Monday 2nd August, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 20 ربيع الثاني


صمت العصافير
مدائن القلب

* سقسقة:
إذا لم تستطع بناء مدينة فابن قلباً .
- حكمة عربية -
* * *
مهما اعتصرتنا دائرة الحياة وانشغلنا بمسؤولياتها فإن في القلب ركناً صغيراً حميمياً تحتاجه كلما نأيت عنه ركناً يضم فيه ذكريات الأمس بكل جمالها او قسوتها,, بعذوبتها أو مرارتها وكلما ازددنا في العمر عاماً كلما أحسسنا بالحنين الى ذلك الركن، الأمر الذي يجعلنا نفرح برؤية صديق قديم او مكالمة هاتفية غير متوقعة.
إن الذي يشدنا الى الأمس لا يكون بالضرورة قسوة اليوم ولكنها طبيعة الحياة التي تشدك الى ما ليس في يدك والأمس انت لا تملك منه سوى الذكرى التي هي ثمينة مثلما تصفها الحكم التركية بانها نعم وهبنا الله اياها لننعم بالورود في الشتاء تعاملنا مع الماضي واعتزازنا به هو جزء من حنيننا له خاصة الركن الجميل الذي يحوي نبض القلب لذكريات جميلة نحتاج ان نسكنها وتسكننا في مدن الخيال والذين يهمشون الماضي هم يقتلون انفاس الحاضر فللماضي كما يردد اهل الصين في حكمهم القديمة عطر اكثرمن عطر خميلة زنبق مزهرة.
ولكن هذا لا يعني الارتداد الى الأمس في هروب من الحاضر,, أو الانسلاخ عن الزمن في انتكاسة الى التحسر والندم.
نحن ندرك بأن الماضي لا يعود واللحظات الجميلة التي نحياها اليوم لن تعود بنفس العذوبة ولكن ربما عادت أجمل وأحلى.
هذا ما يجعلنا في حنيننا الى الماضي لا ننسى الحاضر ونبحث من أجل اللحظات التي نعيشها فيه.
والعرب تقول: ما مضى فات والمؤمل غيب ولك الساعة التي انت فيها .
ورغم ان قول العرب هو صوت العقل لكنك لا تستطيع في اشد لحظات الحنين الا ان تعود الى الماضي وكأنما لم يغب لحظة وكأنك تحياه حاضراً ولكن الفرق انك تحياه وحيداً,, فالذين كانوا يسكنونك بالأمس ذهبوا والذين تقرأ حروفهم غابوا والذين تحادثهم بالأمس صارت اصواتهم صدى بعد ان كانت ملء السمع والفؤاد.
أهو الحنين يجتاحنا في غفلة من مشاغلنا وانشغالنا!!.
أم هي الذكرى تلك النبتة التي تروى بماء العاطفة وقوداً يشتعل فلا يحرق سوى النسيان!!.
ناهد باشطح

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved