عزيزتي الجزيرة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
لقد خلق الله عز وجل الكون وبيئاته وأحكم صنعها بدقة بالغة ومتناهية من حيث الكم والكيف وكذلك من حيث الخصائص فكل شيء عنده سبحانه بقدر معلوم وقد اعطى جلت قدرته لكل عنصر ومكون من مكونات الطبيعة حقه ودوره في هذا الوجود, واعطى للبيئة ككل توازنها وقدراتها على استمرارية الحياة.
قال تعالى: وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في اربعة ايام سواء للسائلين (فصلت:10), فنجد ان البيئة تعتبر من الامور الضرورية التي يجب ان يكون الاهتمام بها من كل فرد تجاهها وذلك بالحفاظ على عناصرها ومكوناتها حتىنحافظ على استمرار عطاء موارد البيئة كما خلقها الله تعالى حتى نتفادى المخاطر البيئية اذا ما اساء الإنسان استخدامها بالاسراف والافساد والاستنزاف والتدمير, فالبيئة لم تخلق الا لتكون في خدمة الانسان فهي مسخرة له قال تعالى: (وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) الجاثية 13 , ان بيئتنا التي أنعم الله علينا بها ومنحنا إياها يجب علينا ان نسعى لحمايتها والمحافظة عليها لتؤدي دورها كما أراد الله تعالى وقد حذر جل شأنه كل من يسيء اليها ويفسد فيها او يبدلها بالعقاب الشديد قال تعالى ,,, ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب البقرة 211.
ان كلمة البيئة بمعناها الذي يرتبط ما بين الانسان والوسط الذي يعيش فيه أصبحت تشغل حيزا من برنامج عمل اي لقاء سياسي اقليمياً ودوليا منذ انعقاد مؤتمر استوكهولم 1972م الذي خصص لشؤون البيئة البشرية, ونحن كمسلمين نمثل جزءا مهما من هذا العالم نتحمل المسؤولية نحو الحفاظ على بيئتنا بكل ما فيها من مكونات حية وغير حية تتجسم باليابسة وما على سطحها من جبال وهضاب وغابات وصخور وتربة وثروات ومصادر مياه سطحية وجوفية, ولا ننسى الجهود المبذولة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله وأمد في عمره - فقد أنشأت الدولة ادامها الله (مصلحة الارصاد وحماية البيئة) وكذلك انشأت (الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها)، ووجهت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لإنشاء مشروع الطاقة الشمسية بالعيينة ايمانا منها بأن المحافظة على البيئة واجب ديني ووطني.
سعود بن عبدالله العنقري
محافظة الحوطة