Sunday 8th August, 1999 G No. 9810جريدة الجزيرة الأحد 26 ,ربيع الثاني 1420 العدد 9810


ورثة كاسندرا

لا أزعم، ولا أجزم، ولا أعتقد,, إنما فقط أتصور أن الشعراء، أعني الشعراء الحقيقيين، هم ورثة كاسندرا وقد أخذوا عنها أهم موهبة كانت تملكها، وابتلوا بأعظم ما ابتلت به في حياتها المتأرجحة بين الخوارق والاضطهاد.
تقول الاسطورة اليونانية، في إحدى الروايات القديمة، كانت كاسندرا وشقيقتها التوأم هيلين - التي عرفت بالجمال، او عرف الجمال بها - كانتا نائمتين في معبد أبوللو في طفولتهما، وهما ابنتا الملك بريام ملك طروادة، والملكة هيكوبا وشقيقتا هكتور وباريس , وبينما كان الملك وزوجته يؤديان الشرائع الدينية، جاءت افعى من افاعي المعبد وأخذت تلعق أذن كاسندرا وعندما شاهدت ذلك أمها هيكوبا صرخت من بعيد فهربت الافعى ولكنها تركت في أذن كاسندرا موهبة التنبؤ,.
وهناك روايات مختلفة تتحدث عن وقوع أبوللو في غرام كاسندرا حين اصبحت صبية غاية في الجمال، وكان من هواياتها التأمل في النجوم ومحاولة فك رموزها وكشف اسرارها، لذلك وعدها ابوللو بأن يمنحها القدرة على التنبؤ طيلة حياتها إذا استجابت لحبه، فوافقت كاسندرا، ولكنها ملّت من حبه وسيطرته فرفضته.
وكان ان غضب أبوللو الذي لم يستطع ان يسترد الموهبة التي أهداها لها، فماكان منه إلا ان لعنها وحكم عليها ان تكون نبوءاتها صحيحة لكن لا أحد يصدقها على الاطلاق.
ومن هنا فقد حذرن كاسندرا الطرواديين من الحصان الخشبي، لكن قوبل تحذيرها بالتجاهل والسخرية, وعندما استولى اليونانيون على مدينة طروادة كانت كاسندرا من نصيب القائد أجاممنون ولقد حذرته من ان زوجته كلو تمنسترا سوف تقتله، ولكن نبوءتها - مثل جميع النبوءات التي قالتها - تجاهلها القائد، ولم يصدقها أحد, وفي النهاية قامت زوجة القائد بقتله وقتل كاسندرا التي كانت على علم بذلك ولكنها عاجزة على إقناع القائد حتى يحميها ويحمي نفسه.
يا له من قهر عاشته كاسندرا التي كانت تسمى احيانا ألكسندرا وقد ذكرها هوميروس في الإلياذة كما ذكرها فرجيل في الإنيادة وذكرها أوفيد أيضا في مسخ الكائنات .
فيا أيها الشعراء هل تزوركم كاسندرا في الحلم، كما تفعل معي في كل اغفاءة؟.
فيصل أكرم

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved