** البخل,, صفة مذمومة جدا,, ومن اتصف بهذه الصفة الكريهة,, فإنه يصير انساناً مكروهاً حتى من أقرب الناس له,, حتى زوجته وأولاده,, يصبح بينهم مكروهاً لا يطيقونه ولا يطيقون تصرفاته.
** وقد ذم الأدباء والشعراء والحكماء وكل الناس,, ذموا البخل والبخلاء,, وألفت فيهم الكتب,, وقيلت فيهم القصائد,, بل قرأنا الكثير والكثير عن نوادر البخلاء,, وبعضها,, لعله يكون صحيحا, لأننا بالفعل,, نعايش شيئا من واقع هؤلاء البخلاء بيننا.
** والبخل,, تلك العادة المذمومة,, من اتصف بها,, صار منبوذا من كل الذين حوله,, أهله,, اقاربه,, زملاؤه,, اصدقاؤه,, جيرانه,, معارفه وكل الذين يتعاملون معه.
** ثم ان آفة البخل,, مرض مزمن, فيندر,, بل يستحيل ان يكون إنسان متصفا بهذه العادة,, ثم يتحول الى إنسان كريم سخي,, او ربما يندر,, او حتى مجرد منفق باعتدال,, لأن آفة البخل تجري في دمه,, ويستحيل عليه التخلص منها,,
** والبخيل كما قلت,, يصبح معروفا لكل من حوله,, يتندرون على تصرفاته,, ويسمعون شيئا من ممارساته داخل منزله,, وداخل المكتب,, وفي المحلات,, وفي الشارع,, ومع كل من حوله,.
** والانسان البخيل,, فوق انه شخص مكروه منبوذ,, فإن الكل يتحاشى الدخول معه في شراء أو بيع أو أية علاقة تجارية,, أو شخصية من أي نوع كان.
** بل إن ملابس البخيل يظهر عليها الرداءة والتشرذم وسوء المظهر,, رغم انه ينام على ملايين, بل ان سيارته تحكي واقعه,, وكذا منزله وما حوله,, ولو أنه يملك الملايين,, لكن البخل يجري في دمه,, وقد دفعه الى هذا العمل المخجل.
** والبخل كما قلت,, آفة عظمى,, وكم كنت أتمنى لو أنها تشترط في عقد النكاح,, فيقال إن ابننا هذا بخيل,, لأن البخل عيب كبير, وكم امرأة طلقت بسبب تقتير زوجها تقتيرا مخلا,, وبسبب رفضه الصرف على زوجته واولاده في امور ضرورية للغاية,, بل ان بعضها امور علاجية تتعلق بالصحة والمرض,.
** بل اننا نسمع عن قصص وحكايا كثيرة في هذا الباب,, وكنت قد تلقيت عدة رسائل من زوجات وأولاد وبنات يشتكون من جور الأب والزوج بسبب بخله الشديد ورفضه الصرف حتى على الأمور الضرورية.
** احدى الزوجات تقول,, إنها متى خرجت الى السوق مع زوجها لشراء لوازم لها ولأولادها الصغار, فإن زوجها البخيل يحرص على تنظيف كل جيوبه من أي قرش,, ومتى بدأ الحساب على المشتريات,, لمس جيوبه وقال أوه نسيت الفلوس في البيت,, ليلزمها على الصرف من جيبها,, مع ان راتبها لا يتجاوز ال(1500) ريال كموظفة في مدرسة اهلية حسب قولها,.
** ولعلكم تقرؤون معي هذين البيتين وتحكمون على البخل والبخيل:
أنا اشهد ان البخل للرجل عذروب خصٍّ إلى صاروا جدوده مشاهير وش ينبغي به كان ما يقضي النوب ولاهوب ملجا بالليال المعاسير |
** هذا ما قاله أحد الشعراء عن البخيل,, وهو حقيقة واقعة بالفعل,, بل انه واقع مؤلم ومخيف ومزعج,, كان الله في عون زوجة وقعت في حضن بخيل,, ووجدت نفسها بين نارين,, نار هذا البخيل المِقحِط ,, ونار الطلاق.
عبدالرحمن بن سعد السماري