Sunday 8th August, 1999 G No. 9810جريدة الجزيرة الأحد 26 ,ربيع الثاني 1420 العدد 9810


ديوان المراثي
الشاعر :علي الدميني

عندما قابلته في الجنادرية قبل عامين لم يكن حيوياً ولا صاخباً كما رأيته في بغداد عام 77م كان يمضي صوب الهدوء والتأمل والاقتراب من اللجوء الى الذات في تفاصيلها الموحشة!.
ابدى ارتياحه لوجوده بيننا في الرياض لكنه ابدى بطريقة ما - المه لعدم مشاركته في امسيات الشعر فعلقنا ذلك على مشاجب المستقبل.
اطلعت على كتاب المراثي وهو ديوان جمع فيه الشاعر مراثي اصدقائه واعلام الشعر والثقافة في العالم المنبثه في دواوينه السابقة,, وكان سؤال يسابقني اليه: لماذا نشرت هذا الديوان,, الن ترثي صديقاً آخر بعد الآن؟.
اشارت نظراته الى البعيد وبدأ يتفحص السؤال دون ان يجيب،، وكنت قد احسست فعلا انه لن يرثي احداً بعد ذلك.
وها هو الآن يودعنا الى الرفيق الاعلى تاركاً سيرة شاعر عملاق ملأ الساحة الشعرية الثقافية جنوناً وصخباً وشعراً لا ينسى ولا تغيب شموسه,, فالى روح ابو علي اهدي هذه الكلمات الصغيرة الى روح عبد الوهاب البياتي,.
كأني لقيتك منذ زمان بعيد
كأنا سهرنا هنا البارحة
الى اين تأخذ يا صاحبي كل هذه الشموس
القريبة في صمتها من يدي
مجللة في كتاب المراثي بألقابها
وأسرارها الجارحة؟
كتاب المراثي سيأخذنا باتساع الحديقة
حيث المراجيح مثل الطفولة منذورة للظهور
وحيث يطل من الحبر مندهشاً - صاحبي -
أهنا سأنام
: أفي الصفحات الاخيرة.
ام في بداية قوس الكلام.
وعائشة - في قناديلها الخضر - ترتاح فوق المساء
تسائلنا عن جواهر فستانها
وقلائد عاشقها
حينما انفرطت في الزحام
كتاب المراثي سيكتمل اليوم يا عائشة
فلا حبر،
ولا حرب
لا ضحكة،
لا خصام
هنا في الحديقة يرقد سيدها
مقيماً على عتبات القناني التي يتشهى
ومنتصباً كسؤال الختام!
سيدخل ديوانه مثلما الطير في اخريات النهار
قريباً الى العشب،
والشعب، والأنقياء فهلا هبطت الى صوته - مثلما كان يحلم - كيما نلملم اجراسه
لينام؟.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved