منذ زمن بعيد وبعض المنتسبين للاعلام الرياضي يتعاملون مع المنتخب الوطني بروح العاطفة فالاسطوانة دائماً ماتتكرر خلال اي مشاركة يخوضها الاخضر فالبداية تمجيد للاستعداد وللروح ولأداء اللاعبين حتى في اللقاءات الودية التي يخوضها المنتخب والتي لاتسمح لنا الظروف بمشاهدتها لاننا نتابعها من خلال الإعلام نلاحظ انه يمجد هذه المشاركات الودية ويصف اداء منتخبنا بالرائع حتى يبث في نفوسنا الارتياح والسعادة والتفاؤل بالمشاركة الرسمية تماما قبل كل بطولة يحصل ذلك ولم نر احداً قام بوضع السلبيات التي يقع بها المنتخب خلال الاستعداد حتى يمكن تلافيها قبيل الدخول في المشاركة الرسمية,.
وتستمر الأسطوانة حينما يفوز المنتخب، فالتطبيل المبالغ فيه حتى لو كان الأداء غير مقنع لكن مجرد تحقيق الفوز يمسح كل السلبيات والاخطاء التي تم الوقوع بها، ولعل الاعلام يقوم باحتجاز هذه السلبيات والاخطاء حتى يتعرض المنتخب للخسارة بعدها ينفجر هذا الاعلام بما اختزنه من سلبيات,, وكان الأجدر خروج هذه السلبيات في وقتها حتى ونحن نستعد لدخول مسابقة أو حققنا فوزاً,, يجب ان نحتفل بالفوز لكن دون نسيان للسبليات حتى يكون النقد في محله ومرتكزا على اساسيات صلبة تحقق الفائدة للمنتخب قبل ان يقع الفأس بالرأس,, لأن النقد عندها لاينفع!!
ولعل مشاركة منتخبنا في القارات أكبر دليل على هذا التوجه الغريب,, فعندما خسرنا من المكسيك خرجت الانتقادات احجادة وشملت الجميع وتحول كل شيء عندما حققنا الفوز على المنتخب المصري بخمسة اهداف فخرج البعض يمجد ويطبل دون التحدث عن الاخطاء التي يجب الحذر منها,, وعاد الاعلام لمهاجمة المنتخب عقب خسارته من البرازيل بثمانية اهداف وهي نتيجة كبيرة بحق الاخضر تاريخياً,, لكنها في نفس الوقت لايمكن ان تلغي تفوق المنتخب وتقديمه لعروض جيدة وان حصلت اخطاء حساسة عصفت بالتفوق السعودي,, فالمنتخب الآن يزخر بالنجوم التي تتميز بصغر السن وهذا يجعلنا اكثر تفاؤلا في المرحلة المقبلة إذا ادركنا الأخطاء وتم تلافيها بشكل سليم.
ان على هؤلاء مسئولية التعامل مع المنتخب بعيداً عن العاطفة التي تفرض التطبيل في حالة الفوز والتحطيم والهجوم في حالة الخسارة حتى لو كان المنتخب في حالة الخسارة رائعاً ووقع بأخطاء فعلى الإعلام ان يناقش الاخطاء فقط,, ولو اننا قمنا بتوجيه سؤال لاحد الاعلاميين الذين قاموا بمهاجمة المنتخب والنتيجة تعادل بهدفين مع المنتخب البرازيلي وقبيل تسجيل الهدف الثالث لأبدى ذلك الاعلامي اعجابه الكبير ووصف المنتخب بأنه افضل منتخب يمثل الكرة السعودية ولكن آراءه بالتأكيد اختلفت نتيجة للخسارة الثقيلة.
والخسارة الثقيلة من وجهة نظر شخصية لاتمثل ابداً واقع المنتخب الفني بقدر ما هي اخطاء دفاعية مع الحراسة بوجود ظروف مناخية ادت الى هذه الخسارة,.
فالمنتخب كان افراده اكثر حيوية ونشاطاً ولمحات وسرعة في تناقل الكرة ويحتاج فقط الى بعض التعديلات في الدفاع مع قدرة الحارس محمد الدعيع على العودة لمستواه الحقيقي، فانني متأكد ان شاء الله ان المنتخب سيحقق نتائج ومستويات مذهلة في المشاركات القادمة والذين يعارضوني الرأي اعتقد انهم سيقتنعون به بمجرد ان يواجه منتخبنا فريقاً آخر عندها سيدرك هؤلاء ان الأخضر متكامل الصفوف وقوي وقادر على تحقيق الاحلام الوطنية التي لن تتوقف عند حد.
عفواً أيها الأشقاء!!
لا ادري ماهو ذنب المنتخب السعودي حينما يتخم شباك الفريق المصري بالخمسة فيخرج البعض من الإخوة الاشقاء للتقليل من هذا الفوز وهذا في العرف الرياضي تعصب فقط .
فبعض الاخوة من المصريين ومن خلال بعض الآراء التي تم طرحها عبر الاعلام أكد ان الخسارة غير طبيعية وان عوامل كثيرة كانت هي السبب الرئيسي لهذه الخسارة لعل ابرزها حكم المباراة!!
ونحن بدورنا نتساءل إذا كان الاخوة المصريون يدركون تماما ان الخسارة الخماسية من السعودية ليست طبيعية فلماذا الغضب اذاً؟ ولماذا كل ردة الفعل تلك,, فالاتحاد المصري يقال والجهاز الفني والاداري ايضا ومع ذلك يؤكد هؤلاء ان الخسارة لم تكن طبيعية,, إذا لو كانت الخسارة في نظرهم طبيعية ماذا عساهم ان يفعلوا؟
انني لست مسئولاً في الاتحاد حتى اتدخل ولكن كمتابع للموقف فانني ارى ان ردة الفعل للخسارة من السعودية بالخمسة كانت هي غير الطبيعية لان كرة القدم دائماً لاتعترف بأي عوامل ولكل مباراة ظروفها,, فمن غير المنطق ان يتم الحكم على الاتحاد والمدرب والمسئولين المشرفين على المنتخب لمجرد خسارته في لقاء واحد إذا لاحظنا ان مشاركة المنتخب المصري في القارات لم تكن سيئة وجاءت الخسارة كحالة لايمكن الحكم عليها هذا هو الرأي المنطقي والذي يخرج من العقل وليست من العاطفة,, وكان على الاخوة المصريين التعامل مع الخسارة بروح رياضية بعيداً عن الانفعال والتهجم العشوائي على الكل,, حتى المنتخب السعودي الذي فاز بالخمسة لم يسلم من التعرض والتهكم,, ولو كان هؤلاء يتمتعون بالروح الرياضية لاشادوا بالفوز الكبير ولبحثوا اسباب الخسارة دون انفعال,, فالخسارة في كرة القدم وبأي نسبة اهداف واردة جداً ولاتعكس ابداً واقع الفريق والدليل الحي من بطولة القارات فالمنتخب السعودي خسر من المكسيك بالخمسة والمنتخب المصري تعادل معه,, ورغم ذلك كسب المنتخب السعودي شقيقه المصري بالخمسة مما يدل تماما ان لكل مباراة ظروفها فلماذا الانفعال اذاً إنني ادعو الاشقاء في الاعلام المصري لبحث الخسارة بدون تشنج حتى يمكن الوصول الى الحل!!.
نقاط
* كانت ردود الامير سلطان بن فهد رائعة ومميزه خلال الاسئلة التي وجهت له من قناة ابوظبي الفضائية وتحدث بكل عقل ورزانة حول المنتخبين السعودي والمصري وبطولة القارات فجاء الرأي يحمل في طياته عمق النظرة وكمالية الخبرة للمسئول المتابع!!.
* * *
حكمة شاعر:
قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم إن الجواب لباب الشر مفتاحُ فالصمت عن جاهل أو أحمق شرف ايضاً وفيه لصون العرض إصلاحُ |