بعيداً عن العاطفة المتسرعة وانفعالات الخسارة الكبيرة من البرازيل فاننا يجب ان ندرك حقيقة تطور أداء منتخبنا وتغيير جلده ببعض الوجوه الجديدة التي زج بها ماتشالا وقدمت كرة سعودية رائعة,, إلا ان هناك اخطاء وقع فيها المدرب ألغت كل العوامل التي كان من المفترض ان تأتي لمصلحتنا وتقدم الكرة السعودية بثوب جديد.
فالمنتخب السعودي لم يكن سيئا حتى يخسر بثمانية اهداف وهي نتيجة قاسية جداً وقد يرى البعض انني حينما امتدح المنتخب فهذا يأتي من جانب المجاملة فقط,, وهذا ليس صحيحاً,, فالمنتخب السعودي خسر من البرازيل في الرياض بنتيجة 3 اهداف فقط ومع ذلك وجهنا إليه النقد لأننا كنا ندرك آنذاك ان الفريق الذي يلاعب البرازيل لم يكن بالصورة المطلوبة وإنما جاء أداؤه حماسيا فقط ولكن الوضع الآن مختلف,, الفريق السعودي يتميز بحيوية رائعة ونشاط داخل ارض الملعب بالاضافة الى عناصره الجيدة التي تمثله وخاصة في مركزي الوسط والهجوم إلا ان المشكلة التي واجهت المنتخب خلال القارات وبالذات في اللقاءين اللذين خسرهما امام المكسيك والبرازيل هي سوء التوظيف للعناصرالموجودة وخاصة في خط الدفاع الذي لم يوفق المدرب في ايجاد توليفة مناسبة تستطيع ايقاف زحف المهاجمين لمرمىمحمد الدعيع الذي يشهد مستواه انخفاضاً عجيبا ولعلها فرصة لحراس آخرين قد يشدون من أزره ويعيدونه من جديد لمستواه بدلاً من حالة التجمد التي يعيشها حاليا!!
الاهداف الثمانية لاتعكس حقيقة واقع الأداءالذي قدمه منتخبنا امام البرازيل فقد كان الأداء حماسياً وسريعاً وأظهر الفريق انسجاما,, خاصة في الشوط الاول إلا ان الاهداف التي ولجت مرمى الدعيع كانت سبباً كبيراً في تفكك الفريق,, ولعل الدفاع لم يكن بالصورة المطلوبة بل ظل مفتوحا بثغرات كبيرة مر منها مهاجمو البرازيل بسهولة وبالذات في أواخر الشوط الثاني مع الامطار الغزيرة التي هطلت بقوة وأربكت اللاعبين,, ولعل ماتشالا، قرأ المباراة قبل بدايتها بطريقة خاطئة، فقد تصور ان امكانيةتحقيق الاهداف يكمن في تكثيف منطقة الدفاع بأكثر من لاعب وهذا تفكير عقيم وقديم ولايمت للتطور الكروي بأي صلة,, فكان لابد من وضع تشكيلة مناسبة وخطة بعيداً عن تجميع لاعبي خط الدفاع في المؤخرة وهو ما سهل مهمة البرازيليين في النفاذ السريع لمرمى الدعيع وكسر حالات التسلل خاصة من جانب محسن الحارثي الذي ظل تائهاً بين المدافعين وتسبب في ولوج اكثر من هدف.
اما السبب الأكبر في الخسارة فهو الجهة اليمنى التي ظلت مسرحاً ومرتعاً لهجوم البرازيل لعدم وجود ظهير ولم يفطن ماتشالا إلا بعد ان طارت الطيور بأرزاقها فاشرك محمد شلية لسد هذه الثغرة الكبيرة وإخراج إبراهيم سويد الذي كان عبئاً في الفريق ولم يقدم المستوى الذي يشفع له بان يكون اساسيا حيث لم يفهم دوره جيداً ولم يكن منسجماً مع المجموعة وقد يكون للمركز الذي يلعب به دور في ذلك ايضاً لعل من اسباب الخسارة ذلك الاندفاع الشديد للهجوم دون ضوابط او قيود وحتى والفريق يتعرض للهدف السادس ترى لاعبينا وهم يستعجلون الكرة والهجوم وهذا اراح كثيراً لاعبي البرازيل المتميزين بالسرعة في الوصول للمرمى وكان على الدفاع السعودي مراقبة مكان الخطورة في الفريق البرازيلي وبالذات اليكس و رونالدينيو هذا الثنائي الذي سجل وصنع وأرهق دفاعات المنتخب السعودي,, وأخطأ ماتشالا في اخراج عبد الله سليمان الذي كان افضل المجموعة الخلفية بقوة انقضاضه وتماسكه.
ولو ابعد الحارثي واشرك لاعباً في المنتصف لكان افضل بكثير لحفظ التوازن ومراقبة انطلاقات الفريق البرازيلي الذي اعتمد كثيرا على غزوات العمق والاطراف وخاصة الجهة اليمنى.
عموماً منتخبنا لم يكن سيئا,, اقولها للمرة الألف حتى وهو يخسر بثمانية لكن اخطاء فنية تسببت في هذه الخسارة المفاجئة ويجب معها ان ندرك ان هذه الخسارة الثقيلة العيار لابد ان تكون درساً نستفيد منه قبل الدخول في المسابقات القادمة.
ومن ابرزها,, تصفيات كأس العالم ومثلها البطولة الأفرو آسيوية والتي يجب ان نصلح اخطاءنا لندخلها بكل قوة!!
فارس القارات!!
الاهداف الستة التي جيرت لمصلحة نجم منتخبنا مرزوق العتيبي ليست امراً سهلا للاعب يشق طريقه لأول مرة على اعتاب المنتخب الوطني وهوإعلان صريح من قبل اللاعب بانه نجم عالمي قادم من الجزيرة العربية ليفرض وجوده على الساحة العالمية.
ولم يكن سهلاً ابداً ان يقوم مرزوق العتيبي باتخام مرمى بطل افريقيا وأحد اقوى المنتخبات العربية الفريق المصري باربعة اهداف من توقيعه وبأساليب إبداعية مختلفة لم يتمكن اي من اللاعبين العالميين من تحقيقها بهذه الصورة الجميلة,, وعندما نزل مرزوق لمواجهة اباطرة الكرة البرازيلية لم يكن هناك اي توقع او مؤشران هذا الاسمر النحيل سوف يهز الشباك البرازيلية باهدافه الساحرة ورغم ندرة الهجمات السعودية تجاه المرمى البرازيلي إلا ان مرزوق اراد ان يثبت للجميع انه هداف عالمي من طراز نادر حينما طبع بصمتين في شباك البرازيل.
واعطى رسالة للعالم ان الكرة السعودية معين لاينضب من إبراز النجوم حتى وهو يتلقى مع فريقه خسارة كبيرة.
هناك امر مهم يجب ان ينتبه إليه اللاعب وهو ان الوصول إلى القمة سهل,, لكن المحافظة هي الأصعب ولهذا عليه ان ينتبه لنفسه وان يطور مستواه وألا يقنع بما وصل إليه من مستوى!!
|