سيخسر كثيرون امورا من الاهمية بمكان في حياتهم حينما لا يعيرون العلاقات الانسانية العامة ادنى اهتمام, سيخسرون بسبب ان العلاقات الانسانية، علم كالعلوم الاخرى لها قواعدها واطرها وأسسها التي يقوم عليها هذا العلم, ومن ذلك تعامل الانسان مع الغير من والدين واخوة واقارب, تعامله مع مديره ورؤسائه ومرؤوسيه وزملائه في عمله، تعامله مع مرتادي العمل بحكم الزمالة غير المباشرة,.
واخيرا تعامله مع الجمهور بمختلف فئاته واصنافه ينبني كل ذلك على الطريقة المثلى للتعامل مع الآخرين من احترام للرأي والمشاعر وحسن الاستقبال والرفق في التعامل وتذليل الصعاب التي قد تواجههم وبسط الوجه ولين الجانب وتوجيههم بأسلوب راق رقيق يشعر الطرف الآخر بفائق التقدير ونبل المقصد وحسن النوايا والمحبة والصدق في التعبير والاخلاص في التعامل وما أجمل ان يكتمل هذا العقد الفريد، والعلم الجليل بتوثيق الصلة الدائمة مع الباري عز وجل ومع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
لكن هم قلة من يجيدون فن التعامل مع الآخرين ومن يدركون انهم اعضاء في مجتمعهم لهم حقوق وعليهم واجبات تجاه النفس والاسرة والمجتمع والوطن,, وقد اثبتت الدراسات المختلفة وخاصة النفسية والتربوية منها على أهمية فن التعامل مع الآخرين ودوره الكبير والمنقطع النظير في تكوين شخصية صاحبه,, وفي تأثيره على سلوكه في حياته العامة منذ سنواته الاولى وحتى الوفاة.
ولا يزال الانسان بخير ما دام حريصا على خدمة الآخرين وحسن التوجه في السلوك والتفكير الصائب والاهتمام بكل ما يتعلق بالمصلحة العامة من فطنة وكياسة ولباقة وطول بال وسعة صدر,.
ومع الاسف هناك من يفرط بدراسة هذا العلم وعدم المحاولة الجادة لتطبيقه من خلال شارع الحياة النابض بالحيوية والعطاء المتدفق الذي سيتحول وردا جميلا يعبق شذى زكي الرائحة في اطار فن التعامل مع الآخرين لذا فمن الاجدر بكل واحد منا ان يذكي روح هذا الفن حتى تذوب كل الفروقات ويبث الصفاء النفسي والشخصي ويلتم الشمل ويعم الوئام, ولكن عندما تنعكس الآية ينقلب الورد شوكا وتتحول الخضرة الى يابسة ,,بقي ان نشير هنا الى ان متعلمي هذا الفن ومتبعيه لا بد لهم من المحافظة عليه فهو الباقي في هذه الحياة.
خالد بن ابراهيم الشمسان