 * نيودلهي - د,ب,أ
التصادم الذي وقع بين قطارين في شرق الهند يوم الاثنين والذي اودى بحياة 500 شخص يشد الانتباه الى سجل الامان الحافل بأوجه القصور للسكك الحديدية الهندية الحكومية
وحتى الان في العام الحالي وقع حادث كبير او صغير على الاقل كل شهر, وحتى في الحوادث التي لم تسفر عن وقوع اي خسائر في الارواح تسبب خروج القطارات عن القضبان في تعطيل سير القطارات لساعات وحتى لايام أحيانا.
كما وردت تقارير كثيرة عن اصطدام القطارات بسيارات او شاحنات او حافلات بسبب الافتقار الى التأمين المناسب عند مزلقانات السكة الحديد.
وباستبعاد كارثة يوم الاثنين شهدت الاعوام العشرة الماضية مالا يقل عن 18 حادثا كبيرا اودى بحياة نحو 1,262 شخصا واصابة آلاف آخرين.
وهذا يعد بلا ريب افضل من الرقم الذي سجل في الفترة من عام 1979 الى 1989 حيث تسببت حوادث السكة الحديد في إزهاق ارواح 3,043 شخصا ولكن هذا لا يبعث على اي قدر من المواساة والسلوى.
ويقول الخبراء ان الافة الرئيسية للسكك الحديدية الهندية هي سوء تحديد الاولويات فهي تهتم بالجوانب البراقة للسفر مثل توفير قطارات فائقة السرعة تعمل على خطوط طويلة اكثرمن اهتمامها بتوفير وسائل سفر تتميز بالأمان ويمكن الاعتماد عليها.
ويستطرد الخبراء قائلين ان هناك نقصا مروعا في الاساسيات اللازمة لتوفير الامان في عمل السكك الحديدية مثل توفر قضبان حديدية قوية ومتينة.
وعربات قطارات يعتمد عليها وعاملي تشغيل يمتازون باليقظة والكفاءة بل وحتى اجراءات الصيانة تعد بدائية.
وهناك جزء كبير من القضبان والجسور والمحركات والعربات في حاجة ماسة الى الاصلاح.
وتعد القضبان هي اضعف حلقة في هذا المجال حيث يوجد جزء طويل من الشبكة يلزم استبداله ولكن هذا لم يحدث, ويقول الخبراء ان استخدام القضبان القديمة يؤدي الى تآكل المعدن وتهالك القضبان الامر الذي يعد سببا رئيسيا في وقوع الحوادث مثل خروج القطارت عن القضبان, وفوق ذلك فإن ضعف متانة الجسور تمثل ايضا خطرا على سلامة الركاب اذ يقول الخبراء ان معظم كباري السكك الحديدية تم تشييدها مع وضع في الاعتبار وجود كثافة اقل لحركة القطارات مما عليه في الوقت الحاضر ولم يتم عمل شيء يذكر من اجل تقويتها لكي تتحمل زيادة حركة مرور القطارات.
ويقول الخبراء ان اجهزة الاشارات غير الصالحة للعمل تعد سببا ايضا لارتفاع معدل الحوادث ومعظم محطات السكة الحديد بها اجهزة اشارات تم تركيبها في الخمسينات او الستينات.
ويضيف الخبراء قولهم ان ما يلزم هو وجود نظم اشارة الكترونية متطورة للغاية لمنع حوادث التصادم عن طريق الوقف الالي للقطارات اثناء سيرها او للقطارات التي يقودها سائقون مستهترون وقد تم ادخال مثل هذا النظام في قطارات الضواحي في بعض المدن ولكن سوف تستغرق وقتا طويلا حتى يتم تعميمها على بقية البلاد.
وتعد مزلقانات السكة الحديد سببا آخر لوقوع حوادث السكة الحديد حيث تشهد بشكل متعاقب حوادث تصادم بين المركبات والقطارات غير أن مسئولي السكة الحديد ينزعون بصفة عامة الى نسب هذه الحوادث الى اهمال من جانب سائقي السيارات او الحافلات حيث يدأبون على عبور القضبان حتى عند اقتراب احد القطارات بسبب استعجالهم.
ويقول الخبراء ان ضعف المستوى المهاري للعاملين في السكة الحديد هو السبب الرئيسي في وقوع حوادث السكة الحديد, فالكوارث التي تقع على القضبان تعود في الاساس الى خطأ الاشارات من جانب عمال الاشارة والى اهمال السائقين في مراعاة قواعد الامان.
وينبه الخبراء الى ان نظام السكك الحديدية للبلاد عانى من الافتقار الى التخطيط طويل الامد, ويقولون ان زيادة حركة مرور القطارات تفوق الزيادة التي طرأت على طول القضبان الحديدية والضغط الناجم عن ذلك علىالقضبان له اثار خطيرة على سلامة السكة الحديد.
ويجنح مسئولو السكك الحديدية الىالقاء اللوم في ذلك على نقص الموارد الا ان المراقبين يقولون انه ينبغي للحكومات ان تولي قدرا اكبر من الاهتمام بجعل السفر عن طريق السكة الحديد اكثر امانا ولو قليلا بدلا من استنفاد الاموال الشحيحة في الاعلان عن تشغيل مسارات جديدة وقطارات فاخرة فائقة السرعة.
|