Thursday 5th August, 1999 G No. 9807جريدة الجزيرة الخميس 23 ,ربيع الثاني 1420 العدد 9807


حبيبي صدّق على النتائج ليمنع أزمة سياسية
الأحزاب الصغيرة علمت على تأجيل نشر نتائج الانتخابات الإندونيسية فحسمها الرئيس

* جاكرتا - جوي كوشرين - د,ب,أ
نجح الرئيس الاندونيسي يوسف حبيبي بحركة يد بسيطة في نزع فتيل أ زمة عاصفة تفجرت بعد الانتخابات العامة التي شهدتها البلاد.
فبتصديقه يوم الثلاثاء على نتائج هذه الانتخابات نقل حبيبي اندونيسيا الىالمرحلة التالية من تجربتها الديمقراطية وهي انتخاب الرئيس الجديد للدولة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل.
لكن قرار حبيبي بالتصديق من جانب واحد على نتائج انتخابات السابع من تموز يونيو الماضي التي توصف بأنها علامة فارقة في تاريخ البلاد، أمر أثار دهشة بعض المراقبين, ومثار دهشتهم سرعة تدخله بالتوقيع علىنتائج عملية انتخابية يفترض أنها كانت مستقلة, وهذا لا ينفي بطبيعة الحال ان توقيعه بدا مبررا.
وقال محلل سياسي غربي اعترف بأنه من دواعي القلق النسبي ألا تمر هذه العملية بجميع المراحل وفق الخطوط العريضة (الموضوعة) , وأضاف إنه أمر مثبط نوعا أن تمضي العملية في هذا الطريق كله لتصل الى هذه النقطة وعندها يعلن الرئيس نهاية البرنامج .
وكانت اللجنة الوطنية للانتخابات في إندونيسيا المؤلفة من 53 عضوا قد عجزت مرتين عن الوصول الى أغلبية الثلثين الضرورية لتصديق اللجنة على النتائج.
وسبب هذا المأزق هو رفض أعضاء باللجنة يمثلون 26 حزبا سياسيا صغيرا لم يفز اي منها بمقاعد، التصديق على نتائج فرز الاصوات.
وكانت هذه الاحزاب الصغيرة قد حصرت ما اعتبرته أكثر من 100,000 واقعة مخالفة وغش في الانتخابات، على الرغم من اتفاق المراقبين المحليين الاجانب الساحق على أن الاقتراع كان حرا ونزيها.
واتهم مراقبون الاحزاب الخاسرة بتعمد إعاقة العملية الانتخابية عن طريق تشويه ما تعذر الفوز به , وكانت هذه الاحزاب قد فازت بأقل من نسبة ثمانية في المائة من إجمالي الاصوات.
أما حكومة حبيبي التي يراقبها المانحون الغربيون والاسيويون عن كثب، فقد أمرت بالتحقيق في طعون هذه الاحزاب لكنها تركت للجنة الوطنية للانتخابات حل هذه المسألة بمعرفتها.
لكن عند فشل اللجنة مرتين في التصديق على النتائج خلال اجتماع عاصف يوم الاثنين اشار مساعدو الرئيس بشكل مفاجئ الى انه سوف يتدخل شخصيا,.
ونسبت صحيفة جاكرتا بوست إلى مولادي العدل قوله الرئيس مسموح له بالتدخل إذا فشلت اللجنة في التصديق على نتائج الانتخابات وقد فعل ماسمح له.
ويقول سوتارديو سورجرتينو احد زعماء حزب الكفاح الديمقراطي الاندونيسي إننا سعداء بأنه قد قضى بشرعية الانتخابات العامة وانتهى الامر .
وقال اكبر تانيونج رئيس حزب جولكار إننا نرحب بالبيان ونؤيد موقف الرئيس، ومن ثم نستطيع الان ان ننتقل الىجدول اعمال سياسي جديد ولاسيما الجلسة العامة القادمة للجمعية الاستشارية للشعب وبإنكار اي فسحة جديدة من الوقت على اعضاء اللجنة للخروج من هذا المأزق عرض حبيبي اول انتخابات بنظام التعددية تشهدها إندونيسيا منذ عقود لتهم بالافتقار للشرعية والفساد والتلاعب والتدخل الحكومي.
وفي حين بدا أن أزمة مابعد الاقتراع هذه قد انتهت لايبدو أن أمام إندونيسيا الوقت الكافي لالتقاط الانفاس قبل سباق انتخابات الرئاسة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل والتي يخشى كثيرون من ان تنتهي بإراقة للدماء.
فنظام الانتخاب غير المباشر (للرئيس) المعمول به في إندونيسيا يعني ان الرئيس الجديد يجب ان تختاره الجمعية الاستشارية الشعبية وليس الناخبون انفسهم.
وتضم الجمعية اعضاء البرلمان المؤلف من 500 عضو، منهم 30 عضوا يمثلون القوات المسلحة، و 200 عضو معينون يمثلون المجالس التشريعية المحلية وجماعات المصالح الخاصة.
وعلى الرغم من فوز حزب الكفاح الديمقراطي الاندونيسي بزعامة ميجاواتي سوكارنو بوتري بعدد اكبر من الاصوات مقارنة بحزب جولكار الحاكم فمازال بوسع حبيبي ان يشكل ائتلافا يمكنه من البقاء في السلطة.
وهناك مخاوف واسعة من أن أعمال عنف ستندلع في البلاد مالم تنتخب الجمعية ميجاواتي رئيسا الامر الذي يهدد بمزيد من الاضطرابات في هذا الارخبيل الذي يسكنه 211 مليون نسمة.
وقال إدوارد ماسترز سفير الولايات المتحدة في إندونيسيا في نهاية السبعينيات، أن هناك مخاوف اخرى لانه لم يظهر بعد الشخصية التي تتصدر المنافسة على الرئاسة.
وأضاف تحدث الىخمسة اشخاص وسيعطونك خمس إجابات , ويرأس ماسترز حاليا الجمعية الامريكية الاندونيسية وهي جماعة غير ربحية تستهدف تدعيم العلاقات الثنائية.
وخلص السفير السابق الى القول ستكون (الانتخابات) حامية .
وثمة مخاوف واسعة النطاق من اندلاع العنف في حالة عدم انتخاب ميجاواتي رئيسة، الامر الذي سيفاقم من الوضع المضطرب في هذا الارخبيل الواسع الذي يقطنه 211 مليون نسمة.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved