Monday 2nd August, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 20 ربيع الثاني


أما بعد
الحلال,, المفجع

على الرغم من ان اجازة الصيف لهذا العام قد تصرمت إلا ان مناسبات الزواج لا تزال تزداد وبشكل ملحوظ الأمر الذي يعطي معه مؤشرا ايجابيا يؤكد تفهم المجتمع والشباب على وجه التحديد للابعاد المحمودة المترتبة على الزواج وانعكاسات ذلك على المستوى الاجتماعي عموما.
ولأن الزواج يعتبر حصانة لطرفيه,, وخطوة مطلوبة في سبيل بناء الاسرة والعفاف والكفاف فإنه وبكل تأكيد يعد مشروعا حيويا مفرحا وهو ما يجعلنا ننظر بعين الرضا والسعادة لهذه الافواج التي تنضم سنويا تحت مظلة الزواج.
واذا كنا نبارك لكتائب المتزوجين سنويا فإن من المؤسف والمحزن حقا ان نرى طابورا لدى الابواب الخلفية يسير على خط العودة الموسوم بأبغض الحلال الطلاق ,ان الاحصاءات المعلنة تبرز فجاعة الخطب حيث تشير الارقام الى ان نسبة الطلاق بلغت 40% تقريبا.
ومع ايماننا العميق بأن إرادة الله نافذة على كل الاحوال إلا ان الطلاق وعطفا على تلك النسب المتزايدة اصبح ظاهرة مؤرقة بل ومفزعة تستوجب البحث عن الاسباب التي ساهمت بتزايد حالات الطلاق في مجتمعنا هذا.
ان عدم التوافق بين الشباب والشابات بالشكل الذي يضمن الحفاظ على عش الزوجية بعيدا عن الانهيار يؤكد حتمية وجود الخلل المؤدي الى تلك النهاية المؤلمة بل والمأساوية في حق الفتاة على وجه الخصوص لا سيما في ظل النظرة الاجتماعية الجائرة والقاسية تجاه المطلقة إذا ما علمنا ان النسبة العظمى في وقوع حالات الطلاق تنفذ برغبة الرجل نفسه.
اعتقد جازما ان الاسراف والاسفاف في الانفتاح على المجتمعات الشرقية والغربية على حد سواء من خلال تقنية الاتصالات الحديثة وغيرها القى بظلاله حتما على هذه القضية وكرَّس نوعا من الفكر وخلق اعتبارات عديدة ذات مساس بالمرأة حيث لم يتم توظيف هذا التقارب الثقافي والاجتماعي بصورة ايجابية لدى فئة متوسطي الاعمار المستهدفة إذ انبرى السواد الاعظم من اولئك لهفا خلف المشاهد التي تصب في مستنقعات الانحلال وأوحال الرذيلة والتمرد على طبيعة النفس البشرية فضلا عن المسلمة منها.
وبعد الدخول في عالم الزوجية تبدأ عمليات المقارنات الظالمة والمجحفة بحق ابنة هذا الوطن التي تربت على الفضيلة والحشمة والحياء والتمسك بقيم ومبادئ دينها الاسلامي الحنيف فهي تنتسب الى مجتمع له خصوصيته وسماته التي جعلت منه انموذجا فريدا ومثاليا بين المجتمعات الانسانية قاطبة.
وليدرك هؤلاء ان هذه قياسات مع الفارق واننا يجب ان نسير بمايتواكب وتلك التعاليم الربانية التي تضمن سمو المجتمع وهيبته بعدا عن المزالق التي استلذتها شعوب كلما عشقت اباحت فقادتها نحو الردى والضياع.
واننا ايضا لن نستطيع بناء سد في السماء بيد اننا قادرون على تنشئة جيل محصن قادر بإذن الله على استثمار محتويات القرية الصغيرة بما ينعكس ايجابا على نفسه ومجتمعه وامته بصورة تنسجم مع رسالته في الحياة.
بقي ان اقول ان ما ذهبت اليه لا يعدو كونه وجهة نظر بالتأكيد لا تنسحب على الكثيرين، كما انها ليست وحدها سبب ارتفاع نسبة الطلاق ولكنها قد تكون عاملا جوهريا فيه.
محمد الحنايا

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved