Sunday 8th August, 1999 G No. 9810جريدة الجزيرة الأحد 26 ,ربيع الثاني 1420 العدد 9810


باتجاه المرمى
إبراهيم الدهيش
لا بلح النتائج ولاعنب المستوى !

خسرنا اللقاء الأول وتعادلنا في الثاني وكسبنا الثالث!
تدرج منطقي كروي كنا نحسبه -وبتحفظ- دلالة على ارتفاع المستوى مع توالي المباريات وداعبتنا أحلام التدرج فصحونا على بداية انفراط حبات السبحة وبدأت التناقضات وأخذ المؤشر التفاؤلي في النزول!!
فاستقبلت شباكنا ثمانية ومن ثم اثنين!
- صحيح ان أجندة مشاركتنا لا تحوي الفوز على البرازيل وإن كان ليش لا فمن حقنا ان نطمح لذلك خاصة أمام رديف البرازيل!! ولكننا كنا نطمع بتقديم نتيجة مشرفة على أقل تقدير وجاءت الأخيرة فخسرناها أمام امريكا صاحبة السجل الأبيض- على مستوى كرة القدم- إلا من كرة السلة!!
- كنا نتمنى ان يقدم منتخبنا ما يعيننا على الصبر وليس السكوت! وقد قدمناه بالأمس عربوناً له لقاء تقديمه المستويات المشرفة, وكنا على استعداد بل و برمجنا انفسنا على تقبل النتائج المعقولة والمنطقية على اعتبار ان مرحلة اعادة البناء تحتاج لهذا الصبر .
كما أنها لا تحتمل التسرع والافراط في التفاؤل النتائجي وضاع العربون ! وأمسينا كمن لا طال بلح النتائج ولا عنب المستوى فلا النتائج بمعقوليتها تحققت وتبخرت أحلام المستويات المأمولة وهذه هي القشة التي قصمت ظهر الصبر وينتشي السؤال, أين الخطأ؟!
ولن تصيبني حساسية اختلاف الآراء فيما لو اختلفت مع من اجتهد من الزملاء في البحث والتنقيب عن مكامن الخلل فليس من المعقول مصادرة آراء الآخرين أو اخراس الاقلام أو حتى الأفواه !!
- اختلف مع من رمى باللائمة على خط الدفاع فهي عناصر تمتلك الخبرة الدولية ولم يطالها التجديد فيما عدا الحارثي وهذا ما يؤكد اهليتها, من هنا فالعيب ليس عناصرياً بقدر ما يكون في أخطاء التوظيف والتمركز ولذا فهي تؤدي ادوارها المقترحة وفق التوجيهات الاختراعية !!
- أما خط الوسط فبالإضافة لافتقاده عنصر الخبرة في مثل هذه المباريات إلا أنه بحاحة لإعادة حساباته العناصرية ومراجعة صحة بعض القناعات الفنية!!
- وتبقى الظروف هي الفيصل في بزوغ نجم الهجوم مرزوق على غفلة حتى من الجهاز الفني والذي حل بديلاً لحمزة الأساسي صاحب الرتم البطيء والذي لا يتوافق وكرة السرعة الحديثة!!
وثالثهم السويد والذي ارهق بتعدد الأدوار!
- بهذه التركيبة الدفاعية وعلى طريقة التجميع !! ماذا بمقدور الدعيع أن يفعل؟! وسط هذه الحشود والارتال الدفاعية وإن كان هذا لايعفيه من حقيقة هبوط مستواه!! وإذا كان ذلك كذلك فلماذا لم تعط الفرصة لغيره ألسنا في مرحلة تجديد؟!
- وتبقى استفادة المدرب من هذه التجربة في تفعيل مستقبلي يضمن لنا تطور تقنيتنا الادائية بعيداً عن حصر ذلك في عوامل اللياقة والسرعة فقط!! فالتجربة قاسية وإن كنا خسرنا فيها النتائج والمستوى - ولم يكن بودنا - إلا اننا كسبنا وجوهاً واعدة تتطلب المحافظة عليها وابعادها عن استبانات المقارنة و حراج العروض!! فمعالجة الاخطاء وتداركها برأيي اسهل من خسارة نجم قادم.
- هذا التعثر في تصوري لا يمنع من اعادة برمجة التجديد العناصرية بل واتفق مع من دعا لذلك وابصم بالعشرة بما لا يؤثر على عملية البناء واعادة النظر في استدعاء بعض الأسماء المؤهلة بما يضمن تناغماً فنياً وخبراتياً خاصة وان لدينا نجوماً يتمناهم الآخرون!! فأمامنا من الوقت ما يكفي لنسيان آلام الثمانية والخمسة وسنصبر من اجل الوطن مادام انه سيوصلنا إلى ساحل البطولات.
كوم الصحافة وكوم الجوهري !!
للكرة المصرية مكانتها وتاريخها وانجازاتها العربية والافريقية والدولية وكنا حقيقة نؤمل ان يقدم المنتخب المصري ما يعكس هذه المكانة وهذا التاريخ ولكن الأماني شيء والواقع شيء آخر, وخرج المنتخب المصري وتباينت ردود أفعال الصحافة المصرية وقرأنا النقيضين فمنها من تعامل مع تلك الخسارة بواقعية وعقلانية ومنها من سخر قلمه في كتابات الاستخفاف والتشكيك والاتهام!!
ولم نستغرب هذا التناقض فمن حق الجمهور المصري أن يزعل ويتعكنن مزاجه ومن حق صحافته ان تطالب بخطوات تصحيحية لمسار كرتهم, وما قالته الصحافة كوم وما تفوه به الجوهري كوم واظنه كان يعتقد انه سيلعب مع بنين أو تشاد!! ما علينا, الأهم لدينا أنه ليس من حق أحد مصادرة طموحات ولا انجازات وتاريخ الآخرين بجرة قلم منفعل غلبته العاطفة وبأساليب انفعالية ممجوجة في محاولات لتبرير الاخفاق ولن أزيد على ماقاله الكاتب المصري ابراهيم نافع من ان الفريق المصري مازال ينظر الى الفرق العربية كما لو كانت من الدرجة الثانية وننكر التطورات الهائلة التي حققتها هذه الفرق انتهى كلامه,, وسنفرح لانتصار أي فريق عربي كما فرحنا بتألق المنتخب المصري في ايطاليا 90 وكنا الاوائل في مباركتهم عند تحقيق كأس الأمم الأفريقية ولن تضرنا خربشة منفعلة,, هكذا كنا وسنظل كما عودتنا قيادتنا وأخلاقياتنا.
وسلامتكم.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved