عزيزتي الجزيرة
تعتبر رعاية جوانب نمو الطفل في مرحلة الطفولة بالتربية الاسلامية من اهم وظائف الاسرة المسلمة، لانها الاساس لعملية النمو المستمرة في جميع مراحل الحياة التالية، ولاهمية ذلك وضحت مصادر التربية الاسلامية انماط السلوك التي تحقق بها الاسرة المسلمة تلك الوظيفة ومن ذلك:
أ- ينبغي على الوالد اختيار الاسم الحسن للمولود فإن له اثرا في حياة الطفل.
ب- الأذان في أذن المولود: والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئاً فيحرص المسلم ان يكون اول ما يدخل في هذا المستودع الجديد - مستودع المعلومات - جملة التوحيد ممثلة في الأذان لكي يألف هذا الصوت وهذه العبارات.
ج- العقيقة: تستحب العقيقة وان يأكل منها افراد الاسرة والاصحاب والفقراء، وفي ذلك توطئة لرعاية النمو الاجتماعي، ومن المشاهد ان كثيراً من الناس يتساهلون فيها فيؤخرونها، وبعضهم قد يخرج قيمتها مالا وقد جهلوا مالها من قيمة، فالعقيقة لها وظيفة نفسية واجتماعية وبالنسبة للمولود لا تتحقق بدفع المال,.
د- الختان: يُختن المولود بأسرع وقت ممكن اذ لا يعرف قيمته الا من فقده فيعمل به لما فيه من الصحة والتخفيف على هذا المولود وعلى امه، ومن المعلوم ان النصارى لا يختتنون وقد عرفوا اهمية ذلك اخيراً عن طريق الطب.
ثم تأتي مرحلة الرضاع: وسأقف مع الرضاع وقفة لاهمية هذا الموضوع في هذا الزمن الذي شاع الفكر المادي فيه واصبحت المادة هي كل شيء في حياة الناس فأقول مستعينا بالله: لما كفر اهل الغرب بالدين وآمنوا بالدنيا وصارت الصناعة هي المعابد التي توجه لها كل الجهود احتاجوا للبشر فاخرجوا الرجال للمصانع ثم الاطفال ثم اخرجوا النساء، وعندما خرجت المرأة الى المصانع جاءت مشكلة الحضانة والرضاعة فبدأوا يبحثون عن بدائل فأوجدوا الرضاعة الصناعية, لكنهم مع ربحهم الصناعي خسروا اشياء كثيرة منها علاقة الطفل مع امه وانوثة المرأة الى غير ذلك.
فوجدوا انهم يخرج لهم اطفال صناعيون ذوو افكار مادية، بعد هذه التجارب المرّة راجعوا انفسهم حتى اكتشفوا كثيرا من اخطائهم ومنها عمل المرأة - وأمنية المرأة عندهم الان ان تجد زوجا يبقيها في بيتها-,الرضاع الصناعي له خطورته، لانه يفقد الصغير اشياء كثيرة من الحنان، والصحة، والحصانة ضد الامراض والآداب الاجتماعية التي يتعلمها وهو صغير.
وفي مسألة الرضاع اجري عدد من التجارب ومنها انهم اخذوا عددا من مواليد القرود وقسموها الى ثلاث فئات: الاولى: جعلوها تعيش مع امها عيشة طبيعية.
الثانية: عزلوها وجعلوا أثداء صناعية ترضع منها.
الثالثة: معزولة ايضا وعندها اثداء صناعية ومعها مس كهربائي، ولما انتهت فترة الفطام اطلقوها مع القرود وراقبوا سلوكها فوجدوا ان الفئة الاولى طبيعية اجتماعية، والفئة الثانية وجدوها تحب العزلة، والفئة الثالثة تحب العزلة ويظهر عليها الكآبة وفيها عدوانية,.
ترى كيف حال اولاد المسلمين الذين يعيشون مع الخادمات؟؟
الام اليوم تخرج كل صباح للعمل وتترك فلذات اكبادها مع الخادمة والضرر في هذا بيّن جلّي وكم سمعنا وقرأنا ما تشيب له الولدان من هول تلك المخاطر.
تلهث المسكينة وراء الدنيا ثم تضيع مالها في اشياء تافهة او يأخذه الزوج قهرا ثم يتزوج عليها! وابناؤها ضائعون مشتتون بين احضان تلك الخادمة التي لا يعلم باخلاقها وديانتها إلا الله وحده، فتخسر اولادها وزوجها وفي الاخير يضيع المال ويتشتت الاولاد فتبقى عالة لا دنيا ولا دين.
اما من الجوانب الصحية: اللبن من الام مصنوع صنعة الخبير ليناسب الطفل من حيث تكوينه، وحرارته، ونظافته، بخلاف الحليب الصناعي بالاضافة الى ما يضيفون اليه من مواد، ثم طريقة اعداده سواء من الام او من الخادمات, ان الله سبحانه جعل مع الرضعة الاولى نوعا من اللقاحات او الامصال التي تعطيه حصانة ضد الامراض الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير فكل بعد عن الفطرة يورث عنتاً، لكن كثيرا من الناس لا يدركونه أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا , في مرحلة الرضاع ينبغي العناية بطعامه فلا يأكل الا الحلال الطيب، فأول معصية ومقت في الطعام هل ادلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما,, وكذلك تعويده على النظام، فإذا كان الحيوان اذا دربته على النظام تدرب فالانسان اولى لان له عقلا, وكذا في نومه فينبغي تعويده على النوم المبكر وتدريبه على الكلام والاناشيد وحفظ القرآن والمفردات الطيبة ويميز بين الالفاظ الحسنة والقبيحة,, لكن واقع الامر ان الناس قد تساهلوا في ذلك حتى اختل نظام الطفل في كل شيء: في الاكل، وفي التعامل، وفي النوم,والطفل يمكن ان يتعلم من السنة الاولى فتأتي وظيفة الام والاب للتدريب على هذه الامور والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وينبغي التدريب على الكلام الحسن والتعامل مع الآخرين ايضاً.
محمد بن عبد الله الحميدة