* انقرة جون هيمنج رويترز:
تعهد الجناح المسلح بحزب العمال الكردستاني بوقف القتال والانسحاب من تركيا تلبية لدعوة زعيمه عبدالله أوجلان ولكنه قال انه سيتصدى لأي هجمات تشنها القوات التركية.
وشدد أوجلان في بيان - وزع في انقرة - على أنه من غير المنطقي توقع ان يستسلم ثوار حزب العمال وان مثل هذا الطلب لن يتيح انهاء الازمة الكردية في تركيا.
واضاف في البيان الذي وزعه محامو اوجلان اثارة تساؤلات عن سبب عدم مطالبتي بالاستسلام هو اتجاه يستهدف جعل المهمة اكثر صعوبة , هذا طلب غير واقعي ولا يمكن تنفيذه وسيزيد من عمق الازمة .
واصدر اوجلان بيانا من السجن يوم الثلاثاء طلب فيه من حزب العمال الكردستاني وقف الكفاح المسلح وسحب قواته الى خارج الحدود التركية من اجل السلام بداية من الاول من سبتمبر عام 1999م.
وقال ان الموعد تحدد بما يسمح لقوات حزب العمال الكردستاني في المناطق الجبلية في جنوب شرق تركيا بالتجمع والقيام بالترتيبات الضرورية للخروج من تركيا.
وقضت محكمة تركيا باعدام اوجلان في يونيو - حزيران الماضي بتهمة الخيانة والمسؤولية عن قتل اكثر من 30 ألف شخص خلال حملة مسلحة بدأت قبل 14 عاما بهدف حصول الاكراد على الحكم الذاتي في مناطق جنوب شرق تركيا.
وتذهب دعوة اوجلان لوقف القتال الى ما هو اكثر من مجرد بيانات وقف اطلاق النار السابقة ولكنها لا ترقى الى حد مطالبة ثوار حزب العمال الكردستاني بالقاء السلاح, ولم يحدد أوجلان المكان الذي يلوذ به الثوار بعد خروجهم من تركيا.
ونقلت وكالة (دي, اي,ام) للأنباء ومقرها ألمانيا عن بيان للجناح المسلح للحزب وهو جبهة تحرير شعب كردستان القول: سنبدأ اعتبارا من الاول من سبتمبر تنفيذ الخطة التي اقترحها زعيمنا (الرفيق) عبدالله أوجلان، لن نشن أي عمليات عسكرية باستثناء اللجوء الى الدفاع عن النفس.
وقال محللون ان من المرجح الى حد كبير ان يحاول الثوار اختراق طوق للقوات التركية على طول الحدود مع العراق ودخول الجيب الذي يسيطر عليه الاكراد العراقيون بشمال العراق والذي لا تسيطر عليه بغداد منذ حرب الخليج عام 1991م.
وقال المعلق انيس بربر اوجلو لرويترز: انه واضح بالفعل المكان الذي سيتحصن فيه حزب العمال الكردستاني سيكون شمال العراق لأن هذا هو المكان الوحيد الذي يوجد به فراغ في السلطة.
ويشارك آلاف من القوات التركية المدعومين بدبابات وقوات جوية في عمليات عسكرية متكررة داخل شمال العراق لتعقب ثوار حزب العمال الكردستاني الذي يتخذ من شمال العراق قواعد لشن هجمات داخل جنوب شرق تركيا.
وقال بربر اوجلو: اذا غادروا تركيا الى شمال العراق فستكون هذه المنطقة المسرح الجديد للصراع.
وقال صفين ديزاي من الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي المتحالف مع تركيا ضد حزب العمال الكردستاني لا ينتمون الى الحياة السياسية لمنطقة كردستان العراقية ولن نرحب بهم هنا, سيثير مثل هذا الامر قلقنا ومن واجبنا منع هذا .
وقد يؤدي تواجد مزيد من قوات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق الى زعزعة استقرار اتفاق هش للسلام توسطت فيه واشنطن بين الفصيلين الكرديين العراقيين في شمال العراق وهما الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البرزاني.
وانهارت اتفاقات سابقة اعلنها حزب العمال الكردستاني لوقف اطلاق النار العام الماضي وفي عام 1993م بسبب اندلاع اشتباكات بين القوات التركية والثوار كانت سريعا ما تعود بالجانبين الى دوامة الصراع.
وتفيد المؤشرات الاولية الى انه لم يتغير شيء يذكر في مناطق جنوب شرق تركيا الوعرة التي تقطنها أغلبية من الاكراد والتي كانت مسرح اغلب المواجهات منذ حمل ثوار حزب العمال الكردستاني السلاح عام 1984م.
وقال مسؤول امني ان القوات التي تقوم بدوريات في منطقتي وان وارجيس رصدت مجموعة من ثوار حزب العمال ليدور قتال تسبب في مقتل اثنين من الثوار, واضاف ان القوات التركية لم تتكبد أي خسائر.
وجاء تأييد الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني لدعوة اوجلان بوقف القتال بعدما حصلت تلك الدعوة على موافقة المجلس الرئاسي الذي يباشر شؤون الحزب منذ ان اعتقلت قوات الامن التركية الخاصة اوجلان في كينيا في فبراير - شباط.
ولكنّ مسؤولي تركيا قالوا انه لا يوجد تغيير في موقف الدولة من حزب العمال الكردستاني الذي تصفه بأنه (منظمة ارهابية دموية) ومن رفض التفاوض مع أوجلان.
وتقول تركيا انها قضت تقريبا على حزب العمال الكردستاني في المناطق الجبلية وانها وجهت ضربة قاصمة للحزب باعتقالها اوجلان والحكم بإعدامه.
ولكن الاشتباكات بين قوات الامن والثوار لم تتراجع.
ورفض زعماء اتراك عروض اوجلان المتكررة خلال محاكمته بالتوسط بين ثوار حزبه والحكومة التركية والتفاوض على حل, وتنظر الآن محكمة الاستئناف في قرار الاعدام.
ألمانيا لا تعتزم تخفيف مراقبة حزب العمال الكردستاني
وفي برلين ذكرت صحيفة (برلينر مورغنبوست) في عددها الصادر أمس السبت ان الاستخبارات الداخلية الألمانية لا تعتزم تخفيف مراقبتها لنشاط حزب العمال الكردستاني على رغم نداء الزعيم الكردي المتمرد عبدالله أوجلان الى انسحاب مقاتليه من تركيا.
وأكدت متحدثة باسم مكتب حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية ومكافحة التجسس) يجب النظر من منطلق عام: حزب العمال الكردستاني لا يزال منظمة متطرفة.
واضافت ان تغيير الموقف من الحركة الانفصالية الكردية لا يمكن النظر فيه الا متى لوحظ تعديل حقيقي في الموقف الأمني ولا شيء يدعو الى الاعتقاد بذلك في الوقت الراهن.
وقالت المتحدثة الواقع ان حزب العمال الكردستاني هو أكبر منظمة اجنبية متطرفة في المانيا, وهي قادرة على الضرب ومنظمة بطريقة متينة .
وقد احصت الاستخبارات الداخلية 22 مجموعة من اعضاء حزب العمال الكردستاني في المانيا، المحظور فيها، تضم 11 الف شخص تقريبا كما افادت الصحيفة.
حزب العمال الكردستاني حركة تمرد تحلم بدولة كردية
يخوض حزب العمال الكردستاني الذي اعلن جناحه العسكري اول امس الجمعة انه مستعد لوقف القتال والانسحاب من تركيا، حركة تمرد مسلحة مستمرة منذ 15 عاما بهدف اقامة دولة كردية مستقلة في جنوب شرق تركيا.
بدأ حزب العمال الكردستاني تمرده ضد الدولة التركية في 15 آب/ اغسطس 1984م مؤكدا انه منظمة ماركسية هدفها احلال الاشتراكية في دولة واحدة، هي كردستان التي يعتزم بناؤها على اراض من تركيا والعراق وايران وسوريا لجمع عشرين مليون كردي.
وجعلت حركة التمرد هذه من القضية الكردية المشكلة الاساسية التي تواجهها تركيا وأدت الى مقتل 31 ألف شخص.
ويقود حزب العمال الكردستاني منذ تأسيسه في تشرين الثاني - نوفمبر 1978م عبدالله أوجلان الملقب ب(ابو) (50 عاما) والذي حكم عليه القضاء التركي في نهاية حزيران - يونيو الماضي بالاعدام بعد ادانته بالخيانة العظمى.
اقام اوجلان فترة طويلة في سوريا او سهل البقاع اللبناني الخاضع لسيطرة دمشق، قبل ان يطرد في تشرين الاول - اكتوبر 1998م بعد اتفاق بين دمشق وانقرة حرم المنظمة من دعم ثمين.
وجاء اعتقال زعيم الحزب في كينيا في 15 شباط - فبراير - الماضي ليشكل الضربة الحاسمة له.
وكان حزب العمال الكردستاني قد واجه هزائم كبيرة في السابق منذ ان بدأت قوات الامن التركية في عهد رئيسة الوزراء تانسو تشيلر في 1993م تشن حملاتها الواسعة النطاق ضده.
ويقدر عدد مقاتلي هذا الحزب بحوالي ستة آلاف يتمركز قسم منهم في جنوب شرق تركيا ومعظمهم في شمال العراق الخارج عن سيطرة بغداد منذ حرب الخليج في 1991م ويخضع لسلطة حركات كردية متنافسة.
وتتهم تركيا ايران بغض النظر عن نشاطات المتمردين انطلاقا من اراضيها وهذا ما تنفيه طهران.
ويتألف حزب العمال الكردستاني من جناح سياسي هو جبهة تحرير كردستان ينشط خصوصا في اوروبا وجناح عسكري يقوده منذ اعتقال اوجلان مجلس مؤقت للقيادة يضم الجناحين.
ويعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية في نظر تركيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
وقد قلص زعيمه على مر السنين من اهداف حركة التمرد، فبعد الدولة المستقلة تحدث عن حكم ذاتي لاكراد تركيا ترفضه انقرة بشكل قاطع وترى فيه تهديدا لوحدة اراضيها، وعن فدرالية.
وخلال محاكمته، اكتفى بالمطالبة بحقوق ثقافية محدودة للأكراد داخل دولة تركية موحدة.
|