هاتفني أكثر من شاعر ومهتم بالشعر الشعبي بعد ما كتبته عن الشعر الشعبي والتفعيلة وكلهم يجمعون على ان الشعر الشعبي يخضع في كل بحوره للتقطيع العروضي وانني قد جانبت الصواب فيما كتبته فحاولت اقناعهم لكنني لم افلح وعدت الى نفسي بمناقشة آرائهم لكنني لم اقتنع,!
اما لماذا لم اقتنع؟! فللأسباب الآتية:
أولا: الشعر الشعبي قال عنه شيخنا واكثر ادباء الجزيرة العربية بحثا في مجال الموروث الشعبي وفهما له : لا يجب ان يخضع الشعر الشعبي الى ما يخضع له الشعر الفصيح .
وهذا يعني ان لا يخضع الى أدوات نقد الشعر الفصيح اللغوية وكذلك التفعيلة او علم العروض,, مع ان الشيخ ابوعبدالرحمن ابن عقيل الظاهري قد رد بعض بحور الشعر الشعبي إلى مثيلاتها من بحور الشعر الفصيح التي ابتكرها الخليل بن احمد الفراهيدي.
الخلاصة ان كل شعراء العامية لا يعرفون شيئا عن بحور الخليل ولم يفسد الشعر الشعبي الا بعد ما جاء من يحاول عبثا اخضاعه الى ما لا يجب اخضاعه له ومن جراء ذلك جاءنا ما يسمى بالشعر الحر الذي يسمونه شعر التفعيلة والذي لم يلق قبولا لدى شعراء الفصحى رغم وجود التفعيلة فيه.
ومن اجتهد فوجد ان في بحور الشعر ما يماثل بحور الفصيح من بعد الشيخ ابن عقيل فهو لم يأت بجديد,,!!
وليعلم ذلك المجتهد المتأخر أن في شعرنا الشعبي طروقاً,, وألحاناً تزيد على الاربعين طرقا ولحنا وبحور الشعر الفصيح ستة عشر فقط,,!!
فكيف يخضع كل شعرنا الشعبي لمعايير الخليل بن احمد؟!
** فاصلة:
هل يستطيع اصحاب تلك الآراء ان يحددوا من بحور الشعر الفصيح ما يماثل الطرق او اللحن الشعبي الذي قال فيه الشاعر احمد الناصر الشايع قصيدته التي منها هذا البيت.
كذوب اللي يقول اقوى فراق الصاحب الغالي متى ما غاب عنك اللي توده بانت الخلة |
** آخر الكلام:
لو عذّب الغالي لذيذٍ عذابه السيل يجرح بالوطا قبل يحييه |
وعلى المحبة نلتقي.
الحميدي الحربي