صدر العدد الجديد من مجلة البحرين الثقافية التي تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في البحرين,, وقد احتوى العدد على جملة من المواد والنصوص الادبية والنقدية مثل: أشكال التمائم الصدفية عند قدماء البحرين: عبدالعزيز علي الصويلح، مرايا شجرة المعرفة,, قراءة في الشوكران: جعفر حسن, مدائح صالح,, انتصار للتألق الشعري: عبدالله جناحي, ومنها نقتطع: ان نص مدائح يمتلك بين فقراته تداعيات عديدة، وفيه محطات كثيرة من الممكن الوقوف امامها وتحليلها، وهو بالتالي من ذلك الصنف من النصوص التي تتألف من نصين: أحدهما هو الماثل امامك مطبوعا، والنص الثاني غائب، لكن له وجوداً يتجلى سره من خلال منطوق النص, ومرة اخرى من خلال الاشياء التي اضمرها صاحب النص وصمت عنها ,, فواضح من الشكل العام للمدائح بأنه خطاب ادبي يحتضن عواطف جياشة حول انثى متخيلة ابتداء من تخيل قدومها في الليل وتخيل عطر انفاسها وفمها وشهقتها ونفحتها، مروراً بالمكان الذي هي فيه، ذلك المكان المتعدد والمبتدأ بالعشب الذي تسير عليه والحجرة والسرير والمدينة كلها، العلاقة بين التجربة الفعلية والمكان تكون واضحة كصور جمالية او ومضات ابداعية، حيث يتركز الوصف وتتكثف الدلالات اللفظية والرمزية بين الخيال والذكرى لتجربة مورست والكائن الذي شارك في هذا الفعل,ومن المواد النقدية هناك: شهريار والتاريخ عند الشاعر عبدالعزيز المقالح: محمد عبدالرحمن يونس, التلقي والتجربة الجمالية: علي نجيب إبراهيم, ومن النصوص: الامهات: فراس عبدالمجيد, جوع ونخلة محترفة: وفاء الطيب, تذاكر من فضلك: د,ه, لورنس, صباح الخير سيدتي: جمال بدومه, اغنية القميص: توماس هود, نوافذ مرتبكة: غازي الذيبة, في باب آفاق تقرأ في اشكالية الخطاب التاريخي المعاصر لمفيد الزيدي: يعد الاشكال ذو طبيعة فلسفية لشيء ما، او حالة ما، فالاشكال تقرير مالا يمكن تقريره بشكل حاسم، وتنفيذ مالا يمكن عده قرارا عقلانيا، فالاشكالية تحمل في ذاتها تعدد الحلول لمسألة واحدة، وتنوع الاتجاهات نحو قضية معينة، وهي كل ما يشير إلى حقيقة ما هو نسبي، ولا يمكن عدها فاصلة وحاسمة، بل تشكل جانبا من جوانب القضية, فالاشكال حقائق متداخلة لا يمكن البرهنة عليها بيسر، فهي بداهة علمية، وحقيقة مستجلية، ومن اجل الاحاطة بالاشكال لابد من التأكيد على شمولية المصطلح، وتنوع دلالاته، واتساع آفاقه، وعمق مغزاه, فبعده التاريخي يتبلور من تراكم التجارب الاجتماعية والثقافية لمجتمع ما، وثراء علاقاته الاجتماعية والتحولات التي مرب بها، ثم ان تاريخه ليس ثابتا، ولا يسير في اتجاه مستقيم، بل ينحرف ويتغير مساره تبعا لحركة القوى الاجتماعية الفاعلة فيه, ايضا تضمن العدد حواراً مع البرت حوراني: نانسي جالاجر, اما ملف العدد فقد كان عن غيلنر اعده عبدالله عبدالرحمن يتيم ومن المواضيع التي احتواها الملف: تقديم غيلنر، من المحراث إلى الكتابة: في حوارية إرنست غيلنر مع العرب والمسلمين, حول انتاج المعرفة والانثروبولوجية: حوار مع ارنست غيلنر, في تشكيل يكتب اسعد عرابي عن جذور الفن التشكيلي المعاصر في البحرين, ونقرأ مراجعات نقدية ل:المؤسسات الثقافية الاولى في الكويت: حسام أبو اصبع, الغناء الصنعاني, دواء الروح: مريام اوسلن,ادوار سعيد في مواجهة الثقافة والامبريالية: تركي علي الربيعو,ومنه تقرأ: في بحثه عن انشباك الثقافة بالامبريالية، يندفع ادوارد سعيد الى تخوم المسكوت عنه في الانشاء (الخطاب) الثقافي الامبريالي، إلى ما يستبعده ويقوم بتحويره وتزييفه والذي من شأنه ان يفضح ذلك التحالف اللانقدي بين المثقفين ومؤسسات القوة، التحالف الذي دفع ب ادوارد سعيد الى التنديد به وباغراءاته وكما شرح ذلك جيداً في كتابه الموسوم بصورة المثقف,, وفي بحثه هذا يسعى سعيد الى محاصرة الموضوع بفيض من الاسئلة المتشابكة والتي تستشف من السياق العام لعلاقة الانشباك بين الثقافة و الامبريالية وبالاخص ما بين الرواية والامبريالية,, يجلو سعيد وعلى طول مساحة روائية تمتد من جوزيف كونراد الى ألبيركامو، مروراً بالعديدين مثل كبلنغ وأروستن وفورستر وكارتر وديكنز وحتى إليوت، يجلو العلاقة بين الرواية والامبريالية وكما تظهر بصورة مدهشة وعلائقية في اعمال جوزيف كونراد (بالاخص قلب الظلام) والتي يقف سعيد عندها جيدا,, إن سعيد يبني آمالا على الحركة الى الداخل وعلى الخطاب المضاد، وهو يلمح تنامي هذا الخطاب في اكثر من مكان، من افريقيا إلى آسيا، ويبني عليها آمالا في فكفكة ومناهضة الخطاب الامبريالي وتهديم اساطيره ومن هنا نستطيع ان نموضع جهود سعيد في هذا السياق من السرديات المغايرة لسرديات الغرب الامبريالي ذات الطابع العدواني.
لوحة الغلاف الاول للعدد بريشة الفنانة السعودية شادية عالم.