أصيح بالعالم: لا أحد
يستصرخ الدهر على ربابة الجسد
إلا أصابعي التي
اطفأتها،
فصرخت:
ياسيدي بعد
ياسيدي بعد
في ذاكرة الموتى
كرسيُ للرحمة
او كرسيان
في ذاكرة الأحياء
بلادُ من سوط
وشيوخ بلا آذان
أما في ذاكرتي، حين انظفها مني،
يتساوى الاثنان
***
أرسم الآن وجها،
وطاولة،
وأصابع من خرز،
ورموشاً ترفُّ،
وخيطاً من الضحكات
وأنادي إلى قدحي بائع التبغ
والقهوجي
وصاحب كشك الصحف
***
وبين بحرين كنت بحاري،
وبين اللواتي يغنين كنت الموسيقى،
وفي غابة الصمت كنت حواري.
فلماذا تمر السويعات دون هطولك
لؤلؤة
كبهاء الهزائم،
او قدحاً كانتصاري
***
هؤلاء الذين يربون قطعانهم في حشائش ذاكرتي
هؤلاء الذين يقيمون تحت لساني موائدهم،
كالهواء الأخير.
مرة استعير لهم فرح امرأةٍ في الجريدة تبكي علي
مرة أطلق السهم نحوي،
فاخشى عليهم جنون الصبي.
* من ديوان بأجنحتها تدق أجراس النافذة لعلي الدميني.