Thursday 5th August, 1999 G No. 9807جريدة الجزيرة الخميس 23 ,ربيع الثاني 1420 العدد 9807


تعليم فوائد الرضاعة الطبيعية ضمن المناهج الدراسية
دعوة لمنع توزيع عينات الألبان الصناعية على الأمهات بالمستشفيات

*عنيزة - عبدالله صالح الفنيخ
موضوع الرضاعة الطبيعية من اهم الموضوعات الحيوية التي يجب علينا ان نوليها جل اهتمامنا ونكرس لها مزيداً من الوقت لتوعية الجميع بأهميتها وفوائدها العظيمة التي لا يتوفر جزء منها في أي بديل آخر ذلك إن طفل الزجاجة (كما يطيب لنا ان نسميه) طفل حرم من اهم حقوقه التي وهبها إياه المولى عز وجل لاسباب لا تندرج ضمن الحقيقة على الاطلاق,, فهو لا يشعر بحنان امه التي حملته وهنا على وهن,, لذا كان لزاماً علينا من خلال هذه اللقاءات تجنيد انفسنا لاقناع الام بضرورة العودة إلى الفطرة التي خلقها الله عليها وعدم اللجوء إلى الرضاعة الصناعية، وبمناسبة الاسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية تحت شعار الرضاعة الطبيعية,, تربية مستمرة من اجل حياة أفضل من 19-25/4 الموافق 1-8 أغسطس التقت الجزيرة بعدد من المسؤولين والمهتمين بهذا المجال من الشؤون الصحية بالقصيم,.
مزايا الرضاعة الطبيعية ومسؤولية الأب
عن هذه المزايا يتحدث الدكتور ياسر الغامدي مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة القصيم حيث أكد ان للرضاعة الطبيعية مزايا صحية عديدة تعود على صحة الام والرضيع، فهي تحمي الطفل من امراض الطفولة الخطيرة، وتقوي الرابطة التي تجمع الطفل بأمه بسبب تلامسهما الجسدي الذي يمنح الرضيع الحنان والطمأنينة، وهذا كله يقوي علاقة الامومة,, ولكن الرضاعة الطبيعية تحتاج إلى الدعم والمساندة من المجتمع كي تنتشر وتعود كما كانت هي الاسلوب السائد بين الامهات,, الكثير من الناس يظن ان الرضاعة هي وظيفة الام وحدها، ولكن الام تحتاج دائما إلى العون والمساعدة، وللاب دور هام في هذا المجال، وأصدق دليل على ذلك هو قول الله تعالى (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف) فنرى ان الآية الكريمة ذكرت بالتحديد الأب وأوضحت بعض الاوجه التي يمكن ان يقوم بها.
* دكتور ياسر ,, في تصوركم ما هي المزايا الاقتصادية في الرضاعة الطبيعية؟
- لقد ثبت أن الارضاع الطبيعي يوفر الكثير من المال بالنسبة للمجال الصحي، فالمستشفيات التي تهتم بدعم الرضاعة توفر الجهد والمال الذي تنفقه على شراء واعداد الالبان الصناعية، كما ان الرضاعة الطبيعية تؤدي إلى خفض حالات العدوى بين الاطفال كالاسهال والنزلات الشعبية والتهابات الأذن وغيرها وبالتالي توفر مصاريف علاج هذه الامراض وتحمي الطفل - بإذن الله - من الاخطار والمضاعفات التي تصاحب تلك الاصابات الخطيرة وبذلك ينشأ الطفل اكثر صحة وسعادة وقوة ولهذه الاسباب يمكننا القول بكل ثقة ان الرضاعة الطبيعية ليست فقط افضل توفيرا بل انها ايضا افضل استثمار يعود على صحة الطفل والأم والمجتمع.
* ما هي جهود وزارة الصحة في هذا المجال؟
- تهتم وزارة الصحة بدعم برامج تشجيع وحماية الرضاعة الطبيعية، وهناك لجنة وطنية خاصة على مستوى المملكة لها نشاط فاعل في هذا المجال وانطلاقا من هذا الدور تقوم الشؤون الصحية بمنطقة القصيم بدور بارز في تطبيق برامج رعاية الامومة والطفولة وهناك أنشطة تدريبية وتثقيفية دورية تقوم بها المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الاولية بالمنطقة، كما تشترك الشؤون الصحية بالقصيم سنويا مع احدى اكبر الجمعيات العالمية المعنية بدعم الرضاعة وهو التحالف العالمي لتفعيل الرضاعة الطبيعية WABA في طباعة وتوزيع الملف الخاص بأسبوع الرضاعة الطبيعية على المستوى العربي، وخلال السنوات الثلاث السابقة تم توزيع كم كبير من هذا الملف على الجهات الصحية ذات العلاقة في المملكة وخارجها، مثل افرع منظمة الصحة العالمية ومكاتب اليونيسف بالدول العربية والشرق الاوسط.
ونحن نأمل قريباً - بإذن الله - ان ننجح في الحصول على الاعتراف الدولي بأن مستشفيات المنطقة قد نجحت في تطبيق برامج الرضاعة الطبيعية المعروفة باسم (برنامج المستشفيات صديقة الطفل).
التثقيف عبر المناهج الدراسية
بمناسبة الاحتفال بفعاليات أسبوع الرضاعة الطبيعية العالمي كان لنا هذا اللقاء مع د, ناصر بن شاذلي الحداد المدير العام المساعد للرعاية الصحية الاولية بالقصيم، واستشاري الاطفال والحساسية، ورئيس لجنة مراقبة تسويق بدائل لبن الام ليلقي الضوء على مزايا الرضاعة الطبيعية وفعاليات الاسبوع.
* ما الاهداف المرجوة من شعار اسبوع الرضاعة الطبيعية العالمي لهذا العام؟
- الشعار هو (الرضاعة الطبيعية: تربية وتعليم مستمر من اجل حياة افضل)، والاهداف الخاصة بأسبوع الرضاعة هي العمل على دمج المعلومات والمهارات المتعلقة بمزايا الارضاع الطبيعي على جميع المستويات التعليمية سواء الرسمية او غير الرسمية، لان ذلك له مردود جيد على مستوى انتشار الرضاعة الطبيعية في المجتمع، وقد ازداد بالفعل عدد الامهات اللاتي يرضعن اطفالهن في الدول التي ادخلت تدريس مزايا الرضاعة الطبيعية ضمن مناهجها الدراسية,, لذا نأمل ان يشترك معنا في فعاليات هذا الاسبوع الادارات التعليمية بالمناطق المختلفة، وان تنجح جميع الجهات المشاركة في وضع خطة لدمج هذه المعلومات في المناهج الدراسية مثل المقررات الدينية لتدريس القضايا الشرعية المتعلقة بدعم حق الرضاعة للام والطفل الرضيع، او في مقررات العلوم ليتعرف الدارسون على المزايا الفسيولوجية والحيوية للبن الام وتفوقه على الالبان الصناعية، او في مناهج الاقتصاد للوقوف على مقدار التوفير المادي الذي تحققه الرضاعة الطبيعية، او في غير ذلك من المناهج الدراسية المختلفة.
وجدير بالذكر ان النشرة السنوية التي توزعها منظمة الصحة العالمية بمناسبة اسبوع الرضاعة الطبيعية يتم ترجمتها وطباعتها وتوزيعها داخل وخارج المملكة من قبل الشؤون الصحية بالقصيم.
* نحن نعرف ان اسبوع الرضاعة الطبيعية حدث يتكرر كل عام في الفترة من 1-7 أغسطس فمتى بدأت الفكرة بالاحتفال بفعاليات الاسبوع؟ وما الاسباب التي دعت إليها؟
- بدأ الاحتفال بفعاليات اسبوع الرضاعةالطبيعية عام 1992م عندما اختارت الجمعيات والمنظمات التي تنادي بدعم الرضاعة الطبيعية وعلى رأسها التحالف العالمي لتفعيل الرضاعة الطبيعية )WABA( الاسبوع الاول من شهر اغسطس للاحتفال بأسبوع الرضاعة الطبيعية، وكان شعار اول هذه الاسابيع هو (المستشفيات صديقة الام والطفل الرضيع)، وذلك احتفالا باصدار المبادرة المشتركة لمنظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف الخاصة بالمستشفيات صديقة الطفل، وعقب هذا توالى الاحتفال سنويا بفعاليات اسابيع الرضاعة تحت شعارات مختلفة تتناول قضايا هامة تخص صحة الامومة والطفولة، وفي العام التالي كان شعار الاسبوع (اجواء العمل صديقة الامومة)، ثم عام 1994م كان الشعار (تطبيق المدونة الدولية) وعام 1995م (الرضاعة الطبيعية: حق من حقوق الام والطفل)، ثم عام 1996م (الرضاعة الطبيعية: مسؤولية المجتمع)، ثم عام 1997م (الرضاعة الطبيعية: عودة للفطرة وحماية للبيئة) ثم عام 1998م (الرضاعة الطبيعية: افضل توفير واستثمار).
* ما هو المقصود بالمدونة الدولية لقواعد تسويق بدائل لبن الام؟ وما هي الانشطة التي تقوم بها لجنة مراقبة تسويق بدائل لبن الام بمنطقة القصيم؟
- المدونة الدولية هي مجموعة من التوصيات العالمية اصدرتها منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف عام 1981م، وهي تهدف الى حماية الرضاعة الطبيعية من الاساليب الخاطئة للتسويق والترويج والاعلان عن منتجات الالبان الصناعية والبدائل الاخرى للبن الام,, ونحن نقوم من خلال لجنة مراقبة تسويق بدائل لبن الام بمتابعة مثل هذه الاساليب غير الصحيحة التي تصدر عن بعض الشركات الموزعة لبدائل لبن الام بمنطقة القصيم، ونقوم بتوجيهها لتلافي تكرارها، كما نقوم ايضا بدور تدريبي لاعضاء الكوادر الطبية بالمنطقة لحثهم على دعم الرضاعة الطبيعية بين الامهات، والمشاركة الفاعلة في برامج التوعية الصحية لافراد المجتمع.
* هل من الممكن ان تعرض لنا امثلة عن بعض التوصيات التي تنادي بها المدونة الدولية؟
- تنادي المدونة بمنع توزيع العينات المجانية من الالبان الصناعية على الامهات، ونحن نحاول تطبيق ذلك في جميع المستشفيات بالمنطقة، وقد واجهنا صعوبات من قبل بعض الامهات اللاتي يعتقدن خطأ أن الحصول على لبن صناعي مجاني حق لهن وانه يفيد اطفالهن، ونحن نحاول جاهدين تصحيح هذا المفهوم من خلال برامج التوعية الصحية التي تقوم بها مراكز الرعاية الصحية الاولية,, كما تمنع المدونة الشركات من استعمال اية عبارات أو صور أو وسائل دعائية توحي بأفضلية الرضاعة الصناعية على الرضاعة الطبيعية,, ان المدونة تشتمل على نقاط نظامية عديدة، ونحن نرجو ان نراها وقد تم اقرارها بصورة كاملة من خلال الانظمة المعمول بها، فالهدف الذي يجب ان نسعى له جميعا هو العمل على دعم وحماية وتشجيع الرضاعة الطبيعية لتعود وتكون السلوك السائد في المجتمع، لانها ببساطة حق من حقوق الام والطفل، وهي افضل غذاء للرضيع أوجده الله، ولا ينبغي للمنافسة التي تصدر عن الاعلانات الخاطئة ان تعوق تحقيق هذا الهدف.
اكتشافات علمية جديدة
* ما هي الاكتشافات العلمية الجديدة المتعلقة بمزايا الرضاعة الطبيعية وتفوقها على الرضاعة الصناعية؟
- كل يوم تكتشف الابحاث العلمية مزايا جديدة للبن الام، وآخر الابحاث تؤكد على اهميته للنمو العقلي والذهني للرضيع، فقد ثبت ان الاطفال الذين يرضعون طبيعيا يكون ذكاؤهم اكثر حدة من الاطفال الذين حرموا من هذه النعمة، وتبين ان الذين رضعوا طبيعيا كانوا أكثر تفوقا في الاداء الدراسي، وقد استمر هذا التفوق لمراحل متأخرة من التعليم، ويرجع سبب ذلك الى تركيبة المواد الغذائية والاحماض الدهنية الموجودة بلبن الام، ،التي تمد العقل بجميع احتياجاته حتى ينمو سليما,, بالطبع هناك مزايا اخرى عديدة للبن الام منها انه يعتبر الغذاء المثالي للطفل، ويحميه - بإذن الله - من خطر العدوى نظراً لاحتوائه على مواد مضادة تقضي على الميكروبات، كما انه جاهز ولا يحتاج إلى تحضير او تعقيم، والرضاعة الطبيعية تقوي علاقة الامومة، وهذا يجعل الاطفال اكثر براً وحباً لوالديهم,, وبجانب هذه المزايا التي يعجز اللبن الصناعي عن ان يمنحها للرضيع، فإن لبن الام اقل تكلفة ليس فقط على مستوى الاسرة، بل ايضا على مستوى الدولة التي يمكنها ان توفر الكثير من النقود التي تهدر في استيراد الالبان الصناعية,, وهناك ايضا مزايا بيئية للرضاعة الطبيعية.
* هل يعني هذا أن الارضاع الطبيعي يزيد قدرة وذكاء الاطفال؟
- لا أقصد ان لبن الام يزيد ذكاء الطفل عن حدوده الطبيعية، ولكنه يتيح للرضيع الفرصة المثالية كي ينمو عقله وذكاؤه بصورة متوازنة، وان حرمان الطفل من الرضاعة الطبيعية يحرمه الفرصة من نمو عقله بصورة مثلى، وبذلك يكون التعبير السليم عن هذا المعنى هو ان الارضاع الصناعي سبب واضح في تراجع ذكاء الطفل عن حدوده الطبيعية التي خلقها الله.
* ذكرت ان هناك مزايا بيئية للرضاعة الطبيعية فما هي هذه المزايا؟ وكيف تحمي الرضاعة الطبيعية البيئة من خطر التلوث؟
- الألبان الصناعية تسبب التلوث البيئي في كل مرحلة من مراحل تصنيعها وتعبئتها وتوزيعها، فعلى سبيل المثال تتسبب تعبئة مسحوق الالبان الصناعية في اهدار كم هائل من العلب المعدنية، وتقدر كمية العلب التي تباع سنويا في الولايات المتحدة وحدها حوالي 550 مليون علبة، ولتوضيح مقدار هذه الكمية الكبيرة، فلنتخيل اننا إذا صففنا هذه العلب متجاورة بعضها البعض، فإنها سوف تلف الكرة الارضية اكثر من مرة ونصف عند خط الاستواء، وهذه العلب المعدنية تنتهي إلى القمامة ولا يستفاد من اغلبها مرة اخرى، وبذلك تخسر البشرية مورداً معدنياً غير متجدد,, ايضا يستنزف تصنيع وتصدير وتوزيع الالبان الصناعية كماً هائلا من الطاقة، وينتج عنها عادم يلوث البيئة المحيطة بنا,, كذلك تسبب المواد البلاستيكية الداخلة في تصنيع الحلمات المطاطية وقوارير وزجاجات الرضاعة التلوث البيئي والكيميائي.
لا يوجد بدائل
لحليب الأم على الإطلاق
توجهنا للدكتور محمد مصطفى كامل مروان بوحدة التوعية الصحية بالرعاية الاولية بالقصيم فسألناه:
* هل تعتقد ان هناك بدائل لحليب الأم؟
- لقد اوجد الله سبحانه وتعالى في الكون اكثر من 4000 مخلوق ثديي، وجميع هذه المخلوقات تُرضع صغارها من الثدي، ولا يوجد لها بديل آخر عن ذلك، وحتى زمن قريب كان الانسان يسير ضمن هذه القاعدة ولا يشذ عنها، واستمرت الرضاعة الطبيعية هي الاسلوب الشائع بين البشر على الرغم من ان القدماء استخدموا ألبان الحيوانات الاخرى في إرضاع اطفالهم في حالات قليلة، وكان الاكثر انتشاراً إذا تعذر على الام ارضاع طفلها لاسباب قهرية، هو ان تبحث عن ام مرضع أخرى تقوم عنها بهذه المهمة، والرسول عليه الصلاة والسلام رضع من ام مرضع وهي السيدة حليمة السعدية.
* متى بدأ التأثير السلبي للرضاعة الصناعية وكيف استطاعت الشركات المنتجة استغلال وسائل الاعلام لصالحها؟
- التأثير السلبي للرضاعة الصناعية بدأ في الانتشار مع اوائل القرن العشرين عندما بدأت الشركات المنتجة للالبان الصناعية في الازدهار، وبدأت هذه الشركات تروج منتجاتها بأساليب اعلانية ودعائية جذابة ومؤثرة، عملت على اقناع الآباء والامهات بأن هذه البودرة الصناعية تتفوق على لبن الام، ولم يقتصر تأثير الدعاية على افراد المجتمع فقط، بل استهدف ايضا الكوادر الطبية من خلال الدعم المالي الذي قدمته هذه الشركات ومازالت تقدمه، والدليل على ذلك ما نشر في تقرير لاحدى الشركات الكبرى، وذكر فيه ان الدعم الذي قدمته الشركة إلى المستشفيات نجح في تحويل الكوادر الطبية إلى مندوبي مبيعات غير مباشرين للشركة.
الشركات استغلت بمهارة التطور الكبير الذي حدث في وسائل الاعلام، وبثت خلاله افكارها إلى قطاعات اوسع من المجتمع في جميع البلدان، وكان هذا هو احد الاسباب الرئيسية في تدهور الرضاعة الطبيعية، ومن الطبيعي ان يكون هناك اسباب اخرى كثيرة مثل الضغوط الاقتصادية التي دفعت المرأة إ لى الخروج للعمل، والرغبة في تقليد الغرب وغير ذلك.
* متى بدأت العودة للرضاعة الطبيعية والتحول المضاد للرضاعة الصناعية؟
- التحول المضاد للرضاعة الصناعية بدأ في السبعينيات الميلادية عندما زاد اهتمام الرأي العام بالفظائع التي تصيب الاطفال من الرضاعة الصناعية وخاصة في دول العالم الثالث، وبدأت الكوادر الطبية تسجل التجارب والمشاهدات الاليمة عما اصاب الاطفال الذين تناولوا الالبان الصناعية، وتفاعلا مع هذا التوجه العالمي عقدت منظمة الصحة العالمية واليونيسف لقاءات عديدة، وكانت الثمرة اصدار المدونة الدولية عام 1981م التي تمنع الاعلان عن بدائل لبن الام امام الجمهور، وتمنع استخدام الدعاية بصورة تضر الرضاعة الطبيعية في المجتمع,, ولكن مازالت الفجوة كبيرة بين ما هو موجود في الواقع وما هو موجود على الورق، والشركات مازالت تخرج عن بنود المدونة في الخفاء، ولكن المثير للتفاؤل ان الجهود المبذولة في التصدي لذلك تزداد هي الاخرى يوما بعد يوم.
أهم عناصر نجاح الرضاعة
وجود الرغبة لدى الأم
وشاركت الاستاذة فوزية بنت ناصر النعيم مديرة مركز التدريب المستمر وخدمة المجتمع النسائي بالقصيم ونائبة رئيسة اللجان الداعمة للرضاعة الطبيعية بالاجابة عن الاسئلة التالية:
* ما هي اهم عناصر نجاح الرضاعة الطبيعية وما هي الخدمات التي يقدمها مركزكم بهذا الخصوص؟
- أحد أهم عناصر نجاح الرضاعة هو وجود الرغبة لدى الام في ان ترضع طفلها، ولكن للاسف ان الرغبة وحدها غير كافية في بعض الاوقات، فأغلب الامهات الجدد يحتجن إلى المعرفة والتدريب حتى يتمكن من الارضاع الصحيح، ولهذه الاسباب كان للتدريب والتثقيف الصحي دور هام في برامج تشجيع الرضاعة الطبيعية، وقد حرصت الشؤون الصحية بالقصيم على دعم مركز التدريب النسائي بالقصيم، لانه حلقة الوصل التي يمكنها نشر التوعية والتثقيف الصحي للقطاع النسائي من خلال فتيات مدربات دون الاخلال بالعادات والتقاليد الاسلامية.
ويقوم المركز بجهد كبير في هذا المجال اقتناعا من العاملات فيه بأهمية الرضاعة الطبيعية وانها السلوك الفطري الذي خلقها الله عليه ويعقد المركز عبر مدارس البنات وعبر الجمعيات النسائية ندوات ومحاضرات مستمرة على مدار العام، كما يتعاون مع المستشفيات بالمنطقة لمتابعة الامهات الجدد وتوعيتهن وتوجيه النصح لهن في مجال الارضاع وتغذية الطفل، واعتاد المركز ان ينظم مسابقات ثقافية صحية تهدف الى نشر المعلومات والمعارف الصحية بطريقة غير مباشرة تشجع نساء المجتمع على المشاركة، وبمناسبة فعاليات اسبوع الرضاعة الطبيعية العالمي لهذا العام تحت شعار الرضاعة الطبيعية - تربية وتعليم مستمر من اجل حياة افضل - تم عقد ورشة عمل للنساء الحوامل بعد ان قمنا بعرض شريط فيديو يوضح القدرة الالهية من خلال بحث الطفل عن ثدي امه والوصول إليه دون تدخل او مساعدة ثم قمنا بعمل مسابقة بهذا الخصوص لخلق نوع من التنافس في البحث عن المعلومة الصحيحة وتطبيقها ونبذ الافكار الخاطئة.
وكل ما قدمناه في هذا المجال يعتبر قليلا وبسيطا ولكننا نأمل من الله ان يكلل مساعينا بالنجاح ويمنحنا العلم النافع حتى نتمكن من الدعوة الصادقة للعودة إلى الفطرة.
أفكار خاطئة
في هذا الموضوع تتحدث د, جيهان أحمد فرج طبيبة بمركز صحي حي الأمن ببريدة.
* من خبرتك في متابعة الامهات والحوامل ما هي اهم الافكار الخاطئة التي تنتشر بين الامهات وتسبب فشل الرضاعة الطبيعية؟
- تنتشر بين السيدات والفتيات في الوقت الحالي افكار ومعتقدات غير صحيحة عن الرضاعة، ويعود ذلك إلى شيوع استخدام الالبان الصناعية، وأود في البداية ان اوضح ان المقصود بالرضاعة الطبيعية هي ان يرضع الطفل من الثدي وحده - دون اضافات خارجية - حتى يبلغ الطفل عمر 6 شهور تقريبا، وبعد هذا العمر يتم اضافة الاكلات الخارجية تدريجيا، على ان تستمر الام في إرضاع طفلها من الثدي حتى يتم عمر عامين وإذا زادت عن ذلك فهذا أفضل، هذا التعريف للرضاعة الطبيعية هو آخر التوصيات الصادرة عن جمعية الصحة العالمية,, وهذا يعني ان ارضاع الطفل بأي طريقة اخرى غير الرضاعة من الثدي يعتبر اسلوبا غير طبيعي.
أول المعتقدات الخاطئة التي تنتشر في المجتمع اعتقاد بعض الامهات ان استعمال اللبن الصناعي او زجاجة الرضاعة هي شيء عادي وطبيعي، والحقيقة ان تركيبة لبن الام تحتوي على مواد وعناصر لا يمكن تصنيعها، كما ان حمل الام لولدها وضمه إلى صدرها يمنحه الدفء والحنان، وهذا يضمن نموه الجسدي والعاطفي بصورة سليمة.
ومن المعتقدات الخاطئة ايضا رغبة بعض الامهات في إدخال الاكلات الخارجية مبكرا والحقيقة ان لبن الام وحده يكفي تماما احتياجات الطفل حتى يبلغ عمر 6 شهور تقريبا والتسرع بادخال الاكلات الخارجية يؤدي إلى قلة ادرار لبن الام، ويعرض الطفل لاخطار كثيرة منها الاسهال والالتهابات الرئوية.
تظن بعض الامهات انه من الافضل ارضاع الطفل وفق جدول زمني ثابت، مثل ان يرضع مدة 10 دقائق كل ساعتين او ثلاث وهذا أمر خاطئ يسبب قلة ادرار اللبن، ويصيب الطفل بالاحباط، والصحيح هو ارضاع الطفل متى شاء وللمدة التي يرغبها فكل طفل يختلف عن الآخر، وبعض الاطفال يحتاج وقتاً أطول حتى يستطيع افراغ الثدي والشعور بالشبع.
وينتشر بين الفتيات اعتقاد آخر بأن الارضاع من الثدي يفقد الام رشاقتها ويسبب ترهل الثدي، والحقيقة على عكس ذلك تماما، لأن الرضاعة من الثدي تنشط افراز هرمون (الاوكسيتوسين) الذي يساعد على انقباض رحم الام وعودة جسمها إلى شكله الطبيعي، ويمنع ترهل البطن والثدي، وبالتالي تحافظ الرضاعة الطبيعية على جمال المرأة ورشاقتها، بينما تكون الرضاعة الصناعية هي السبب الاول في ترهل البطن والثدي وانعدام الرشاقة.
وأحب ان أؤكد انه يجب علينا الا ننظر إلى الام وكأنها السبب وراء عدم استمرار الرضاعة الطبيعية فالام في اغلب الاحوال ضحية أخطاء كثيرة منتشرة في المجتمع تعوقها عن الاستمرار في الارضاع وأحد أهم هذه الاسباب هي ظروف عمل المرأة وعلى الرغم من توفر أماكن خاصة للرضاعة في بعض اماكن العمل النسائي إلا ان هذه الفكرة تحتاج المزيد من الدعم والتشجيع وهناك حاجة إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة التي تعوق الرضاعة الطبيعية ووسائل الاعلام كالتلفزيون والراديو مطالبة بأن تشارك بقوة في هذا المجال.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved