودعا محمد بن سالم العوفي الجمعيات الخيرية الأخرى الى ضرورة تنمية مواردها المالية من خلال التركيز على المشروعات الثابتة التي تدر دخلا ثابتا، لأن التبرعات السنوية أحيانا قد تكون جيدة وأحيان ضعيفة، وبالتالي يتذبذب نشاط الجمعية إذا اعتمدت على هذه التبرعات في صعود وهبوط.
وقال: ولكن إذا وجدت موارد ثابته كعقارات وأملاك تدر ريعا ثابتا ومعروفا، تستطيع الجمعية أن تخطط بطريقة مدروسة وسليمة، وتعرض ماذا تريد أن تحققه في كل عام.
فالتركيز على إيجاد موارد ثابتة للجمعية -سواء من خلال الأوقاف أو أي موارد أخرى- يجعل المسؤول في الجمعية قادرا على أن يخطط للجمعية لأي عمل تطويري يفيدها في كل عام.
وحول إقبال أولياء الأمور على تسجيل أبنائهم وبناتهم في حلق التحفيظ في الجمعية، قال الدكتور العوفي أصبح لافتا للنظر من خلال مالاحظته في الجمعية ذلك الإقبال الشديد على تعلم القرآن الكريم، وهو مما يسر النفس، كما أنه يعد ظاهرة خير في هذا البلد المبارك الذي عرف بحبه للقرآن وبحبه لكل مافيه مصلحة وفائدة لأبناء هذا الوطن.
فهناك بالفعل إقبال شديد على تعلم القرآن الكريم من الطلاب والطالبات، وكذلك من أولياء أمور الطلاب، ولدى الجمعية العديد من الرغبات والعديد من الطالبات التي ترغب في فتح المزيد من الحلقات في أحياء مختلفة, واختتم د, العوفي بقوله: وهذه خاصة تسر كل مسلم ومحب للقرآن الكريم وللوطن المعطاء، كما أنها فرصة لأن نبذل المزيد من الجهود، والمزيد من العمل ، كي نستطيع أن نحقق هذه الرغبة الملحة للطلاب وأولياء أمورهم، لتعلم كتاب الله، وبالتالي بناء مجتمع صالح وخير، ان شاء الله.
|