يملأ الموت فراغ احتفاليتنا بمبدعنا في خريطتنا العربية, قد يدخر صوتنا له حتى لحظة نعيه في شهادات التأبين، وكأن مشهديتنا تستحضر شخوص ذاكرتها حين تعلن لحظة الفقد.
البياتي احد اهم تلك الشخوص الذين نشيع فيهم موتنا ونحن على اعتاب قرن قادم, سكن العزلة واستوطن المنفى فاذا بالغربة وطن واذا بكل مقاهي الدنيا مقهى على ضفاف الفرات تماهى سندبادياً مع الترحل يتأمل بعيني نورس اصداء حركة شعرية ساهم في تشكلها قلقاً على زمن لا يعول على الشعر مؤمناً بأن لحظاتنا لن تعجز عن ولادة قصيدة.
التقيت به في احد مقاهيه البيتوتية يلحظ سحباً تنبعث من فنجان قهوته متحدثاً عن رفاق شعره وأصدقائه ومسكوناً بقصيدة تولد دون صفارة انذار.
البياتي ساكن الليل ينشدنا في غيابه بأن ليله لن يوصد الا بغيابات اخرى.
أسامة الملا