Monday 2nd August, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 20 ربيع الثاني


جيش شعراء العامية والشعر
جيش الأمية والإنسان

لا يوجد - في الواقع - ما يقتصر على وجهٍ واحد,.
والجهل كذلك,,،
,, والامية كذلك.
,, الامية الابجدية، والامية الاخلاقية، والامية التربوية، والامية الحضارية، وباقي العقد المنتظم طولا بطول الافق، واتساعاً باتساع الكون.
هذا الجيش من الاميات المتواصلة,, كيف يكون القضاء عليه؟ وحال من يقف ازاءه كحال خراش في هذه الصورة:
إذا كثر الظباء على خراش
فما يدري خراش ما يصيد
والمقصود تماثل الحيرة، وتبدد التركيز، وصعوبة التنفيذ، فالجهات ليست واحدة، وليست واحدة بعد المائة، ولا بعد الالف، ولكنها بعد عدد سحيق من الاصفار التي تتكئ يساراً على واحد.
هنا فقط يقف المرء على فداحة الواقع ومراراته.
فالانسان - على المستوى الشخصي - كلما تقدم علما اكتشف أمية جديدة فيه، وهو كذلك حتى آخر مدى تصل إليه حتى .
فالعلم يزداد ولا حد له,, والاميات تتكشف ولا نهاية لها، وكل ذلك راجع إلى العلاقة الطردية بين العلم والجهل، فكلما تقدم الانسان خطوة إلى الامام انمحت خطوة واحدة فقط من مسيرة الجهل الطويلة عنده، فكل حيز علم لا يكون إلا بازاحة ما في ذلك الحيز من الجهل، والامية ما هي إلا قطرة في بحر الجهل العظيم.
والامية بلبلة فكرية، لا تحتاج إلى مزيد من البلبلة، وهي لم تعد فك رموز الحروف فقط، او عدم التفريق بين الالف والياء فتطور العصر بالعلم وأدواته لم يستثنها من ذلك الصعود، فقد يطلق على من يجهل ضرورات الحياة اميا مع إلمامه بالقراءة والكتابة.
فكيف السبيل - على مستوى المجتمع - إلى إزالة الامية من (شعر العامة) إذا كان من تصدى لازالتها هو بنفسه من ذلك الواقع، ويضمه ذلك الاطار، وهو مشارك او متواطئ بصنع ذلك الواقع.
فهل تزال (الامية) بالامية؟
وفسّر الماء بعد الجهد بالماء!!
ولا أخال الخائضين في هذا الواقع إلا كهذه الاسئلة المتناطحة:
متى يكون السؤال للسؤال جوابا؟
متى يكون الجواب عن السروال سؤالا؟
متى تنضج أدوات الشعر الشعبي؟ متى يشيب الغراب؟
- فاصلة,, الجد في حومة الهزل انتحار بطيء,, لا تعاقب عليه الشرائع والأديان ولكنه في الانسان علامة لجودة اصله ومعدنه,, وطيب ثراه ومنبته وثمرته.
فإذا وجدت ذلك الانسان في حومة من الهزل حاملا لتلك الصفة,, فهو كالدرة في الوحل، ويجب عليك الا تنسى بأن الظلام لا يخفي النجوم,, والرياح لا تقتلع الاشجار,, والانسان لا يهرب من جلده,, والوحل لا يعلق بالدرة ولا يبخسها قيمتها.
فالجاد الحازم في معترك الجهل والظلام، كالفارس الاصيل الذي لا يستطيع الانتصار ولا يطيق الانكسار.
- فاصلة أخيرة,, يقول أحد شعراء (العامية) نثراً:
إذا اشتدت المنافسة مع (أنصار الفصحى) فسأسألهم:
أيهما اصل الكون,, النور أم الظلام؟!!
نيف الذكرى

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved