Monday 2nd August, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 20 ربيع الثاني


نهارات أخرى
استراحات وأمراض للإيجار!

** لست أعني تلك الاستراحات التي فقدنا الأمل منها والمقامة على شبكة الخطوط الطويلة الممتدة بين مدن المملكة المتباعدة في اتجاهات الصحراء,, فتلك الاستراحات أصبحت خاوية على عروشها بعد ان يئس الناس من تطهيرها من الفئران والحشرات الجدارية المتسلقة,, ولم يعد في وسعهم حتى تناول الطعام الذي جلبوه معهم فكيف بهم يشربون ويأكلون من مطابخ تلك الاستراحات!
** حديثي اليوم معني بهذه الاستراحات الجميلة التي اصبحت متنفسا هاما للاسر والعوائل الذين ينتمون إلى الفئة التي ليس باستطاعتها امتلاك استراحة خاصة ومسبح خاص وساحات خضراء خاصة أو السفر باتجاه منتجعات أوروبا وأمريكا(!!).
ويندفع هؤلاء في هذا الصيف الحار إلى حيث استراحات التأجير التي كثرت ونشطت حركتها التجارية بشكل يدل على اقبال الناس عليها,, لكن ما يسيء لهذه الاستراحات هو امر مسابحها المقلق,, ففي المسابح التي لا تتجاوز إذا كبرت 6 8 يسبح فيها في الاسبوع مالا يقل عن مائة فرد نساء ورجالا وأطفالا كلهم يتبادلون المواقع ويرمون بأجسادهم في برودة الماء في ليلة دفعوا فيها كأقل الاسعار في المناطق والمدن الصغيرة 500 ريال تصل إلى 1000 ريال في المدن الكبيرة,, وأحيانا تزيد,.
وفي ظل عدم اهتمام البلديات والمراقبة فإن مستوى نظافة المسابح متدنٍ جداً وتنبئك عن ذلك روائحها كما يقول مرتادوها,, وحتى وان بدت نظيفة للمستأجرين فإن نظافتها ليست متكاملة، وكثيرون يتمنون خلو الاستراحات من المسابح حتى يأمنوا على أطفالهم من الامراض,.
ولو ان الجهات الصحية منعت اصحاب الاستراحات من اقامة المسابح ليأنس الناس بالمساحات الخضراء والخصوصية وألعاب الاطفال واتساع المكان,, دون العراك والاختلاف مع الاطفال حول أمر المسابح,.
أو أن تختار هذه الجهات الخيار الآخر والاصعب وهو المراقبة التامة لهذه المسابح ومستواها الصحي وكذلك الأمني خط الغرق او التماسات الكهرباء وتخشى الاسر الواعية على ابنائها من الجراثيم ذات الحضانة البعيدة المدى والتي لا تظهر عادة إلا بعد سنوات,, فيكونون كمن استأجر ودفع ثمن جراثيم وأمراض ترقد في اجساد اطفاله,.
وكثيرون يتساءلون في ظل ندرة الماء في بعض المناطق ولجوء البيوت إلى شراء الماء كيف يدعي اصحاب الاستراحات انهم يبدلون الماء يوميا!! أم أن المطهرات الكيميائية تقوم بالدور في تصفيته وتصفية جلود السابحين ايضا,.
صحة الناس أمانة في الرقاب يا أمناء البلديات ومديريها,, لا تنسوا ذلك أبداً!!
فاطمة العتيبي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved