Monday 2nd August, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 20 ربيع الثاني


رأي الجزيرة
(في ذكرى الخميس الأسود)

تحل اليوم الذكرى التاسعة ل الخميس الأسود الذي صادف الثاني من أغسطس عام 1990م، عندما فوجئت دولة الكويت الشقيقة وفوجىء معها العالمان العربي والإسلامي خاصة، والمجتمع الدولي عامة، بأكثر أعمال الغدر والعدوان خسة ولؤماً واستهتاراً بكل القيم السامية التي جاء بها ديننا الإسلامي الحنيف، كما عرفتها قبله وبعده أمتنا العربية منذ جاهليتها الأولى بأنبل الأعراف والعادات والتقاليد المرعية من القبائل، في مجتمعاتها الداخلية وبينها في مناهج علاقاتها الإنسانية، وحتى العسكرية الحربية التي لم تكن تمارس بالغدر والغفلة والعدوان.
إنها ذكرى العدوان العراقي الغادر على كل هذا التراث العربي الإسلامي الذي قامت عليه حضارة عربية/ إسلامية هي الأرقى بين حضارات الأمم والشعوب,, حضارة كانت مصدر الاشعاع الثقافي التنويري لأمم الأرض التي لم تعرف قبل حضارتنا القيم الإنسانية الأخلاقية التي نسجت وحدة أمتنا العربية المسلمة فجعلت منها كياناً متماسكاً وقادراً على الحياة العزيزة الكريمة في مختلف الظروف والأحوال والمتغيرات الموالية وغير الموالية ومختلف التحديات المرئية وغير المرئية.
نعم لقد غدر طاغية العراق صدام حسين وطغمته الحاكمة بكل القيم التي انبثقت منها وصيغت بها مبادىء وأحكام جميع المواثيق التي شكلت القاعدة الراسخة لبناء العلاقات بين دولنا وشعوبنا في تآخٍ وتواد وتراحم، وتضامن وتعاون وشراكة في السراء وفي الضراء.
ففي مثل هذا اليوم قبل تسع سنوات مضت اجتاحت قوات جيش صدام حسين الأراضي الكويتية حتى وصلت إلى قلب العاصمة الكويت خلال أربع ساعات فقط.
ورغم مفاجأة الغزو الغادر لم تكن أرض الكويت ولم يبخل شعبها الحر بأن يقدما معا أعز فلذات كبدهما من الشهداء الذين كان في مقدمة أوائلهم الشهيد فهد الأحمد الصباح رحمه الله ورحم كل شهداء الكويت الذين تصدوا للموجة الأولى من غزو القوات المعتدية.
ولم تشل صدمة الغزو المفاجىء عقول رجال أشقاء للكويت فبادروا بثبات وشجاعة إلى إعلان الوقوف بجانب الكويت أميراً وولي عهد وحكومة وشعباً.
وكان في طليعة الرجال المبادرين بنجدة الكويت خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله وأيده - الذي أعلن بصوت عال دوى صداه في أسماع العالم من أقصاه إلى أقصاه، رافضا الغزو العدواني الغادر، وداعيا صدام حسين إلى سحب قواته الغازية المتعدية باعتبار ذلك هو الحل الوحيد الذي ينهي العدوان.
ولكن طاغية العراق كان في حالة غياب وعي من السُكرِ بالغرور وبأوهام الزعامة والطغيان فلم يستمع إلى النصح ونداء الانسحاب,, حتى جاءته عاصفة الصحراء لتقتلعه وقواته من أرض الكويت اقتلاعاً لم تقم له بعده قائمة.
ولن تقوم له ولأمثاله قائمة بإذن الله، لأنه وأمثاله أعداء الحق والعدل والخير، بل وأعداء الحياة.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved