قبل ثلاثين سنة مضت كان الفن التشكيلي صعباً وحملاً ثقيلاً على من عني به من مسئولين في أقسام الفنون التشكيلية في الجهات المعنية كالرئاسة العامة لرعاية الشباب او جمعية الثقافة والفنون الرئيسية منها والفرعية وكان حجم ذلك الهم كبيراً اذا قورن بالواقع الجماهيري الذي لم يكن يعطي لهذا الفن اي اهتمام فكانت المسئولية منقسمة بين التعريف به وبين طرح الجديد فيه, ومرت التجربة واصبح هذا الفن نجماً يتلألأ مع بقية نجوم العطاءات الثقافية كالقصة والمسرح والاغنية وتكثفت اقامة المعارض واصبح له جمهوره ومتابعيه الى هنا وكل شي جيد ورائع ايضاً ولكن ماذا عن هذا الفن في مرحلته الحالية التي اعادت ذلك الاحساس من جديد ولكن بشكل اكثر صعوبة فالجمهور السعودي تلقى الرسالة نتيجة لما حققه ذلك الجهد التعريفي ولكن الامر يتعلق بالجمهور العربي والعالمي الذي اصبح يرى ويتابع هذا الفن وانتاج فنانيه مما يعني الحاجة الى التركيز وحسن الاختيار مقابل ما يمكن ان يواجهه من نقد او مقارنة بما يسمع عنه,
هذا هو مربط الفرس وهذه هي العقده التي لم تحل حتى الآن واصبحت كرة يتقاذفها الجانبان الفنانون والمسئولون عن المعارض الطرف الاول يتهم الطرف الثاني بعدم الاهتمام باللوحة وادخالها في مجموعة اقل عند المشاركة مما يعني اضعاف مستوى الجناح والطرف الثاني يتهم الفنانين بعدم التجاوب ولهذا يلجؤون الى المستودعات او الى اقرب الاعمال المتواجدة لمجرد المشاركة رغم تدني مستواها دون النظر لعواقب الامور وهذا لا يحتاج الى استشهاد فالاعمال تكشف نفسها وكثيراً ما سمعنا وقرأنا العديد من وجهات النظر لا تجامل في نقدها آلمنا ما يطرح بها لمعرفتنا بملامستها للحقيقة لهذا فالمعارض الخارجية واجهة هامة لتقديم واقع الفن السعودي بعيداً عن المجاملات او مبدأ تحصيل حاصل وقد يكون هناك حلول لدى الزملاء المسئولين اختيار الاعمال ولنا ايضا اقتراح يتمثل في ان يعاد اسلوب اقتناء الاعمال الفنية والتمييز بين الاقتناء للمشاركة الخارجية او الاقتناء للتشجيع فلا يمكن مقارنة جائزة اقتناء لفنان ناشىء بعمل لفنان متمرس وهكذا اضافة الى الكثير من اساليب اعداد المعارض فنحن بالفعل في حاجة للتجديد والتطوير لمسايرة هذا الركض السريع من الآخرين بينما نقف في حدود الهواة وكيفية استقطابهم.
وهو دور يمكن ان يقوم به الاندية عبر مراسمها.