Friday 13th August, 1999 G No. 9815جريدة الجزيرة الجمعة 2 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9815


نماذج من الجاسوسية 2-2
د, محمد بن سعد الشويعر

في الحديث السابق المحنا الى نماذج من الجاسوسية عند غير المسلمين في اثناء الصراعات القائمة بينهم، مستخدمين كل ما توصل اليه العقل البشري من علم وتكنولوجيا ومخصصين المدارس للتدريب وتعليم هذا الفن بطرائقه المختلفة,, والجاسوسية عندهم وعند غيرهم مرت بمراحل عديدة يطورها الانسان بحسب خبرته وعلمه.
ولكن مهما بلغ التجسس عند الغربيين من البراعة والاساليب العجيبة فانه لم يرتق الى النتائج والغايات التي وصلها العرب ايام مجدهم، وخاصة في الدولتين العباسية والأموية في الاندلس الى جانب نماذج مما حصل في عهد الدولة العثمانية، وخاصة عهد محمد الفاتح الذي سقطت على يديه القسطنطينية فأصبحت عاصمة للدولة العثمانية وسماها اسلام بول اي مدينة الاسلام ثم حرفت الى اسطمبول .
ويعتبر عهد الخليفة العباسي: الناصر الدين الله، وهو من اواخر خلفاء بني العباس ]575 - 622ه[ الذي قال عنه ابن كثير في البداية والنهاية: وقد ذكر عنه اشياء غريبة من ذلك انه كان يقول للرسل الوافدين عليه فعلتم في مكان كذا كذا، وفعلتم في المكان الفلاني كذا، حتى ظن بعض الناس، او اكثرهم انه كان يكاشف، او ان الجن تأتيه بذلك والله أعلم ]13 : 107[ هذا الخليفة مع ذكائه وقدرته وصل الخلافة والدولة قد هرمت, وهذا الخليفة العباسي قد نقلت كتب التاريخ من اخبار التجسس عنه واوردت نماذج ما حصل منه ما يعده بعض الناس من الأساطير والخرافات، وقد يكون للمبالغة دور في هذا، إمعاناً في الاعجاب ومن ثم الاغراب والتهويل سواء بايراد الحوادث والمبالغة في تمكينها او من باب ابراز كمال الذكاء والاعمال التي يقوم بها، وللخفاء اكثر فانه لم يذكر احد من المؤرخين تفصيل عمله هذا ولا كيفية ادائه من الخليفة نفسه او من اعوانه الذين يمدونه بالمعلومات، ولكن ذلك استقراء من الدارسين وراصدي الاحداث, ولئن كان الخلفاء قبل الناصر لدين الله العباسي كما سوف نذكر نماذج من اعمالهم يقصرون اعمالهم على استطلاع نوايا من حولهم في الداخل سواء في الحاشية والقصور او من يحيط بهم قربوا او بعدوا تدريجياً خوفاً من المنازعة والتسلط بطريقة محكمة نافذة - فان الناصر لدين الله قد ابعدت به النجعة بعد القدرة العجيبة الداخلية الى الاطلاع على احوال العالم من حوله ومعرفة امور الممالك وما يدور فيها، ولا غرو في هذا لأنه يعتبر خليفة العالم الاسلامي بأسره الذي اتسعت دائرة حكمه الى ما وصل اليه الاسلام ذلك الوقت في آسيا وافريقيا واوروبا عدا ما كان تحت سيطرة الدولة الأموية في الاندلس والدويلات المتعددة بعدما خف ميزان الامويين هناك نتيجة الصراعات والخلافات.
وفي ذلك ما يروى عن اتصال الناصر لدين الله العباسي بواسطة اعينه التي بثها لتزويده بالاخبار وجمع المعلومات فقد اتصل بالأمير علي بن يحيى الميورقي من جزيرة ميورقة بالبحر الابيض المتوسط شرق اسبانيا وحرضه او شجعه على احتلال تونس فاحتل جيشه قسماً منها وخطب فيها باسم الخليفة الناصر لدين الله فترة من الزمن، وبعد ان غلبه الموحدون قطعت خطبة الخليفة العباسي الناصر لدين الله من تونس وما اليها من مملكة الموحدين.
والدارس لحالة هذا الخليفة يدرك من مجريات الأمور ان لديه قدرة على توسيع دائرة عيونه في كل مكان وهم ما يسمون في العصر الحاضر الشرطة السرية، وانهم على قدر كبير من حسن الاستماع وسرعة ايصال المعلومات اليه، حيث بلغت البراعة لديه في العاصمة بغداد، الى ان ظن الناس ان الخليفة يستعمل الجن ويتسخدمهم في نقل الاخبار فلا يتكلم زوج مع زوجته ولا زوجة مع زوجها الا وهما يعتقدان ان الخليفة الناصر لدين الله يسمعهما، ولا يتحدث اثنان الا ظنا ان الخليفة يطلع على ما دار بينهما, الا ان حقيقة الأمر ان جواسيس الخليفة المنتشرين في العاصمة يكتبون اليه بما وصل الى علمهم من تقارير يومية كل بحسب رقابته وتجسسه.
يوضح ذلك ابن الاثير رحمه الله في تاريخه بقوله: ان العادة كانت في بغداد على عهد الناصر لدين الله ان الحارس بكل درب يبكر ويكتب مطالعاته الى الخليفة بما تجدد في دربه، من اجتماع بعض الاصدقاء ببعض على نزهة او سماع او غير ذلك ويكتب ما سوى ذلك من صغير او كبير فكان الناس من هذا في حجر عظيم.
وفي حوادث عام 590ه حصلت اضطرابات في خوزستان سببها تنازع امرائها من التركمان على الامارة فاهتبل الخليفة الناصر لدين الله تلك الفرصة وارسل جيشاً لاحتلالها، وخرج الجيش في يوم مطير من ايام الشتاء والمدن الشرقية يومئذ لا يستطيع الجيش السير فيها ايام المطر ووقفت النظارة مع غزارة المطر، وشدة البرد ينظرون الى الجيش وهو في مسيرته فدفع الفضول احد المشاهدين للجيش وقد استغرب خروجهم ذلك الحين الى القول: كنت اتمنى من الله من يخبرني الى اين يمضي هؤلاء المهزومون، ويضربني مائة عصا, قال ذلك مستهزئاً بهم، ومتعجباً في حركتهم فسمع احد عيون الخليفة المبثوثين بين الناس وهم الشرطة السرية قوله وبقيت عيناه تراقبه حتى ابتعد الجيش عن الانظار، وذهب القائل المستهزىء الى داره والرقيب يسير وراءه حتى تثبت من داره، واوصل الخبر الى الخليفة الناصر لدين الله، فأمر في الحال من يحضر هذا القائل وضربه مائة عصا, وقال له: بعد الضرب اعلمه الى اين يتحرك الجيش وهي جهة خوزستان.
فأحضر الرجل الى ديوان الخلافة وضرب وهو لا يعلم لماذا ضرب ولأن من كلف بالامر نسي اخباره الى اين يذهب العسكر فلما اطلق وانفصل عن المكان وقال ردوه فعاد مرعوباً خشية زيادة العقوبة فلما مثل بيد يدي المسؤول قال له: قد امرنا امير المؤمنين ان نعلمك ان الجيش يمضي الى تستر بخوزستان بعد ان نؤدبك فلما سمع المضروب ذلك قال: لاكتب الله لهم السلامة.
فلما بلغ الناصر لدين الله ذلك قال: يغفر له سوء ادبه لحسن نادرته ولطف موقعها ويدفع له مائة دينار بقدر عدد العصي التي ضربها.
والصفدي ذكر في نبذه التاريخية ومثله شمس الدين الذهبي، ان الأمير حسام الدين اردشير امير مازندران في شمال ايران، زار بغداد فأقام بقصر فيها ومعه خدمه وحشمه ونساؤه ومن المسلم به ان لا يسكن معه في القصر انسان غريب فأراد الناصر لدين الله، ان يريه انه يطلع على حركاته وسكناته حتى في داخل القصر ليلاً فكان يبعث اليه في كل صباح بورقة فيها تفصيل ما فعله في القصر بالليل، فصار يبالغ في كتمان امره، ويحاول التستر في كل افعاله، ولكن الناصر مستمر في اخباره، بما اطلع عليه من دقيقة وجليلة ومن ذلك انه نام مرة مع امرأة من نسائه دخلت اليه من باب سري ولم يعلم بها احد غيره وغيرها.
فجاءته ورقة من الخليفة الناصر في الصباح وفيها: انك خلوت البارحة بفلانة: امرأة من نسائك وكان عليكما غطاء فيه صور افيال, فلما قرأها تحير وخرج من بغداد مسرعاً وهو لا يشك ان الخليفة الناصر لدين الله يعلم الغيب لأن فرقة الامامية يعتقدون ان الامام المعصوم يعلم ما في بطن الحامل اذكر هو ام انثى؟ ويعلم ما وراء الجدار، والناصر - في نظره - قد علم ما وراء الجدران.
وجاء في ترجمة محمد بن عمر بن مازه الملقب بصدرجهان اي صدر الدنيا : أنه لما عزم على الحج من مدينته سمرقند خرج مسافراً ومعه جماعة من تلاميذه الفقهاء وكان يشبه الملوك في احواله وسيره وكان لأحد الفقهاء الذين معه فرس جميل اصيل فركبه وسار مع الحاج وكان اهله قد قالوا له: يحسن بك ان تترك الفرس هنا لئلا يؤخذ منك في بغداد فقال لهم: لا يستطيع احد ان يأخذه مني حتى الخليفة الناصر فنقلت الجواسيس واصحاب الاخبار هذه العبارة الحمقاء من سرمقند الى بغداد عاصمة الخلافة، فلما دخل الفقيه بغداد وهو على فرسه المذكور امر الخليفة بعض الوقادين - وهم الذين يوقدون النار في الحمامات وهم من اوسخ الناس واقذرهم - ان يضرب الفقيه ويأخذ الفرس منه في الازدحام جزاء له على سوء ادبه ففعل الوقاد ما امر به.
وجاء الفقيه الى ذوي الوجاهات والهيئات ليستغيث بهم فلم يغثه احد فيئس وحج على دابة اخرى، ولما عاد ابن مازه من الحج خلع عليه الخليفة خلعة جيدة وخلع علي ذلك الفقيه، وامر بتقديم فرسه اليه وعليها سرج مذهب وطوق، وامر ايضا ان يقال له: ان الذي ضربك واخذ فرسك انما هو رجل سوقي وقّاد يشتغل في الحمامات، وهذا درس له ليوقن ان قوله السابق كان تافهاً حق التفاهة.
- وعندما تحركت الحملة الصليبية الرابعة في حدود عام 598ه ولم يكن الملك العادل اخو صلاح الدين ملك مصر والشام يعلم بحركتها من سواحل اوروبا ولكن اخبارها بلغت الخليفة العباسي الناصر لدين الله في بغداد مع ان بلاد الشام اقرب الى السواحل الاوروبية, فأرسل الناصر لدين الله اكثر من مائتي حمامة من حمام الزاجل الى الملك العادل الايوبي يعلمه بحركة الافرنج الصليبيين من اوروبا وتوجههم نحو سواحل الشام وسواحل مصر ولم تظهر صحة هذا الخبر الا بعد وصول الحمام الى الشام بأسبوعين فقد رأى الرقباء صواري السفن وقلوعها تظهر شيئا فشيئاً في البحر الابيض وكان الاستعداد للقائهم قد تم واستعد كثير من الجيوش الايوبية لقتالهم فلم يفاجئوا البلاد, وقد ذكر ابن كثير ان الملك العادل نازلهم بالقرب من عكا، وكان منهم قتال شديد وحصار عظيم ثم وقع الصلح بينهم والهدنة,, ]البداية والنهاية 13/ 37[,, وهذا يدل على ان تجسس الناصر لدين الله فيه غموض وغرابة.
وكان القاضي الفاضل وزيرا لصلاح الدين الايوبي، ويهاب العباسيين وكان يلاطف الناصر لدين الله في المكاتبة لعلمه بقدرته في اعماله السرية، ولما سئل عن ذلك قال: اخشى ان اذبح على فراشي وفي مأمني ويكون الذابح لي الناصر لدين الله وهو في بغداد ]طبقات السبكى 4:194[.
- وما ذكره عنه ابن كثير من اشاعات بأنه سبب لدخول التتار ديار المسلمين واجتياحهم بغداد حيث تحرّج من الجزم بقوله: ان صح ما ذكر، هذه الاشاعة يقوي العزم بنفيها عنه: ان الناصر لدين الله قد بعث عيونه في مختلف الممالك والبلاد وكان له جواسيس يجوبون الممالك ويستعملون الحمام الزاجل في بعث المعلومات اليه مما يدل على قدرة جهاز المخابرات عنده، بل بلغ الأمر انه استعمل رجالا في بلاطات الملوك والسلاطين في الشرق يكتبون اليه بما يفعله اولئك ظاهراً وباطناً وما تنحوه سياستهم واعمالهم، لكن مما يثير العجب هذا السؤال وجوابه: كيف استطاع الناصر لدين الله ان يجعل رجاله المتجسسين يتوغلون في قصور تلك الممالك وهم لايدرون ومنهم من لم يكن على صفاء معه كدول ما وراء النهر وتركستان وما والاها، والدول الخوارز شاهية بخراسان، فان هذه الممالك طالما ناصبت الناصر لدين الله العداء من اجل السيطرة على بعض الاقطار في ايران بلاد فارس,, وكانت حركات امراء تلك الممالك مع الناصر لدين الله والدولة العباسية في بغداد التي شاخت ودب فيها داء الأمم سبباً في تمهيد الطريق للمغول، حتى اجتاحوا الشرق الاسلامي ووطئوا ديار المسلمين وطأة شديدة الالم, كما رصد تاريخياً حيث اسقطوا الدولة العباسية وحاولوا طمس حضارة الاسلام.
ولقد بلغ الأمر بهذا الخليفة ان كان جواسيسه وعيونه من الكبراء والاشراف والوزراء والكتاب المرموقين المنبثين في اطراف البلاد، ودهاليز السلاطين بل زاد الأمر الى ان بث الفدائيين في البلاد، على حسب ما تدعو الحاجة اليه لردع من يتناول الخلافة بالذم والاقذاع فان لم يفد الردع والتهديد، وجب قتل الذام للامام المقذع في النيل من الدولة.
ولعل السبب الدافع لذلك: ان الناصر بحكم كونه خليفة المسلمين والمسؤول عن سياسة دولة الاسلام والمحافظة على سمعتها في الاطراف المعروفة في الارض ذلك العهد هذا الشعور جعله يدعو رجالات الاسلام في كل مكان الى التعاون معه، في تصيد الاخبار عن الآخرين ويرون هذا خدمة للاسلام ودفاعاً عن دين الله بعد وثوقهم بأن الخليفة الناصر لدين الله، لا يستعمل هذه الذرائع للمنافع الشخصية الطارئة مما هو خارج عن مصلحة الاسلام العامة مما احوجه الى ان يدخل في دائرة عيونه الاخبارية رجالاً من موظفي الدول الاسلامية برجاء افادتهم في الاطلاع والاخبار عن الحوادث والعزائم والاسرار كأصحاب السر واصحاب الاخبار انفسهم - الجاسوسية المزدوجة - مما يبعد القول بأنه يستخدم الجن.
والدولة العباسية عرفت بقوة المخابرات، وابتكار طرق خفية يلمس المتابع لتاريخ خلفائها شيئا من هذا كما هي الحال عند ابي جعفر المنصور الذي قضى على اكبر قواده ودعاة قيام الدولة العباسية: ابي مسلم الخرساني عندما شك في ولائه وابنه المهدي الذي قضى على زعماء الشعوبيين باسم حرب الزندقة، وهارون الرشيد الذي نكب البرامكة ولما سئل قال: والله لو أعلم أن شمالي تعرف ما حملت يميني بشأن البرامكة لقطعتها، والمأمون الذي قيل عنه بأنه رتّب ألفاً ومائتي امرأة عجوز للتجسس ببغداد، فكان في كل ليلة لا ينام حتى يقرأ المهم من الأخبار التي تنقل اليه عن أحوال أهل بغداد، وما يجري بين مختلف الامور في طبقات المجتمع، مما يهم الخليفة معرفته، وتقتضيه سياسة ضبط الدولة، وفلسفته في ذلك أن العجائز يستطعن لتقدمهن في العمر، ان يدخلن في المواضيع التي يستطيع الشباب والكهول رجالا ونساء الدخول فيها، بعكس ما تعمله جاسوسية دول الغرب والشرق، من استعمال الشابات الجميلات للإغراء والاستهواء، وعلماء الإسلام وحكامهم يأنفون من هذا، لأنه يتنافى مع تعاليم الإسلام،و يرون ان جهدهم في تلقّط الأخبار حماية للإسلام وأبناء المسلمين من الوقوع في حبائل الأعداء وقدوتهم في هذا رسول الله وصحابته الكرام.
المأمون والعامّة:
جاء في كتاب المحاسن والمساوئ للبيهقيّ: أن الخليفة العباسيّ المأمون، قد هم بلعن معاوية بن أبي سفيان، فمنعه من ذلك يحيى بن أكثم، وقال له: يا أمير المؤمنين، إن العامّة لا تحتمل هذا، دعهم على ما هم عليه، ولا تظهر لهم أنك تميل إلى فرقة من الفرق، فإن ذلك أصلح في السياسة، فركن المأمون إلى قوله.
فلما دخل عليه ثمامة بن الأشرس، قال له المأمون: يا ثمامة قد علمت ما كنّا دبرناه في معاوية، وقد عارضنا رأي أصلح، في تدبير المملكة، وأبقى ذكرا في العامّة, ثم اخبره ان يحيى خوّفه إياه, فقال ثمامة: يا أمير المؤمنين، والعامة عندك في هذا الموضع الذي وضعها فيه يحيى؟!, والله ما رضي الله ان سوّاها بالانعام، حتى جعلها اضلّ سبيلاً, فقال تبارك وتعالى: أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون، إن هم إلا كالأنعام، بل هم أضل سبيلاً (44 الفرقان).
والله لقد مررت منذ أيام، في شارع الخلد، فإذا إنسان قد بسط كساءه، والقى عليه أدوية، وهو قائم ينادي: هذا الدواء للبياض في العين، والغشاوة، وضعف البصر، وإن إحدى عينيه لمطموسة، والأخرى مؤلّة والناس قد انثالوا عليه، واحتفلوا به يستوصفونه، فنزلت عن دابتي، ودخلت بين تلك الجماعة، فقلت: يا هذا أرى عينيك أحوج الأعين الى العلاج، وأنت تصف هذا الدواء، وتخبر أنه شفاء، فما بالك لا تستعمله؟
فقال: انا في هذا الموضوع، منذ عشرين سنة، ما رأيت شيخاً قطّ أجهل منك، ولا أحمق، فقلت: وكيف ذلك؟ قال: يا جاهل، أتدري أين اشتكت عيني؟, قلت: لا؟ قال: بمصر, فأقبلت عليّ الجماعة فقالت: صدق الرجل، أنت جاهل, وهمّوا بي, فقلت والله ما علمت أن عينه اشتكت بمصر,, فما تخلصت منهم إلا بهذه الحجّة.
ومما روي من ذكائه: أنه جلس يوماً فجاءته امرأة فقالت: يا أمير المؤمنين مات اخي وخلف ستمائة دينار، فأعطوني دينارا واحدا، وقالوا: هذا نصيبك فقال المأمون: هذا خلّف أربع بنات,؟ قالت: نعم, قال: لهن اربعمائة دينار، وخلّف والدة؟, قالت: نعم, قال: لها مائة دينار, وخلف زوجة لها خمسة وسبعون دينارا، بالله ألك اثنا عشر أخاً ؟ قالت نعم: قال: لكل واحد ديناران ولك دينار واحد, (وفيات الأعيان - 2:236).
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved