غداً,, سأعاود التحليق على ارتفاع 7500 قدم,, وستتسع الهوة بين ذاكرتي وواقعي,, ذاك الذي حشرته في عبوة قلمي,, فبات حبره موهنا تسكنه أسماء,, وأناس,, وقصائد,, وكم موجع من أسطر لم أشأ أن ألدها بعد,, لأني تجاوزت بحملها التسعة أشهر,, إلى تسعة أعوام,, تسعة قرون,, ربما,, فكلما,, ذكرتني الشاشة بالارتفاع المخيف,, يزداد خوفي من أمسي,, ذاكرتي,, غدي,, فالهوة,, الساحقة تلك سرعان ما تتقارب حينما يحين الهبوط,, فتبدأ,, مأساة أخرى,, الهبوط,, الإلتحام بين المسافات,, الالتصاق,, الحقيقة,, التي بارزت شهودي,, فجعلتني,, أولى الشهود,, وكان الختام,, أن أظل تائهة بين الارتفاع والارتطام,, أرى,, بعيني,, وأختنق,, ولا أملك حتى أن أظن أنه كابوساً,, بل واقع,, يرفعني,, 7500 قدم في حقيبة حبلى بعمر سبقني بمائة ألف عام من العزلة,,,.
***
2) وداعات,, لا تنام,.
أذنبٌ,, ذاك أن نولد,, وفي أجفاننا بصمة الإنارة,, أذنب,, أن نورث في أفئدتنا ترانيم حنين,, أناشيد الرهف,, مواكب الرفيف,, يقولون,, ودعوا هؤلاء جميعاً,, ودعوا,, أو دعوا,, فمن ينزع عينيه بيده,, أو يقتلع فؤاده بأظافره,, ويهشم دعائم مدينته تغفو في الوريد,, وتصحو على النبض,, قد نودعكم أنتم,, وندعكم أيضا تردمون أعماقكم,, ويوماً ما سنشارككم في رثاء أطلالها,.
***
3) برقية,,
غير ذات أهمية,.
أقول,, يا أنتن,, يا من أدركت معكن فنون ألسنة مصهورة بالسم,, وضمائر فجر فيها الغدر,, وفسق عندها الجنون,, من هذه القارة,, في الجزء الآخر من الكرة الأرضية أهديكن التعازي,, في وفاة ضمائركن,, وحسبها الوفاة,, أن تسكن في نفوس تحلق حولها وفيها نفحات الشياطين,, من قلبي,, أحيي اختياري الذي انتصر عليكن فغادرتكن,, ومن قلبي,, لكم عزائي,.
أما أنتم,, فلغتي,, لا تعرفونها,, وعطاءاتي باحتراف أهنتموها,, فأنتم في قاموسي ما زلتم تحت سن الرشد,.
وما عسى القاصر أن يدرك من الحياة شيئاً,, فلكم,, أيضا,, خالص التعازي,.
إيمان الدباغ
أستراليا,,كوينز لاند
1/8/1999م