Sunday 8th August, 1999 G No. 9810جريدة الجزيرة الأحد 26 ,ربيع الثاني 1420 العدد 9810


السفينة الغارقة في رمال مأرب 5/5
أحمد عبد الرحمن العرفج

ها هي سنابل الخير وتلك الأحلام التي طالما حكم بها شاعرنا المقالح 1/5 تؤتي اكلها - وكل هذه النصوص التي عرضت لها - مضى عليها ربع قرن فاليمن اليوم يحمل الغد والأمس والمستقبل!!.
يقف على اطراف النهضة فنهض جانبه وبقي الجانب الآخر على موعد مع النهوض!!.
والمقالح عاصر اليمن، الوعي، الحرية خطوة بخطوة منذ ان صرح بديوانه الاول لا بد من صنعاء ومروراً بديوانه الثاني مأرب يتكلم ثم ديوانه رسالة الى سيف بن ذي يزن ثم ديوانه هوامش يمانية على تغريبة ابن زريق البغدادي وانتهاء بديوانه عودة وضاح اليمن نعم تغير اليمن كثيراً، ولم يبق من يمن مأرب سوى اسماء وحروف اما الواقع فاليمن قصيدة طويلة، يضمها الوعي وينفضها التجديد الذي ضربت له مع كل صباح جديد، مأرب نعم يتكلم الآن قائلاً:
صنعاء بلادي مناهل للعلم .
وصنعاء لم يكن منها بد ليس كبد المتنبي الذي يقول عنه:
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى
عدواً له ما من صداقته بد!!.
ان فرح الدنيا ان تضم صنعاء الحب وصنعاء الوتر وصنعاء الشجاعة فاليمن منبع الشعر والشعر يماني والحكمة يمانية.
هذا وضاح اليمن عبد العزيز المقالح يعود حاملاً الدكتوراه من ارض الجامعات عاد وهو يقول: ان جيل القصيدة الأجد هنا - في اليمن - كما هو في عدد من الأقطار العربية يتألف من عدد من المبدعين الحقيقيين الذين لا يهربون من الوزن والقافية بوصفها قيداً يتطلب معرفة وثقافة ودراية وهم لا يصطدمون بالتعامل مع نظام التفعيلة بوصفها مدخلاً آخر الى كتابة القصيدة الموزونة لكنهم يهربون من التقليد ويختارون كتابة القصيدة في فضاء خال من القواعد التي تفرضها الذاكرة لا الحياة، والمحاكاة لا اللغة، والمسايرة لا الشعر وهذا الأجد من الشعر الذي يكتبه هؤلاء الشعراء، ليس بديلاً عن القصيدة البيئية ولا هو بديل عن قصيدة التفعيلة وانما هو مستوى آخر من الشعر يضاف اليهما وامكانية جديدة يدخلها الشعراء طواعية للبحث عن خصوصية لا تمت بصلة القربى المباشرة الى اي شكل من اشكال القصيدة في كافة عصورها .
ان اليمن امسى بسواعد رجاله حقلاً من النشاط والحب والعلم والنور وهنا تظهر استشرافية المبدع ونبوءة الشاعر التي توقعها شاعرنا المقالح عندما قال: 2
الشاعر الضليل .
يكتب بالدمع من المنفى
قصائد العودة في اعماقه تنتظر الرحيل
متى يعود للديار؟!
يشتاق آه لو على ابواب مأرب
الغرقى يموت واقفاً
قفرة حقول البن والنخيل
تنشر حول قبره ظلاً من انتصارها النائي
وبيرقاً للحلم الجميل
للقادم الجميل
ها قد جاء الجميل الذي حلم به المقالح وكل الطامحين من امثاله فالارض في اليمن نبذت حوليات الحزن ولبست ابجديات الفجر الضحوك والقبل تحولت من بكين الى صنعاء برسم الوصول وكتب عليها الى اليمن مع التحية لكل الشموس المشرقة هناك .
* قمة:
ومن هنا نرفع اعلى الرتب والاوسمة الى هذه الهامة، والقامة المقالحية وانجب من مواليد العلم والمعرفة والحب والبن و القات الكثير الكثير فأنت قبطان الحرف في اليمن السعيد وهذه الشاعرة فاطمة العشبي تكتب لك قائلة 3 الى النبع الذي يتدفق القاً في عروق الأجيال الى الشامخ شموخ جبال الوطن العالية، استاذي وضوء دربي، الدكتور عبد العزيز المقالح ثم ترون ذلك بقصيدة بهية نقية تقول فيها:
يا علماً فوق الجبل العالي
يحمل آلاف الرايات
علمني ان ارسم وعداً
لغدٍ آت
يتفجر كالفجر السحري
بين عيون الأطفال
على كل الشرفات
علمني كيف اعمد شعري
بالحب الثاني
وأوزعه خبزاً لملايين الفقراء
ولأطفال الأرصفة
ولأيتام الحارات
علمني,, ان اكتب فوق رماد الحب
شعوباً من أزهار وفراشات
علمني ان أبقى قطرة ضوء
ويداً لا تتلون بنقود العملاء
علمني,, كيف اجوع واعرى
في وطني كجميع الشرفاء
فالمجد المجد المجد,, لبلاد
اصدق ما فيها الشعراء!!
بعد هذا المشوار في صفحات المقالح الصنعانية تبقى في أذهاب حروف وحروف فان كان الشاعر البردوني لات الشعر اليماني فان المقالح عزاه ومناه وقف يبكي والآخرون يسيرون في فرحة وابتسام!! وقف بين الجرح والسكين,, ليلعق الدماء النقية، مكث سنوات وسنوات ينتظر المجهول الذي يأتي ولا يأتي يمضغ القات لا لينسى هموم صنعاء بل ليستشرف مستقبلها الآتي, يعشق البن لا لانه من مزروعات مأرب بل لانه يحمل رائحة الوطن ورائحة البن جغرافيا كما يقول شاعرنا الآخر محمود درويش!!.
وهكذا تكون الاحلام رويداً رويداً باتجاه الواقع فالحقيقة والصبح يضحان ويخرجان رويداً رويداً.
ومأرب تكلم فاسمع وبلقيس هي تبني عرشها ومن ورائها الجن ومن أحفادها وهذا المقالح قائم في جامعته بعد سنوات الغربة والألم وما الحب الا للحبيب الأول.
هامش:
1 - راجع مجلة اصوات اليمانية - العدد الاول ص 15.
2 - راجع الاعمال الكاملة ص 416.
3 - راجع مجلة اصوات العدد الأول ص 180.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved