Sunday 8th August, 1999 G No. 9810جريدة الجزيرة الأحد 26 ,ربيع الثاني 1420 العدد 9810


ليتنا نتنبه
هذا ما نسيناه من أمر الكسوف

عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كُتب كثيرا في صحفنا المحلية عن الكسوف الذي سيحدث يوم الاربعاء 29/4/1420ه بمشيئة الله تعالى، ولعل آخر ما قرأته عن هذا الموضوع ما كتبه الكاتب علي الشرقاوي على الصفحة الاخيرة من عدد يوم الجمعة (9808) والذي كان بعنوان (11 اغسطس) وتحدث فيه عن الكسوف ومضاره على العيون وتحذيرات العلماء في العالم من ضرره على العيون في الاذاعة والتلفاز وذكر ان بعض الدول لم تكتف بالتحذيرات لمنع حدوث اضرار بشرية بل استعدت لاعطاء اجازة عامة هي اجازة يوم الكسوف الكلي، وانه ليسعدني ومن خلال صفحة الجميع (عزيزتي الجزيرة) القاء اطلالة عاجلة حول هذا الموضوع والتعليق عليه بما أراه مناسبا وذلك من خلال النقاط التالية:
1- لكسوف الشمس سبب حسي وآخر شرعي اما السبب الحسي فهو ان القمر يحول بينها وبين الارض، فيحجبها عن الارض اما كلها او بعضها، وبهذا يتبين انه لا يمكن الكسوف في اليوم السابع او الثامن او التاسع او العاشر لبعد القمر عن الشمس في هذه الايام، انما يقرب منها في آخر الشهر، ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله - لا يمكن ان تكسف الشمس الا في التاسع والعشرين او الثلاثين او آخر الثامن والعشرين لأنه هو الذي يمكن ان يكون القمر قريبا من الشمس فيحول بينها وبين الارض، هذا بالنسبة للسبب الحسي اما ما يتعلق بالسبب الشرعي - وهو الاهم - فهو تخويف الله تعالى لعباده، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: ان الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت احد ولا لحياته، وانما يخوف الله بهما عباده رواه البخاري (1048) ومسلم (911) ولهذا امرنا بالصلاة والدعاء والذكر وغير ذلك والسبب الشرعي هو الذي يفيد العباد، ليرجعوا الى الله، اما السبب الحسي فليس ذا فائدة كبيرة، ولهذا لم يبينه النبي صلى الله عليه وسلم، وينبغي ان تعلم انه لا تنافي اطلاقا بين السبب الحسي والشرعي لأنه حتى الامور العظيمة كالخسف بالارض والزلازل والصواعق، وشبهها التي يحس الناس بضررها وانها عقوبة لها اسباب طبيعية يقدر الله هذه الاسباب الطبيعية حتى تكون المسببات، وتكون الحكمة من ذلك هو تخويف العباد، فالزلازل لها اسباب والصواعق لها اسباب، والبراكين لها أسباب، والعواصف لها اسباب، لكن يقدر الله هذه الأسباب من أجل استقامة الناس على دين الله تعالى قال تعالى: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا الروم (41) ولكن تضيق قلوب كثير من الناس عن الجمع بين السبب الحسي والسبب الشرعي، وأكثر الناس أصحاب ظواهر لا يعتبرون الا بالشيء الظاهر، ولهذا تجد الكسوف والخسوف - لما علم الناس اسبابهما الحسية - ضعف امرهما في قلوب الناس حتى كأنه صار امراً عادياً, (هذا الكلام النفيس مقتطع من كتاب الشرح الممتع على زاد المستقنع لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين حفظه الله 5/230 وما بعدها بتصرف).
2- يشرع عند حدوث الكسوف الفزع الى الصلاة جماعة وفرادى فالجماعة ليست شرطاً لها بل يسن للناس في البيوت أن يصلوها ولكن الافضل صلاتها في المساجد وفي الجوامع أفضل وصفة صلاتها أن يكبر ويقرأ في الركعة الاولى بعد الفاتحة سورة طويلة ثم يركع طويلا، ثم يرفع ويقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم يقرأ الفاتحة وسورة طويلة بعدها دون الاولى، ثم يركع فيطيل وهو دون الاول، ثم يرفع ويقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ويطيل فيه بحيث يكون قريبا من الركوع، ثم يسجد سجدتين طويلتين بقدر الركوع ويطيل الجلوس بينهما ثم يصلي الركعة الثانية كالاولى لكن دونها في كل ما يفعل ثم يتشهد ويُسلّم وان تجلى الكسوف فيها اتمها خفيفة، وقال بعض العلماء ليس لصلاة الكسوف خطبة وقال بعضهم: بل يشرع لها خطبتان وقال بعض العلماء: يسن لها خطبة واحدة فقط، وهذا مذهب الشافعي وهو الصحيح وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما انتهى من صلاة الكسوف قام فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، ثم وعظ الناس,, أخرجه البخاري (1053) ومسلم (904) وهذه الصفات صفات الخطبة, (انظر الشرح الممتع على زاد المستقنع 5/237 وما بعدها).
3- يتركز الكلام الاكثر على اسباب الكسوف وكيف يحدث وكم مدته والاضرار الصحية المترتبة على النظر الى الشمس عند كسوفها ويغفل هؤلاء عن السبب الشرعي لكسوفها وهو تخويف العباد والمبادرة للتوبة والذكر والصلاة، فحبذا ان ينتبه الجميع إلى ذلك في المستقبل القريب ان شاء الله تعالى.
4- يشرع للشخص متحدثا أو كاتبا أو مناقشا إذا أراد أن يتحدث عن شيء سيقع في المستقبل ان يعلّقه على المشيئة فيقول مثلا: سيحصل كذا وكذا ان شاء الله تعالى أو بإذن الله قال الحق سبحانه: (ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله (الكهف) (23-24), ونحن نعرف ان الكسوف لا يمكن ان يحدث الا بإذن الله تعالى.
هذا والله اسأل ان يبعدنا جميعا عن اسباب سخطه وعقابه إنه سميع مجيب.
أحمد بن محمد البدر - الزلفي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved