عزيزتي الجزيرة
لقد أسفرت المواقف الحرجة عن معادن أبناء هذا البلد الأصيل,,فقد تعرضت لموقف - بالنسبة لي اعتبره صعبا - وذلك بعد ان رتبت أموري بالسفر ذهابا وايابا بالطائرة إلى جدة ثم إلى مكة والطائف لالتقي بعلمائنا بمكة والطائف، وكان الحجز مؤكداً الا انني احتطت بحجز انتظار على يوم السبت الذي يعقب يوم الخميس يوم عودتي تحسبا لظروف التأخير ولكن لم يحصل طوارئ ولم اتصل بالخطوط لتأكيد الانتظار ليوم السبت وبقيت على الأصل حجز الخميس, فلما حضرت يوم الخميس انا وابني الصغير الذي يرافقني إلى مطار جدة فوجئت ان حجزي المؤكد يوم الخميس ملغى وان انتظار يوم السبت مؤكد فحاولت مع موظفي المطار فلم اجد اي حل ومصروفي لم يبق منه الا 470 ريال، والبنوك مقفلة يوم الخميس بعد الظهر وغدا الجمعة، فوقعت في ورطة فذهبت إلى مساعد مدير المطار الأخ الفاضل/أحمد عتيق الحربي, وتقصى الحقائق فوجد ان إلغاء الحجز المؤكد وتأكيد انتظار السبت تم عن طريق بلد العودة القريات , ومذكور انه تم هذا الإجراء بناء على طلبي فقلت هذا غير صحيح فقال أحد موظفي الخطوط ان القاعدة لدينا انه إذا حجز الراكب انتظارا وأكد حجزاً آخر قبله فإننا نعتبر رغبة الراكب بالسفر ليوم الانتظارا اما الحجز المؤكد فإنه مضطر اليه وهذا ما صنعه موظف الخطوط بمحافظة القريات قصد خدمتك وان لم تتصل به فتساءل الحضور عندي!! ما الحل؟! فقال مساعد المدير: الطائرة عليها انتظار 35 راكباً ولا يوجد عليها الا مقعدان على الدرجة الاولى والتفت اليّ كأنه يرغبني فيهما فقلت له كم الفرق؟ فقال بعد عملية الحساب: الفرق أنت وابنك 750 ريال تضاف إلى قيمة التذكرة (الدرجة السياحية) فقلت في ذهول ليس معي هذا المبلغ, ثم قلت ولكن لا يوجد حل الا انك انت يا مساعد المدير تعطيني رقم حسابك بالبنك وتدفع انت الفرق ثم احول لك المبلغ يوم السبت - إن شاء الله - فما وسع مساعد المدير الأستاذ/ أحمد عتيق الحربي,, الا ان اشار إلى عينيه ووضع إصبعه على انفه بابتسامة مشرقة قائلا: من عيوني وعلى هالخشم , وفي بضع دقائق أنهى إجراءات الحجز ثم قال خذ هذا باقي الألف 250 ريال خلها معك وبدل ماتحول 750 خلها 10000 ريال فقلت جزاك الله كل خير وفتحها الله في وجهك اينما وجهت وجهك ,واستشعرت ان فضل الله علي كبير وان من ابناء هذا الوطن من يسارع إلى تنفيس الكربات عن إخوانه نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، اللهم آمين,ولذا فإننا لا نجحد فضل الله علينا ثم فضل أمثال الأخ/أحمد عتيق الحربي, شكرا له فهو اكبر من منصبه, وارجو من مسئولي الخطوط السعودية ان يطلعوا على هذا الشكر لزميلهم الفاضل على روح المواطنة وحب الخير والمساعدة.