 ما حدث امام البرازيل للمنتخب السعودي كان جزء منه متوقعا على الاقل بالنظر الى التركيبة الفنية التي ظهر بها في مبارياته الاولى,, فاذا كان المكسيك سجل اهدافا سهلة جدا في مرمى الدعيع دون ان يبذل المكسيكيون جهدا خارقا للوصول الى ذلك فان مباراة بوليفيا لم تكن مقياسا للحكم على قدرة الاخضر الدفاعية اما مباراة مصر فالظروف التي حدثت وقللت من فرص الخصم وقوته حدت من الخطورة التي كان المصريون يؤملون باحداثها امام الشباك السعودية لتأتي مباراة الصدمة امام البرازيل وتكشف الوضع الدفاعي الهش بشكل قاس ومؤلم.
وبعيداً عن المناقشة المتشنجة يجب ان نضع ايدينا على مكامن الخلل دون ان يكون اللاعبون هم الهدف والمتهمون بالتقصير، فالمشكلة اعمق بكثير من الغضب على بعض الاسماء فسهولة الوصول للمرمى السعودي لا يصعبها لاعب او اثنان يتم استبدالهما فالبناء الدفاعي من الناحية التكتيكية لكامل خطوط الاخضر مفقود واذا كان خط الدفاع يتحمل النسبة الاكبر لما حصل فانه كان ضحية للمواجهة المكشوفة بلا غطاء دفاعي متقدم امام المد الهجومي الكاسح بالقوتين الفردية والجماعية.
كما لاحظنا عدم الربط والتناسق بين الحالتين الهجومية والدفاعية فحينما يتم الشروع باحدى الحالتين تفقد الاخرى فاعليتها وهو ما يحصر الخلل في التركيبة الحركية للمجموعة ككل وهذا الامر بالذات لا يدخل في خصائص تكتيك المدرب وخطته الموضوعة للمباراة فقط,,لانه من ابجديات ممارسة كرة القدم ومسؤوليات كان من الواجب ان يكون اللاعب المحترف قد حفظها واجاد تأديتها كل في مركزه,,ولكن المدرب لا يعفى من مسؤولية المعالجة لهذا القصور قبل الدخول في المشاركة العالمية وان يختار من يستطيع تجسيد الادوار كما ينبغي بالخضوع الى تجارب قوية تكشف مواطن الضعف الفردي قبل ان يتلمس مواطن الخلل بالمجموعة.
واخيراً,, لقد شاهدنا متغيرات ايجابية لم نلحظها سابقاً على اداء المنتخب كالنقل الكروي الجيد والمتقن نوعاً ما وكذلك القدرة على التنويع الواثق في الغزو الهجومي وامكانية الاختراق والوصول للمرمى مهما كانت قوة الخصم,,ولكننا بصراحة فقدنا الاهم عندما اهتزت صلابتنا الدفاعية واصبح التسجيل في مرمانا مشروعا بحاجة لاقل مجهود من الخصم.
|