هكذا فهد العتيق أوراق ,. |
** مجلة الفيصل
* الاعداد الثلاثة الاخيرة من مجلة الفيصل، التي يرأس تحريرها الدكتور يحيى جنيد ويدير التحرير فيها الاستاذ عبدالله الكويليت، تكاد تجعلنا نشم بالفعل رائحة مجلة العربي الكويتية العريقة التي لازالت تحلق في سماء الثقافة العربية بتميز ، وهذا ليس رأيا مجاملا لجهود الزملاء في الفيصل، لكنه اشارة الى القارىء الكريم بان يتابع هذه المجلة بثوبها الجديد ومضمونها الجديد الذي يحفل بجهد صحفي وثقافي كبير جدا، مع ملاحظة للزملاء في مجلة الفيصل باننا نتمنى ان يأتي الدور على باب الادب والابداع الادبي لكي يحظى بنفس الاهتمام، ولكي نفرح بمجلة ثقافية مكتملة.
* * إضاءة صحفية اجتماعية:
* كل قضية اجتماعية او مشكلة تحتمل الكثير من الاراء حولها، بمعنى انها ليست مغلقة على ذاتها او على فئة معينة من الناس، ولا يحق لاحد محاورتها، والكاتب بالضرورة سوف يستفيد من القضايا الاجتماعية العامة والشائعة بين الناس، وكذلك القضايا الاجتماعية التي تطرحها الصحافة، لكي يخرج برؤية اجتماعية خاصة، وبالتالي ليس من الضروري ان يكون هذا الكاتب يتبنى وجهة نظر (فلان) من الناس، أو يوجه رأيه تجاه (فلان)، الصحيح ان هناك قضايا اجتماعية كبرى تحتاج من الجميع الى رأي، والكاتب الحقيقي هو الذي يحاول الاقتراب كثيرا من هموم المجتمع ومشكلاته في المرحلة التي يعايشها، لكي يسلط الضوء على افكار وتساؤلات الناس حولها، فليس دور الكاتب ان يفكر عن الاخرين او يضع الحلول للمشاكل، بل ان عليه اضاءة هذه المشكلة والتعبير عن مدى اهميتها او خطورتها، ويمكن يختلف معه على صفحات الجريدة المفتوحة للجميع وليست لاحد عن احد، بدليل وجود صفحات خاصة لمن يريد ان يعبر عن رأيه في كل صحيفة يومية، مع العلم ان قضايا المجتمع ليست ملكا لاحد، وليست ايضا حكرا على احد، فنحن جميعا شئنا ام ابينا جزء من أي مشكلة اجتماعية، علينا ان نتحمل مسئولياتنا بكل صدق وموضوعية بعيدا عن لغة الحياد، التي تعني مواطن او كاتب بلا موقف وبلا مبدأ وبالتالي بلا هوية، وهذا اخطر ما يمكن ان يكون عليه الانسان، وكل هذا لا يعني ان الكاتب بعيد في حياته الشخصية عن مثل هذه المشاكل الاجتماعية فهو بالدرجة الاولى ابن لهذا المجتمع يتأثر بسلبياته وايجابياته، واحيانا يأخذ الصور الاجتماعية من بيته ومن حارته ومن محيطه.
اخيرا نلاحظ انه طفحت على السطح الاجتماعي مشكلات واضحة جدا لم تكن بمثل هذا الوضوح في السابق، فبعد سنوات الطفرة الاقتصادية - التي افرزت سلوكيات سلبية - اصبحنا الان نجني ثمار مثل تلك السلوكيات ونواجه نتائجها، بعيدا عن مسألة الرجل او المرأة، لانهما جميعا المسئولان عن اية صور ايجابية او سلبية في المجتمع، لهذا يفترض ان نكون في مستوى المواجهة بكل شجاعة، حماية على الاقل للاجيال القادمة، او على الاقل، اضاءة مثل هذه القضايا لهم بكل وضوح.
** فاصلة:
* الكاتب او الاديب الذي يركض وراء الاذاعة والتلفزيون وقنوات الفضاء ومحرري الصحف، هذا الكاتب يضع موهبته وصدقيته موضع شك كبير، لان الكاتب الحقيقي يركز اهتمامه على فنه وعلى مجال ابداعه حتى لو عاش في الظل طوال العمر، لاننا لاننسى ان الاعلام واضواءه سوف يستهلك الكاتب ويحوله الى وجه متكرر لكن بلا عمق ، مثلما حصل مع اسماء ادبية كثيرة استهلكها الاعلام في طاحونته التي لا ترحم.
|
|
|