Thursday 5th August, 1999 G No. 9807جريدة الجزيرة الخميس 23 ,ربيع الثاني 1420 العدد 9807


قضية تشكيلية
سعياً لإيجاد الحلقة المفقودة ,,التذوق الجمالي كيف ننميه ونعممه وماهو دور التربية الفنية في إيصاله للمجتمع؟
فلسفة الجمال مثار نقاش الفلاسفة الإغريق وحتى يومنا هذا
التذوق الجمالي مهم جداً في تحقيق التناغم وبناء القيم في سلوكيات الأفراد

قضية تشكيلية نمط جديد للصفحة سوف نبحث من خلالها عن الكثير من قضايا هذا الفن وهمومه وسنمد جسورا طويلة بين القارىء وبين المختصين ونحاول جاهدين ان نضيف شيئاً من التواصل المستمر سعياً في تحقيق الهدف الاسمى وهو الوعي الجمالي ومفهومه ومفهوم العطاء التشكيلي كونه عطاء انسانيا يرتقي بالذوق ويساهم في تنمية وبناء المجتمعات.
ويسعدنا هذا الاسبوع ان تقدم قضية مهمة تتمثل في اهمية التذوق الجمالي ودوره في سلوكيات افراد المجتمع ونبحث عن الطرق لايصاله لتحقيق الهدف منه ونطرح التساؤل الاهم وهو دور التربية الفنية في تنمية التذوق الجمالي عند الناشئة.
وقد سعينا نحو الاختصاص وبعثنا بالقضية لعدد من الفنانين ودكاترة جامعة الملك سعود فكان اول الغيث هذه السحابة الرائعة من الدكتور يوسف العمود رئيس قسم التربية الفنية بكلية التربية بجامعة الملك سعود ونحن في انتظار بقية الغيث باذن الله.
بادىء ذي بدء احب ان اشكر صفحة فنون تشكيلية بجريدة الجزيرة على الدور التوعوي الكبير الذي تضطلع به ازاء الفنون التشكيلية ونشر الاهتمام بها في هذا البلد الغالي, كما اثمن واقدر للاستاذ الفنان محمد المنيف اختياره لموضوع بالغ الحساسية والاهمية الا وهو موضوع التذوق الجمالي في المجتمع.
وموضوع الجمال وطبيعته وقضاياه من المواضيع الفلسفية في علم الجمال, وقد كانت مثار نقاش الفلاسفة وعلماء الجمال والمهتمين بالفنون منذ عهود فلاسفة الاغريق حتى عصرنا الحاضر, وسنسعى للابتعاد عن الطرح الفلسفي المتعمق لهذه القضايا وننحو تجاه التبسيط بحكم ان هذا الموضوع يطرح على صفحات جريدة يومية اغلب جمهورها من القراء غير المتخصصين، فيفترض ان تكون مادتها سهلة الهضم والاستيعاب.
المحور الاول: دور التذوق الجمالي في سلوكيات افراد المجتمع
كرم الله سبحانه وتعالى الانسان وخلقه في احسن تقويم, ومن هذا التقويم الحسن تلك المشاعر الراقية التي اودعها في هذا الانسان وهي الاحساس بالجمال, فالانسان السوي كائن جمالي قائم على الجمال وفي كل سلوكه وتصرفاته يحتكم الى هذا الجمال, وعامل البيئة هنا مهم ومؤثر جداً, فهي اما ان تؤكد نمو الجمال لدى الفرد واما تنفيه, والبيئة السوية تستقبل هذا المولود وتغذيه بمقومات الجمال, والبيئة القاحلة والجرداء جمالياً تفرز افراداً معاقين ومضطربين جمالياً, ولو خلا الانسان من الجمال لأصبح اشد حيوانية من الحيوان, ولو لم يكن هناك جمال لما كان هناك وعي عميق بالدين لأن الدين ايضاً قائم على الاحساس بالجمال,, ان الله جميل يحب الجمال,, ان الله يحب اذا عمل احدكم عملاً ان يتقنه، والاتقان من مظاهر الجمال, والقرآن الكريم يبني خطابه للمسلم على الاحساس بالجمال, فالمشاهد والصور البديعة التي يرسمها القرآن الكريم للجنة وما تحويه من نعيم في العديد من السور القرآنية قائمة في اساسها على ان الانسان المسلم لديه من الحس الجمالي ما يستشعر به ذلك النعيم وتلك المتعة وبالتالي يسعى نحو الرغبة الى الله والفوز بهذه الجنة والبعد عن النقيض وهو النار.
والشعور بالجمال او الذوق الجمالي هو المعيار الذي نرتكز عليه بشكل تلقائي في صنع قرارات لا نهائية في حياتنا اليومية, فكل حركاتنا وسكناتنا وحديثنا وصمتنا واكلنا وشربنا وقيادتنا للسيارة وجدنا وهزلنا,, باختصار كل تصرفات الانسان هي تجسيد لقرارات جمالية نصنعها بشكل لا شعوري ويترتب عليها سلوكيات جمالية, والسلوك الجمالي حالة نسبية قد تصل للقمة وايضاً قد تنحدر للقاع, وعند هذا القاع يظهر نقيض الجمال وهو القبح.
والجمال لا يتوقف عند كونه سلوكيات وقيماً اخلاقية ولكنه ايضاً يمثل علاقات ونسباً في العالم البصري الذي يحيط بنا من جميع الجهات, فكلما كانت هذه العلاقات والنسب خاضعة لقيم جمالية ادى ذلك للارتياح والانس والمتعة, وكلما كانت تلك المرئيات في عالمنا البصري بعيدة عن مقومات الجمال من انسجام وتوافق وتناغم وايقاع وتوازن انعكس ذلك على نفسية المشاهد وظهر من خلال توتره ونفوره واشمئزازه مما يراه.
لذا فالتذوق الجمالي مهم جداً في تحقيق التناغم والانسجام والتجانس والارتياح والقبول والمودة واللباقة وغيرها من الاخلاقيات والقيم في سلوكيات افراد المجتمع، والتي تضمن سير الحياة وتطورها بشكل طبيعي, ولو حصل النقيض لانتفت الحياة الانسانية الطبيعية وحل محلها الفوضى والانهيار والانحطاط.
والذوق الجمالي ينمو مع نمو الفرد في البيئة التي تهتم بهذا الجانب وتؤكده, وهذا يتم عن طريق التربية المباشرة والتربية غير المباشرة, والمقصود بالتربية المباشرة هي ما يتعلمه الطفل في المدرسة من سلوكيات وعلاقات وقيم جمالية وبالذات ما يتم استيعابه من خلال مقرر التربية الفنية, اما التربية غير المباشرة فهي ما يتعلمه الطفل او الفرد في البيئة المحيطة به، من خلال تفاعله داخل المنزل والاسرة وما يتأثر به من انشطة المؤسسات الاجتماعية والدينية والاعلامية والثقافية والرياضية وغيرها.
الخلاصة باختصار ان التذوق الجمالي مؤثر وبشكل فعال في كل ما يصدر عن افراد المجتمع من سلوكيات.
المحور الثاني: طرق إيجاد التذوق الجمالي في المجتمع
توافر التذوق الجمالي في المجتمع هو محصلة لعوامل ومؤثرات عديدة, ومن ابرز هذه العوامل الدين والتربية والفن, فالدين هو بمثابة نظام حياة متكامل يكفل التوافق والانسجام بين حاجات الفرد الجسدية والروحية وينظم العلاقة بين الانسان وربه وبينه وبين جنسه والبيئة المحيطة, وقمة الشعور الجمالي لدى الفرد تتحقق بوصول الفرد الى القناعة والامتثال لذلك النظام, والتربية هي ايضاً نظام يقوم به المجتمع ليضمن ان افراده يعدون بطريقة سليمة للتكيف والتطور ويسيرون وفقاً للمعايير والاعراف والتقاليد السائدة, ويأتي الفن كنظام ليهذب ويطور ويشبع الحواس المختلفة من حاجتها للجمال, فالانسان السوي يحتاج للجمال ليتكيف ويتفاعل مع بيئته وبالتالي يحقق رسالة عمارة الارض والتطور الحضاري.
وهناك طرق عديدة يمكن من خلالها اشاعة مستويات ناضجة وراقية من التذوق الجمالي, من ابرزها في نظري بيان ان الدين لا يتعارض مع الفن, فالدين الاسلامي يدعو الى الفن الراقي الجاد الهادف من خلال الادب والفنون التشكيلية والمسرح وغيرها, فالدين الاسلامي دين كوني عالمي نابع من الفطرة الانسانية القائمة على الخير والجمال, وهو دين موجه لسائر أصناف البشر بغض النظر عن الجغرافيا واللغة والثقافة واللون والشكل,, فالاسلام لا يتعارض مع اي فن او ادب ملتزم بغض النظر عن مصادره شريطة عدم تصادمه مع الثوابت والمسلمات الاسلامية.
وفي مجال الفنون التشكيلية يمكن تنمية التذوق الجمالي عن طريق المدرسة، وذلك من خلال تطوير التربية الفنية في المناهج المدرسية, فمقرر التربية الفنية في كثير من المدارس اصبح ممسوخاً ومهمشاً وفي حالة يرثى لها, وبالتالي اصبح في وضع لا يتوقع منه تحقيق هدف تنمية التذوق الجمالي, فاصلاح التربية الفنية اصبح مطلباً ملحاً لكي تؤدي دورها المأمول.
ويمكن ان تلعب المتاحف دوراً كبيراً وبارزاً في تنمية التذوق الجمالي لما تحويه من ابداعات فنية مختلفة, ومتحف الفنون بما يعرضه من اعمال فنية وما يقدمه من برامج تربوية وفنية سيكون مؤثراً في بيان اهمية الفنون التشكيلية في المجتمع وتوضيح دورها في تنمية الرؤية والاحساس بالجمال.
والاعلام بقنواته المختلفة له دور بارز في رفع مستويات التذوق الجمالي بين افراد المجتمع, ويمكن ان يتم ذلك عن طريق برامج منظمة تتناول بعض الاعمال الفنية بالوصف والتحليل والتأكيد على الجوانب الابداعية والجمالية.
المحور الثالث: دور التربية الفنية في تنمية التذوق الجمالي
يمكن ان تلعب التربية الفنية دوراً بارزاً في تنمية التذوق الجمالي في المجتمع, ويحسن قبل الخوض في التفاصيل محاولة التعرف عن كثب على هذا المصطلح وهو التربية الفنية الذي يسيء الكثير من الناس فهمه, فالتربية الفنية هي مزيج لمصطلحين رئيسيين هما: التربية والفن, والتربية بأبسط معانيها هي عملية تنشئة وتكييف للفرد ليكون عضواً فاعلاً ومنسجماً مع الثقافة والمجتمع اللذين ينتمي اليهما, وهذه التنشئة تهتم بالرقي بالفرد من النواحي الجسمية والنفسية والعقلية والاخلاقية ليتحقق له التوافق مع بيئته, اما مصطلح الفن فكثير من تعريفاته الحديثة تربطه بالتعبير والتجسيد المادي لهذا التعبير في هيئة عمل فني, والتعبير في الفن هو تعبير جمالي من خلال العمل الفني الذي يحمل مفاهيم ومشاعر.
ويتميز العمل الفني بخضوعه لأصول الصنعة والمهارة ويسعى الفنان في انتاجه الفني الى ان يكون راقياً من الناحية الجمالية وخلاقاً من الناحية الابداعية, لذا فان مصطلح التربية الفنية يعني تنشئة وتكييف الفرد من خلال العمليات الفنية المختلفة المرتبطة بانتاج وتذوق العمل الفني ليتحقق له النمو الوجداني والادراكي والاخلاقي والجمالي ويحصل له التوافق والتفاعل الايجابي مع البيئة التي ينتمي اليها.
والتربية الفنية كفيلة باذن الله تعالى بالقيام بدور ايجابي وكبير في تنمية التذوق الجمالي, وحقل هذا العلم قائم على منظومة ثلاثية من المعارف والمهارات والسلوكيات.
وكل منها يمهد الطريق نحو تطوير التذوق الجمالي, فالاساس المعرفي للفن له دور فعال وأساسي في ادراك كنه الشيء وتقديره وتذوقه, فمقدار المعرفة التي تصلنا عن العمل الفني تحدد بشكل كبير جرعة التذوق الجمالي التي نحصل عليها من خلال مشاهدة ذلك العمل الفني, يقول المثل العربي الناس اعداء لما جهلوا , بمعنى ان انتفاء المعرفة والجهل بشيء ما يولد العداء والنفور منه, والشواهد على ذلك كثيرة في حياتنا الثقافية والعلمية, ومن الملاحظات السلبية التي تؤخذ على كثير من معلمي التربية الفنية التغييب الواضح للجانب المعرفي في التربية الفنية, وهذا التغييب ساهم وبشكل فعال في تهميش وتقويض هذا المجال في مؤسسات التربية والتعليم وفي المجتمع ككل, معلم التربية الفنية يجب ألا يكتفي برصيده من المهارات والتقنيات واساليب الاداء بل يجب ان يتجاوزها لجانب اهم وهو الالمام بالمفاهيم والافكار والنظريات والقضايا الثقافية والاجتماعية المرتبطة بالمجال, وذلك يتم عن طريق التثقيف الذاتي بالقراءة المستمرة والدائبة للكتب والدوريات المتخصصة بمجال التربية الفنية والفنون التشكيلي، والحرص الدائم على البقاء على اتصال مستمر بالاساتذة الذين درس على ايديهم اثناء تحصيله الدراسي, وفي هذا المقام احب ان اوجه شكري لبعض اساتذة التربية الفنية من خريجي قسم التربية الفنية الذين مازالوا على اتصال مستمر بالقسم رغم تخرجهم منذ سنوات عديدة, واحب ان اهمس في آذانهم وآذان جميع معلمي التربية الفنية بأن السعادة غامرة والفرح كبير عندما نلتقي ببعضهم ونسعد بسماع نجاحاتهم ونأسى لبعض المشاكل التي تواجههم ونتبادل الرأي والمشورة حول ما يتم طرحه.
والجانب الثاني المهم الذي تقوم عليه التربية الفنية ويسهم بشكل كبير في تطور الذوق الجمالي هو المهارات, فالتربية الفنية قائمة على العمل الفني انتاجاً وتذوقاً, ولا يمكن ان يتم انتاج العمل الفني دون امتلاك القدرات التي يجب توافرها عند التلميذ ليتمكن من استخدام الادوات والخامات بطريقة فعالة وعملية, والمهارات تتطور بوجود القدرات والممارسة المستمرة, والعمل الفني في النهاية يظهر بدون اقنعة ولا مجاملات, فان كان التلميذ الذي انتجه يفتقد القدرة على التعامل مع الآلات والخامات المختلفة التي استخدمت في الانتاج فان هذا العمل سيظهر سيئاً معاقاً لا يسر الناظرين ولا يسهم في اشاعة الذوق الجمالي فيمن يراه, وعلى النقيض ذلك العمل الفني الذي يظهر بكل ثقة واقتدار وشموخ وهو يعلن في كل جزئية من جزئياته عن القدرات الفائقة والمهارات البارعة التي ساهمت في ان يكون قبلة ومتعة للناظرين, وهذا العلم بلا شك سيسهم في رقي الذوق الجمالي لما يثيره في نفس المشاهد من متعة وجمال.
والجانب الثالث الذي تقوم عليه التربية الفنية هي السلوكيات او الاتجاهات, ودورس التربية الفنية تنطوي على مجموعة لا نهائية من السلوكيات, وهذه السلوكيات هي نتيجة استجابات التلميذ لمؤثرات وتحديات البيئة المختلفة, وهي ترتبط بشكل كبير بالبناء الداخلي للتلميذ الذي يحدد سمات الشخصية من النواحي الفسيولوجية والفيزيقية والانفعالية والعقلية وتكيفها وتفاعلها مع البيئة المحيطة, فترابط هذه المقومات بعلاقات ايجابية تحكمها هو الذي يحدد سلامة وتكامل السلوك وبالتالي نجاحه في التأقلم مع البيئة, والتربية الفنية يمكن ان تغذي وتشبع جميع هذه النواحي ليظهر السلوك بشكل صحي وجمالي.
والتربية الفنية في تفعيلها وتحويلها الى واقع معاش تعتمد بشكل كبير على وجود المعلم الواعي بفكرها ومنهجها ومجالاتها وتقنياتها المختلفة, ومعلم التربية الفنية هو رسول الفن والجمال في المدرسة، ورسالته هذه ايضاً تمتد للمجتمع الكبير الذي ينتمي اليه, وعندما ينصرف هذا المعلم عن هذه الرسالة السامية والعظيمة الى اقحام نفسه بأمور هامشية لا تمت لمقرره بأي صلة مثل تصليح المكيفات وتسليك المجاري واعمال الصيانة الاخرى في المدرسة، فانه يحط من كرامته وقبل ذلك يحط من سمعة ومكانة التربية الفنية في المدرسة, لأن هذا المعلم الساذج سيخلق انطباعاً سيئاً عند اسرة المدرسة من ادارة ومعلمين وطلاب بأن التربية الفنية هي مادة السخرة والاستغلال والمهانة, ولا اعتقد ان معلم التربية الفنية سيكون لديه وقت او جهد زائد لأعمال الصيانة المدرسية لو كان هذا المعلم واعياً وأميناً ومخلصاً في تدريس التربية الفنية, وحتى لو افترضنا وجود فسحة من الوقت لديه فيجب ان يصرفه في اشاعة الجمال وبناء الذوق السليم داخل اروقة المدرسة, والمجال هنا واسع والانشطة لا نهائية, والتربية الفنية لا تختلف عن اي مقرر آخر, فيجب ان يتم تدريسه بصورة جادة بعيدة عن التسيب والارتجالية, وذلك ببرمجة انشطتها المختلفة وفق خطط منهجية مدروسة بمعنى وجود اهداف ومواضيع وحوار وإثارة ونقد وتذوق وجدول زمني للتنفيذ وبرنامج مرحلي للتقييم, بالاضافة الى التأكيد على الجوانب الابداعية والجمالية, والجمال والابداع عندما يكونان امام ناظري معلم التربية الفنية على الدوام فان ذلك كفيل بعون الله بنشر الذوق الفني والاحساس بالجمال في بيئة المدرسة, العمل الفني الذي ينتج بابداع وحس جمالي مرهف يصبح كالوردة الجميلة المظهر والطيبة الرائحة التي تبث المتعة وتشيع الجمال في المكان الذي توجد به.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved