Thursday 5th August, 1999 G No. 9807جريدة الجزيرة الخميس 23 ,ربيع الثاني 1420 العدد 9807


على جسر التسوية النهائية
عرفات والمعارضون يجابهون المستقبل

* القاهرة - مكتب الجزيرة - ريم الحسيني
دشنت اجتماعات الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة صفقة العودة لزعماء المعارضة الفلسطينية الى اراضي الحكم الذاتي ولو على جسر اوسلو.
الخطوة الفلسطينية للحوار الوطني املتها الخيارات الصعبة علىجبهتي السلطة الفلسطينية والمعارضين لاتفاقات اوسلو,, فالرئيس عرفات لايود ان ينفرد وحده بتحمل المسئولية عن مستقبل فلسطين خلال العقدين القادمين على الاقل وهو مقبل على رحلة تسوية نهائية تبرز منها معضلات وقضايا اعلان الدولة وعاصمتها وسيادتها وحدودها اضافة ,, الاجئون البالغون 4,5 ملايين فلسطيني وكلها قضايا عالقة لم تحرز تقدما ملموسا جسر اوسلو.
اما المعارضون فهم على وشك فقدان ملاذهم الاخير سوريا التي تستعد لخوض غمار السلام واسترجاع الجولان بلا اوراق تثقلها مثل وجود معارضة مسلحة ولو للزينة فقط على اراضيها, وعلى ذلك التقت مصالح الاطراف في الحوار باهداف معلنة في ائتلاف وطني فلسطيني يواجه استحقاقات مرحلة المفاوضات النهائية ولكن هل يمكن ان يؤدي الحوار الى قيام ائتلاف بالفعل؟ ام انه العنوان السياسي لسقوط معظم اوراق المقاومة الفلسطينية.
البيان النهائي للاجتماعات المختتمة في القاهرة اكد على احياء دور منظمة التحرير الفلسطينية واعادة بنائها على اسس ديمقراطية وجبهوية باعتبارها ممثلا وحيدا للشعب الفلسطيني والتأكيد على استكمال الحوار الوطني الشامل والعمل على وجود عمق عربي ودولي لدعم قضايا الشعب الفلسطيني.
خلاف بين عرفات والقدومي
والقراءة المتأنية لسطور البيان تؤكد ان المتحاورين لم يصلوا الى نتائج واتفاقات عملية ومقبولة سياسيا في المرحلة الحالية فاحياء دور منظمة التحرير غير مقبول اسرائيليا ويعوقه عمليا رئاسة الرئيس عرفات للسلطة الفلسطينية ولمنظمة التحرير وطبقا لمعلومات حصلت عليها الجزيرة فان اجتماعات القاهرة شهدت خلافات حادة بين ياسر عرفات وفاروق قدومي (ابو اللطف) رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير حول التقييم الحقيقي لاستراتيجية تعامل سلطة الحكم الذاتي مع الحكومة الاسرائيلية فيما يتعلق بالقضايا المصيرية للفلسطينيين .
كما طالب ابو اللطف بضرورة سعي فلسطيني حقيقي نحو سوريا لاجراء مصالحة شاملة وتحقيق توازن بين المسارات التفاوضية العربية.
لكن رغم الخلاف بين بعض رموز المنظمة لتصحيح المسار فان هذا لايمنع من وجود تيار جارف لدي الجبهتين الشعبية والديمقراطية للدخول في رداء السلطة الفلسطينية حيث بادرت الجبهة الديمقراطية بزعامة حواتمة منذ مايو 1998 بابراز تأصيل سياسي يتخذ من انتهاء سنوات اوسلو الخمس في مايو ذايعة لقبول الحل السلمي مع اسرائيل دون التقيد باوسلو التي انتهت قانونيا حسب نايف حواتمة مستغلا مايقول به من فراغ سياسي بعد 1998 ولكن رئيس الجبهة الديمقراطية يلجا في تقديم هذا المشروع السياسي في التأكيد على ضرورة الاستناد الفلسطيني الى قرارات الشرعية الدولية والعمق العربي خاصة لدول الطوق.
واقع أسلو
واذا كان ابو علي مصطفى الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لم يقدم ملامح مشروع سياسي متكامل في اجتماعات القاهرة الا انه تحدث عن الامر الواقع الجديد الذي خلقته اوسلو من حيث خلق تحديات جديدة للمعارضة منها ماتمتعت به السلطة الفلسطينية من آليات حياة نابضة على جزء من الارض الفلسطينية مستندة الى قوة اجتماعية في الداخل واعتراف عربي ودولي واسع النطاق بينما ظلت المعارضة تعاني من تفاقم اوضاعها الداخلية دون الاستناد الى قاعدة جغرافية وبشرية تؤمن الانطلاق والدعم اللوجستي والركون الى ممارسات سياسية انصرفت الى بيانات الشجب والادانة فقط دون تحريك ذلك لفعل سياسي ملموس حسب ما اعترف بذلك ابو علي مصطفى نفسه.
بحث خلافة عرفات
ولعل النقطة الايجابية في اجتماعات القاهرة هي ماتم بحثه في هدوء حول قضية خلافة عرفات سواء على صعيد اجتماعات اللجنة المركزية لفتح او الحوارات الجانبية للمجتمعين وذلك تلافيا لنتائج سلبية قد يسفر عنها غياب مفاجئ للرئيس الفلسطيني الذي يعاني اوضاعا صحية غير خافية.
وعلى الرغم من الاعلان عن استئناف الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة او عمان واعلان خالد الفاهوم الرئيس السابق للمجلس الوطني ورئيس لجنة المتابعة عن الفصائل المعارضة عن رغبة في اللحاق بالركب الا ان فصول هذا الحوار لن تكون نهائية الا علي اراضي الحكم الذاتي وذلك في ظل وجود معلومات عن حصول الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات علي موافقة خطية من رئيس الوزراء الاسرائيلي اهود باراك لعوده خمسة من القيادات الفلسطينية منهم جورج حبش ونايف حواتمة وذلك تجديدا لعهود كان رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحاق رابين قد قطعها الى الرئيس عرفات ايضا حال دون تنفيذها وقئذاك تدخل صقور الموساد الاسرائيلي التي منعت دخول نايف حواتمة الى اراضي الحكم الذاتي قبل ثلاثة اعوام.
ورغم السيناريوهات المفروضة حول صفقة العودة الا ان السؤال يبقي قائما هل تحسن الصفقة من اوضاع المفاوض الفلسطيني في المرحلة المقبلة؟
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved