عملية (قطع) الخدمة عن التليفون والجوال والكهرباء حين يتأخر المواطن عن سداد فاتورة أي منهم ، ثم تحديد موعد ل(القطع) النهائي (كنسل) في نظري عملية غير مجدية أولا! وليست فيها أية (لمسة) من التعامل الحضاري في حين انها (وسائل) حضارية, فما الذي ينفع شركة (الاتصالات) من قطع الخدمة إذا كان المواطن المقطوعة عنه لا يستطيع سداد كامل الفاتورة؟! لقد خسرت زبونا إذن!
والأسوأ إذا كان في نية هذا الزبون عدم التسديد من اصله, يتمتع بتلفونه شهرين وبعدين (لها حلال)!
ولا أعتقد أن ل(الاتصالات) أو (الكهرباء) سطوة شركات السيارات (مثلا) حيث تفاجأ ب(المحصل) حق الشركة يقف فاردا ذراعيه أمام سيارتك في الشارع العام المزدحم ليخرج من جيبه (ورقة الحقوق) التي ما بعدها إلا (غرفة التوقيف)! فلم اسمع ان مواطنا حضر إلى الحقوق المدنية بسبب فاتورة هاتف أو كهرباء, وكأن (كنسلة) التليفون أو إقفال عداد الكهرباء هما غاية في حد ذاتهما.
وحتى لا نقع في المغالطات من قبيل (بل نفعل ونحرص,, الخ) أسوق للقراء أولا ثم للمسؤولين الاعزاء حكاية حدثت لي شخصيا قبل سنوات.
فقد جئت من سفر طال نوعا ما, وإذا بتليفون بيتي (مكنسل)! ذهبت للأحبة في إدارة الهاتف وأبديت لهم استعدادي لسداد الفاتورة مقابل اعادة الحياة لهاتفي, قال لي الموظف:
- حتى لو سددت! التليفون راح!
وبينما جعلت اضرب كفا بكف مال عليّ مواطن طيب كان يسمع حديثنا وقال:
- أخوي , فيه توسعة هالحين, قدم طلب جديد لا يفوتك!
ولم أكد أصدق, طرت لقسم الطلبات الجديدة, اعطوني ورقة وعبأتها, وضعوا لها رقما ثم قالوا:
- اذهب إلى قسم الكمبيوتر لاستكمال بقية الاجراءات.
طلب مني حق الكمبيوتر تسديد الفاتورة, ليست عندي, اذهب لذاك الشباك يعطونك بدل فاقد, رحت, اعطوني ورقة جميلة فيها مبلغ الفاتورة, وقالوا: بعد ما تسدد جب لنا الورقة ومن فوري طرت للبنك, ختم الموظف بأنني سددت, وعدت الهاتف, اعطوني موعداً قريبا ليذهب معي المساح, احسست ان عبئا عظيما انزاح عن كاهلي,, ليس كله حبا في التليفون ولكن (وأنتم أبخص) فالنساء العزيزات يقبلن السكنى في بيت ليس فيه ماء ولا يقبلن الذي لا تليفون فيه!
بعد أيام اتصل موظف من الهاتف, قال: هل كان لديك تليفون رقمه كذا؟!
قلت : لا أذكر هذا الرقم.
قال : ألم تكن عام 1400 ساكنا في عمارة (فلان)؟
أووه ! تذكرت, قلت: بلى, ولكن هذا صار له ثماني سنوات أو أكثر!
قال : المهم, ذاك التليفون عليه فاتورة, تعال خذها وسددها وإلا ترى لن يكون لك حظ في التليفون الجديد.
يا الله ! توكم تتذكرون, تسع سنين كان يمكن ان يضاف إليها تسع وتسع لو أنني لم أقدم طلب التليفون الجديد!! الزبدة: سددت فاتورة أبو تسع سنوات, ولم يمض اسبوع إلا والتليفون الجديد يزغرد في البيت فنقول انا والأهل: الله ما أحلى هالصوت!
هذا مثال أرجو ان يكون الزمن قد تجاوزه (وإن كنت لست متفائلا بذلك).
فهل هذا هو مصير كل التليفونات (المفصولة من الخدمة)؟! يعني لسان حال المسؤول يقول (يمكن يجي صاحبه لمسألة جانبية فنعطيه فاتورة بدل فاقد ويكون لدينا توسعة فنركب له آخر) ,, لا أظن اننا في زمن نمارس فيه مثل هذا الروتين الذي بقدر ما ينشف ريق المواطن بقدر ما يهدر من المال العام!
لماذا لا تقوم شركة الاتصالات مثلا بتذكير المواطن من خلال هاتفه انه صرف مبلغا قدره كذا وعليه ان يحتاط!
لماذا لا يذهب المواطن يوم استلام راتبه ليضع في حساب الاتصالات كم ريال, احتياطا؟, لماذا لا يصبح هناك (تقسيط فعلي) للفاتورة من ألف ريال وما فوق بدلا من ان نسمع عنه عبر (902) وحين نأتي لنقسط يقول لنا موظف قد لا يكون على إلمام بمسؤوليته تجاه الجمهور: لا نقسط اقل من خمسة آلاف, فيرد عليه المواطن: إذن دعوا التليفون يعمل حتى يصل الخمسة آلاف ثم قسطوه!
هل هذه معضلة او ماذا؟
على العموم هذه أفكار قابلة (بل ومطالبة ب)النقاش, وليست لاثارة الغبار حول شركة الاتصالات التي لا ينكر جهودها إلا جاحد, وسلامتكم.
* تنويه :
العنوان مطلع لأغنية شعبية تقول: ليت التليفون من يمك! ما ينقطع يا بعد روحي!
* واشنطن - رويترز: مركبة الفضاء العميق Deep space1 التي تطير بسرعة 35000 ميل في الساعة تتخذ مداراً لها حول القمر امس الاول
|