أمان الخائفين د, هناء المطلق |
ماذا نفعل لخوف الأطفال؟ (تكملة 3)
ماذا نفعل في مواجهة خوف اطفالنا؟
ماذا فعلت ام ديما التي كتبت عنها مرة حين جاءت مرعوبة من ابلة نورة الشريرة؟
حاولت ان تشغلها عن التفكير بالموضوع وتبعدها عن التفكير في مشكلة المدرسة, صارت تلهيها وتكثر لها انفعاليات حتى لاتفكر بما حدث لها من ابلة نورة.
فهل سلوك ام ديما صحيح علميا؟
وهل يؤدي الى حل المشكلة؟
ماتفعله ام ديما هو عين الخطأ, ومع ذلك فهو سلوك منتشر للأسف, والصحيح اننا لايجب ان نهرب بالطفل عن مواجهة المشكلة بل العكس.
والفكرة التي سأطرحها تقوم على التعامل مع الخوف مثل التعامل مع طعام فاسد دخل المعدة خطأ يجب التخلص منه باعادة الاستفراغ مرة بعد اخرى حتى تنظف المعدة رغم الالم
فكيف يكون الاستفراغ؟
اولا - نسأل ديما كثيرا حول موقف ذلك الصباح ونطلب اليها وصفة باسهاب, ثم نطلب اليها ان تعيد وصفه مرة اخرى بهدف تفريغه,.
وقد تقاوم ديمة الحديث عن مشكلة الطابور, ولكننا لايجب ان نستجيب الى رفضها بل نغريها بان تصف الحدث لاشخاص مختلفين امها واخيها، عمتها الخ تنفيذا لخطة التنظيف الاستفراغي.
ثانيا - نطلب اليها ان ترسم ماحدث في الطابور, والاطفال مولوعون بالرسم, فترسم الطابور والطالبات والمراقبات وترسم نفسها وابلة نورة.
وللرسم تأثير فعال في افراغ الموضوع المخيف من السم الذي يحويه، وذلك بحصر الخوف وحبسه على الورقة بدلا من تركه محبوسا داخل النفس, والتأثير العلاجي للرسم متفق عليه بين المعالجين النفسيين.
والتأثير السحري للرسم ليس جديدا على الانسان فقد وعاه منذ الازل حين كان انسان الكهوف يرسم على جدران كهوفه صورة الحيوان الذي يخافه او الذي يتمنى ان يصيده في الغد اعتقادا منه بانه يؤثر في الحيوانات فيأسرها ملصوقة على الجدار المرسومة عليه.
وفي تصوري انه في رسمه للحيوان لايؤثر على الحيوان بل على خوفه منه.
فهو يصيد خوفه من الحيوان ويجمده بايداعه الجدار، اي انه الواقع يؤثر علىنفسه ويجعلها شجاعة حين يأسر خوفه من الحيوان مشنوقا على الجدار.
وهذا بالضبط ماسيحدث لديما حين تأسر خوفها من الابلة وتلقيه على ورقة الرسم.
ثالثا: نلاحظ حجوم ابطال الرسمة وحركاتهم وابعادهم.
ورغم انني لا احبذ الكلام عن تفسير هذه المعاني هنا نظراً لدقته العلمية واختلاف وجهات النظر حوله وحاجته الى تخصص، الا ان من السهل ان نفهم ان حجم ابلة نورة - ان كان مبالغا به - يرمز الى حجم الخوف منها.
وهذا ماسنعيد بناءه في الخطوات التالية:
رابعا: بعد الرسم ندخل الى استكشاف العواطف، فنسأل ديمة الحميمة:
ماهو شعور هذه الطفلة؟ (ونشير الى ديمة الحميمة في الرسمة).
وماهو شعور ابلة نورة؟
نتركها تتكلم وتسهب، ومن المتوقع طبعا ان تصف الطفلة نفسها بانها مرعوبة, وهذا مانريد ان ندخل اليه في الخطوة الخامسة.
خامسا - نجعلها تعيد الرسم, وهي قطعا لن تعيد الرسمة بنفس الطريقة,,لاننا سنستخدم طريقة الايحاء للتأثير على مشاعرها، فنطلب اليها مثلا ان تعيد الرسمة فترسم لنا الطفلة وهي تتكلم بصوت عال للتغلب على مشكلة الصمت لديها وحين تنتهي تعيد الرسم فترسم ابلة نورة صغيرة الحجم مثلا الامر الذي يصغر من حجم الخوف لان ابلة نورة صارت ترمز للخوف للأسف.
|
|
|