* بينما كنت أتابع احد برامج كرة القدم العالمية شاهدت فريقاً من جنوب افريقيا يدربه مدير أوروبي وإلى الآن لا غرابة في الأمر ولكن الجميل ان هذا الفريق يتبناه نادي اجاكس امستردام الهولندي من جميع النواحي ويستفيد منه في جلب أبرز لاعبيه لينضموا لصفوف الفريق الشهير كما هو الحال بالنسبة للاعب مثل مكارثي الهداف المعروف .
هنا انتهى الخبر وبقي التساؤل الأهم كيف تستطيع أنديتنا الرياضية السير على خطى الاندية العالمية في جلب لاعبي الأندية المغمورة والاستفادة طويلة الأمد من هذه الأندية؟
ولو نظرنا لبعض اللاعبين المميزين في العالم لوجدنا انهم كانوا ينتمون لفرق مغمورة في بلدان مغمورة كروياً فإلى وقت قريب كانت نيجيريا نكرة فيما يخص كرة القدم العالمية ولكن اصبحت علماً من أعلام كرة القدم في العالم بنجومها كانو واموكاشي وايمانويل وويست وروفاي وسياسيا ويكيني وايكبيبا واوليسيه وآخرين قامت برعايتهم الفرق العالمية وارسلت كشافيها فيها للبحث عنهم وتوفير كل ما من شأنه الرقي بمستواهم ومن الأمثلة على ذلك:
* يورك مهاجم مانشستر يونايتد فهذا اللاعب ينتمي إلى بلد مغمور رياضياً وحتى جغرافياً وهو ترينداد ولكنه اصبح نجماً عالمياً.
* هيد يوتشي ناكاتا اللاعب الياباني الذي سجل 10 أهداف لفريقه بروجيا الايطالي في أول مشاركة له خارج اليابان ولاتزال أعين كشافي الدوري الانجليزي تراقبه عن كثب وآخر الأخبار تؤكد أن قيمة عقده ستصل إلى 30 مليون دولار.
* صنداي اوليسيه الذي انتقل من اجاكس الهولندي الى جوفنتوس الايطالي وهذا دليل على المكانة العظيمة التي وصلت اليها الكرة النيجيرية.
* محمد كالون السيراليوني الذي لعب لفريق التضامن صور اللبناني وعمره 15 عاماً ثم انتقل إلى الدوري الايطالي ليلعب لبولونيا واطلق عليه لقب باجيو الاسود لانه كان يلعب بديلاً لروبرتو باجيو وانتقل الى كالياري وهاهو الآن واقع تحت أنظار رئيس نادي الانترميلان لمحاولة ضمه إلى صفوفه ليلعب بجوار رونالدو.
وهؤلاء اللاعبون صغار اذا ما قسناهم بنجوم عالميين من امثال البلغاري خريستو ستويشكوف والاوكراني شفشنكو لاعب إي سي ميلان الجديد ويوسف فوفانا وغيرهم آلاف من اللاعبين الذين قدموا من بلدان وفرق مغمورة نوعاً ما واصبحوا فيما بعد نجوماً يشار لهم بالبنان.
والاقتراح الموجه هنا هو:
لماذا لا يقوم فريق سعودي بامكانات نادي الهلال - مثلاً- بتبني فريق من فرق الدرجة الثالثة ودعمه ماديا ومعنوياً والاستفادة من لاعبيه المميزين في ضخ دماء جديدة للفريق وتنمية مواهب بعض اللاعبين بدل قتلها, قد يكون هذا الأمر ممنوعاً في المملكة كون الرئاسة العامة لرعاية الشباب هي المسؤولة عن دعم جميع الأندية ولكن هناك مخرجاً لهذه المشكلة وهو تبني أحد فرق الحواري وتوفير جميع مستلزماته والاستفادة من النجوم التي تهدر طاقاتها على الملاعب الترابية فلو تم ذلك لحصل الهدف المنشود لان اللاعبين الذين يأنسون في انفسهم الموهبة سيتقدمون لهذا الفريق رغبة منهم في الوصول الى تمثيل فريق بحجم زعيم القارة الآسيوية بشرط أن يتم اختيار اللاعبين وفق أسس علمية يعرفها المدربون العالميون بدل كشافي الأندية المحليين الذين هم في الغالب من رابطة المشجعين أو قائدي حافلات النادي، أرجو أن يؤخذ هذا الاقتراح على محمل الجد وان يلقى الاهتمام المطلوب واعتذر عن الاطالة ودمتم.
أخوكم
صالح بن محمد علي العمري