تحمل وكالات الأنباء كل يوم الكثير من الأخبار من هنا وهناك فيها المؤلم وفيها الطريف والمستظرف.
من هذه الأنباء ما يلي: في اليابان بلد الاختراعات الحديثة وعالم الكمبيوتر والإلكترونيات، انتشرت فكرة عائلات للإيجار تلك المشاريع التي تعتمد على توفير الجو العائلي لمن حرموا نعمة الحياة العائلية من كبار السن أو من شاءت لهم أقدارهم الاغتراب بعيداً عن الأهل لدواعي الدارسة أو العمل.
ألا نحمد الله نحن الأسر والعائلات العربية المسلمة في هذه المنطقة - مرات ومرات - على نعمة الألفة وروح التعاون والمحبة التي يتصف بها الكثير من العائلات وأفراد هذه الأسر في جميع الأحوال وبخاصة في الملمات والمصائب والكوارث وفي الأفراح والليالي الملاح، ولا داعي أن تنتشر (عائلات للإيجار) لكي تجلب الألفة والأمان مصنّعا إلى أفراد حرموا من هذه النعم فمكانها في مجتمع آخر.
رغم المتغيرات التي رافقت مجتمع المدينة الحديثة على الصعيد الاجتماعي منذ العقود الأخيرة من الزمن المعاصر فإن مجتمعنا ما زال يحتفظ بالعفوي من العواطف والمشاعر موروثة عن أسر تربت على القيم وما زالت تحتفظ بها وتعتبر الإنسان أغلى ما في الوجود فتقدم له الخير مرضاة لله في كل مناسبة من تلقاء ذاتها، والتقدم التكنولوجي لا يعني التأخر بطرح الخصال الحميدة والركض إلى دوائر العزلة والاغتراب الروحي!
مصطفى النجار