* نيروبي - ماثيوبيج - رويترز
قال محللون ان الحكومة السودانية حققت مكسبا دبلوماسيا باعلانها وقفا لاطلاق النار من جانب واحد في حربها ضد متمردي الجنوب.
وقوبل اعلان وقف اطلاق النار لمدة شهرين في انحاء السودان بالرفض على الفور من الجناح السياسي للجيش الشعبي لتحرير السودان الذي وصف القرار بانه خدعة وقال انه ملتزم بوقف محدود لاطلاق النار يتعلق بالامدادات الانسانية.
وجاء اعلان الخرطوم في وقت تجري فيه الامم المتحدة تحقيقا في مزاعم باستخدام اسلحة كيماوية في غارات جوية على بلدتي لينيا وكايا في اراض تخضع لسيطرة المتمردين في يوليو/تموز الماضي.
كما جاء عقب اتهام حركة التحرير الكونغولية بان طائرات سودانية قتلت 528 شخصا على الاقل عندما قصفت بلدتين على نهر الكونغو وهو زعم يمكن ان يعرض للخطر اتفاق سلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقال محللون ان الاشارات المتباينة التي ترسلها الحكومة وضعت المتمردين الذين يقاتلونها منذ عام 1983 في موقف الدفاع.
وقال مصطفى حسونة المحلل المتخصص في شؤون القرن الافريقي ومقره نيروبي (هذه سياسات ترغيب وترهيب محضة).
وقال لرويترز ان الخرطوم تقدم تنازلات من ناحية وتقوم بنشاط عسكري مكثف من ناحية اخرى وتحتفظ بزمام المبادرة.
وبدون موافقة الجيش الشعبي لتحرير السودان ما زال تحقيق وقف شامل لاطلاق النار هدفا بعيد المنال لكن اعلان الحكومة في حكم المؤكد ان يساعد شحنات المساعدات الى جنوب البلاد.
وذكر قائمون على عملية (خط الحياة) للسودان التابعة للامم المتحدة ان توقيت وقف اطلاق النار يرجع لمكالمة هاتفية بين مصطفى عثمان اسماعيل وزير الخارجية والمبعوث الخاص للامم المتحدة لدى السودان توم فرالسين النرويجي.
وحث فرالسين اسماعيل يوم الاثنين الماضي على تمديد وقف اطلاق النار حتى موسم الحصاد في اكتوبر/تشرين الاول ووعد اسماعيل بالرد عليه بحلول الخامس من اغسطس وهو موعد الاعلان.
وقال شيريد سابرا منسق القطاع الجنوبي لعملية خط الحياة للسودان لرويترز: اننا نرحب بالتأكيد بالاعلان من جانب الحكومة ونأمل في ان يحذو الجيش الشعبي لتحرير السودان حذوها.
وقامت وزارة الخارجية يوم الجمعة بتعديل مواعيد وقف اطلاق النار وتمديده الى 15 اكتوبر تشرين الاول من الخامس من نفس الشهر.
ولقي اكثر من 1,5 مليون شخص حتفهم في الحرب والمجاعة منذ ان حمل جون قرنق قائد الجيش الشعبي لتحرير السودان السلاح ضد الحكومة في عام 1983م.
وتوفي الوف الاشخاص غيرهم في المجاعة التي تركزت في اقليم بحر الغزال الجنوبي الغربي في العام الماضي وقال سابرا ان وقف اطلاق النار سيساعد في تجنب تكرار تلك الازمة.
وقال سابرا :تقييمنا هو ان الموقف الغذائي افضل بكثير من العام الماضي واذا لم يقع عمل عدواني كبير من اي من الجانبين فإن الاحتياجات لن تكون بأي حال مثل العام الماضي, لكن اذا حدث نزوح وقتال فإن الموقف يمكن ان يتغير بسرعة.
وحث الخرطوم على انهاء حظر على الطيران في اقليم اعالي النيل حيث يوجد نحو سبعة الاف نازح بسبب القتال بين قوات موالية للحكومة.
ويقول المتمردون منذ عام 1989 انهم سيراعون وقفا لاطلاق النار في اجزاء من الجنوب من بينها بحر الغزال.
لكن متحدثا باسم حركة تحرير الشعب السوداني قال ان المتمردين يعارضون وقف اطلاق نار شامل في الجنوب لانه سيمكن الحكومة من تركيز قواتها ضد المتمردين ومقاتلي المعارضة في الشرق.
وقد اعرب الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان عن ترحيبه باعلان الحكومة السودانية وقف اطلاق النار لمدة 70 يوما في قتالها مع المتمردين في جنوب السودان لتسهيل وصول المساعدات الانسانية الى جميع المناطق المحتاجة اليها.
وقال عنان في بيان صدر امس الاول ان وقف اطلاق النار ضروري لتقديم المساعدات الانسانية التي يحتاجها الالوف من المدنيين ممن تأثروا بالصراع الدائر ومعظمهم من النساء والاطفال.
واشار البيان الى ان الجيش الشعبي لتحرير السودان سبق ان وافق في يوليو الماضي على مد العمل بوقف اطلاق النار في بحر الغزال وفي غرب وشمال اعالي النيل لتسهيل وصول المساعدات.
واضاف عنان ان تقديم مواد الاغاثة الى جميع من يحتاجون اليها في مختلف انحاء البلاد يعتمد على استمرار دعم الجانبين المتنازعين لضمان تمكن الوكالات الانسانية التابعة للامم المتحدة وهيئات الاغاثة غير الحكومية من ايصالها.