* كتب المحرر التشكيلي
المتابع لمراحل مسيرة الفن التشكيلي السعودي لا يمكنه التعرف على حدود جيل وآخر نتيجة لتتابع انضمام الفنانين لها في فترات متقاربة ومتلاحقة ويمكن لنا ان نقدم الفنان فهد الربيق كمثال لهذا النمو السريع اذ جاء في فترة لا يمكن فصلها بين جيل الرواد والجيل اللاحق بهم ولهذا فهو واحد من أولئك المتميزين والقادرين على المنافسة والوقوف مع أصحاب التجربة والتأهيل العالمي ويمكن لنا أيضا ان نقدم هذا الفنان ووصفه بالنحلة التي تنتقل من زهرة الى أخرى مستفيدا من كل التجارب ومحاولا بكل السبل للكشف ومعرفة مختلف التقنيات اذ عرف عن الفنان الربيق مفاجآته الدائمة في كل مرحلة من مراحل عطائه بدءا بالواقعية التسجيلية لواقع الحياة الاجتماعية والواقع البيئي وخصوصا واقع بيئة منطقة نجد وانتقل بعدها في وقت قصير الى أسلوب التجريب عبر استخدام أكثر من تقنية في تنفيذ اللوحة والاعتماد على احياء العمل بعد ان يؤسس اللوحة بإيقاع لوني تلقائي يستخرج منه ما يمكن تصوره من عناصر والتأكيد عليها، استمر الربيق في معالجة التكنيك والاستفادة منه فترة ليست قصيرة أضفى عليها شيئاً من احساسه اللوني المعروف عنه وتحليله للألوان الساخنة من بنفسجي الى البرتقالي الاصفر مرورا بالأحمر والأحمر الوردي نحو لمسات أقل من الألوان الباردة خصوصا الأزرق وامتزاجه بأطراف اللون الأصفر محدثا سمة لونية أقرب الى الأصفر المخضر.
استفاد الفنان الربيق من هذه المرحلة بأن سخرها لتنفيذ اغلفة القصصص والدواوين الشعرية وانتاج مجموعة من الأعمال ذات النزعة الأدبية عبر عناصر خيالية استخدم فيها وجه المرأة وخصوصا العينان بأسلوب أقرب الى السريالية امتدت هذه المرحلة حتى توقع الكثير ان الربيق لن يخرج من هذه التجربة إلا انه قدم في أعماله الأخيرة مزيجا من الأرضية التلقائية الأداء واستخراج ايقاع لوني عبر تجربة ادائية استخدم فيها أدوات مساندة للفرشاة اضاف اليها بعد ذلك عنصرا حروفيا راقصا.
مر الفنان الربيق بالكثير من التشابه في أعماله مع بعض الفنانين خصوصا رفاق دربه ومسيرته وهذه حالة طبيعية نتيجة لتواجدهم في الصفوف الدراسية بالمعهد او من خلال مرسم الجمعية, اما ما يمكن الوقوف أمامه فهو أسلوب استلهامه للحرف او كيفية تطويعه كعنصر أساسي في اللوحة وهنا يبرز دور التأثر المباشر بالفنان التونسي نجا المهداوي إلا ان هناك ما يحسب للفنان الربيق هو تجريده لكثير من عناصر الكتلة التي يشكلها الحرف, ساهم الفنان الربيق في الحركة التشكيلية المحلية بأعماله منذ بداية اقامة المعارض وحتى الآن منها معارض الرئاسة العامة لرعاية الشباب وجمعية الثقافة والفنون, كما ساهم بعد انضمامه لجماعة أصدقاء الفن التشكيلي بدول مجلس التعاون بالكثير من الأعمال.
|